«الواحد أول ما يعطس ييجى يجرى عليا، لأن إنفلونزا الخنازير أصابتهم بالهلع». الملاحظة للدكتور كمال حسن اختصاصى الأنف والأذن، الذى يضيف أن شكاوى الشتاء العادية لم تكن تخرج عن أعراض البرد: رشح وعطس وبعض الارتفاع فى درجة الحرارة. «وكر الأمراض» هذا تشبيه د. كمال لفصل الشتاء، الذى لا ينجو منه فى رأيه غير الأصحاء الذين يلتزمون بالقواعد، ويقول إنه فى الشتاء تنشط حساسية الأنف والإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد التى يراها الأخف فى الأعراض، فهى مجرد رشح بالأنف واحتقان فى الحلق وسعال وعطس جراء التعرض لتفاوت فى درجات الحرارة. أما الإصابة بالإنفلونزا فتكون بسبب عدوى فيروسية يشعر معها المريض بارتفاع فى درجة حرارة الجسم وشعور بآلام فى العضلات والعظام، وهنا يحتاج إلى راحة تامة وغذاء جيد مع العلاج الذى يصفه الطبيب، لمدة لا تقل عن ثلاث أيام هى دورة الفيروس فى الجسم. ويعتبر العطس والسعال لدى الأطباء هما أشهر مشاهد فصل الشتاء، فالجميع يصاب بالبرد فى رأى د. محمد يونس استشارى الأمراض الباطنة، فهو يرى أصحاب المناعة القوية هم الأكثر حظا لأنهم أقل عرضة للإصابة بفيروس الإنفلونزا. أخطاء كثيرة ومتكررة هى السبب الرئيسى الذى يجعل جسم الإنسان فريسة سهلة للمرض، يتعجب منها د. يونس فهى فى رأيه «بديهيات المفروض الناس تكون حفظتها»، لكن لايزال المصريون يسهرون إلى الصباح وينامون نهارا على حد وصفه، وهذا يتسبب فى «لخبطة نظام ربانى» يفرض على الإنسان أن ينام ليلا ويعمل نهارا، ويأكل ثلاث وجبات فى مواعيد معينة، لذلك ينصح بتنظيم مواعيد النوم والطعام أولا، وبعدها «لن نشتكى من الإصابة بالأمراض». وينصح د. يونس الأمهات بإتباع مبدأ الوقاية خير من العلاج مع جميع أفراد الأسرة، وأولى خطوات الوقاية فى رأيه عدم ارتداء الملابس الشتوية ثم تخفيفها لأن هذا أولى خطوات الإهمال فى الصحة، فضلا عن التعرض لتيار هواء بارد بعد الجلوس فى مكان دافىء لفترة طويلة خصوصا بعد «الاستحمام»، وضرورة الابتعاد عن المشروبات المثلجة تلافيا لالتهابات الحلق. ويرى أن الوقاية من الإصابة بالبرد تبدأ من نوعية الأطعمة التى نتناولها فى فصل الشتاء، كما يشدد د. وليد محمد اختصاصى التغذية. وتبدأ «أغذية الوقاية» بتناول السوائل الدافئة منها الزنجبيل والينسون والبردقوش، وكذلك العصائر الطبيعية الغنية بفيتامين سى كالبرتقال والليمون والجوافة، ويضيف: «لا يجب أن يعتقد البعض أن هذه المشروبات تشفى من البرد لأنها تقى فقط من الإصابة». وينصح د. وليد بضرورة تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لأنها تقوى المناعة، ومحاولة التقليل من تناول الأغذية المجمدة، لأنها تكون أصعب فى الهضم وهذا فى رأيه يضعف جهاز المناعة على المدى الطويل خصوصا إذا كانت هذه الأطعمة مضافا إليها ألوان صناعية أو مواد حافظة. ويحذر د. يونس من الامتناع عن تهوية المنزل فى الشتاء مهما كان البرد قارسا، لأن تغيير الجو لازم لقتل الجراثيم والبكتريا، فضلا عن تهوية الأغطية والوسائد بشكل يومى وتعريضها للشمس مباشرة لمدة ساعتين.