حميدتى يظهر أمام عدسات الإعلام بعد شائعات تعرضه للتسمم فى جوبا.. والدقير ل«الشروق»: اتفاق السلام يُمثل نقلة نوعية للمستقبل السياسى فى البلاد استأنف الوفد السودانى الحكومى برئاسة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالى، الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى»، اليوم الأربعاء، المفاوضات مع وفد مسار دارفور بشأن الترتيبات الأمنية، بحضور لجنة الوساطة الجنوبية برئاسة المستشار الأمنى لرئيس جنوب السودان، توت قلواك، والتى تستضيفها العاصمة جوبا. وأكدت مصادر سودانية مطلعة ل«الشروق» إن المفاوضات لا تزال مستمرة بين الطرفين بحضور لجنة الوساطة الجنوبية، لحسم بعض النقاط العالقة ببند الترتيبات الأمنية لاسيما «كيفية دمج قوات الحركات المسلحة فى الجيش السودانى والمدة الزمنية»، ومن ثم التوافق لتوقيع اتفاق السلام بالأحرف الأولى، يوم الجمعة. وأضافت المصادر أن المفاوضات تتأرجح بين التأجيل ليومين على الأكثر أو الحسم بشكل نهائى. ويضم مسار دارفور، المنضوى تحت كيان الجبهة الثورية السودانية، كلا من «حركة العدل والمساواة، حركة جيش تحرير السودان، حركة تحرير السودان الانتقالى، تجمع قوى تحرير السودان، والتحالف السودانى». فى سياق متصل، قال رئيس مفوضية السلام السودانية، سليمان الديبلو، فى تصريحات ل «الشروق»: إن المفاوضات تُجرى على قدم وساق لإنهائها حسب الموعد المقرر لها، مشيرا إلى أن الأطراف المشاركة فى مسيرة التفاوض وصلت إلى مرحلة متقدمة من التوافق، مؤكدا أن توقيع اتفاق السلام بات قريبا. وعلى صعيد آخر، نفي الناطق الرسمى باسم وفد الحكومة المفاوض، محمد حسن عثمان التعايشى، فى بيان رسمى ما تم تداوله فى عدد من وسائل التواصل الاجتماعى بشأن تعرض نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو «حميدتى» لحالة تسمم، مؤكدا أنه يتمتع بصحة جيدة. وفى ذلك السياق، عقب انتهاء الجلسة الأولى من المفاوضات خرج «حميدتى» بمفرده من قاعة الاجتماعات لينفى ما تم تداوله بشأن صحته، ومؤكدا على رئاسته لوفد التفاوض الحكومى. من جانبه، أكد القيادى بقوى إعلان الحرية والتغيير، عمر الدقير، أن قضية السلام فى السودان قضية محورية تتعلق بمستقبل البلاد لاسيما فى الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أنها المدخل الحقيقى لحل جميع العقبات بالدولة، موضحا أن التفاوض بين الحكومة مع مسار الجبهة الثورية يسير بشكل جيد وفى إطاره الصحيح. وأضاف الدقير فى تصريحات ل«الشروق»، أن اتفاق السلام المزمع توقيعه قريبا، يُمثل نقلة نوعية لمستقبل السودان السياسى فى الوقت الراهن، مشيرا إلى أنها فرصة جيدة لمراجعة الفترة الماضية من الفترة الانتقالية. وأكد الدقير أنه عقب التوقيع النهائى على اتفاق السلام سيتم إعادة تشكيل الحكومة ومشاركة الجبهة بثلاثة مقاعد فى مجلس السيادة الانتقالى، فضلا عن تشكيل المجلس التشريعى ومشاركتهم بنسبة 25 % من مقاعده، وستكون للمجلس مهام مراقبة أداء الحكومة وإجازة الميزانية، ومن ثم سيوفر ذلك فرصا جيدة لانطلاق البلاد من جديد. وشدد الدقير على أن العلاقات الثنائية بين القاهرة والخرطوم تاريخية ويربطهما مصير مشترك، موضحا أن العلاقات فى الوقت الراهن تشهد تطورا على جميع المستويات لخدمة مصالح الشعبين. وعن ملف سد النهضة، أوضح الدقير أن السودان يرى أنه لا بديل عن التفاوض بشأن ملف سد النهضة، ولابد من حسمه عبر تلك الآلية بما يضمن مصالح الدول الثلاث (مصر، السودان، وإثيوبيا). وعن ملف التطبيع بين السودان وإسرائيل، قال الدقير: إن الموقف الذى أعلنه رئيس الحكومة الدكتور عبدالله حمدوك متوافق مع موقف الحرية والتغيير، مؤكدا أن تلك القضية تحتاج إلى نقاشات عديدة لحسمها، وسيتم النظر فيها بعد اكتمال تشكيل مؤسسات الدولة فى الفترة المقبلة عقب توقيع اتفاق السلام، مشيرا إلى أن الوثيقة الدستورية تُلزم الحكومة الانتقالية بإقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول بما يحقق مصالح الشعب السودانى. وأكد أن سبب تأجيل الحكومة لحسم قرار التطبيع مع إسرائيل، هو اختلاف الآراء بين القوى السياسية المكونة للحرية والتغيير بشأن ذلك القرار بين مؤيد ومعارض، مشيرا إلى أن المحدد الرئيس له هو الشعب السودانى فقط، ولابد أن يكون قرارا جماعيا. وأضاف الدقير أن الحكومة السودانية طالبت الحكومة الأمريكية خلال لقاء حمدوك بوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، بالفصل بين قضية التطبيع مع إسرائيل وبين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.