اكتسبت حمامات الشمس للنساء عاريات الصدر شهرة واسعة في فرنسا لأول مرة في ستينيات القرن الماضي؛ حيث اجتاحت الموجة الثانية من الحركة النسائية أوروبا وطالبت النساء بنفس الحق في ما يحصل عليه الرجال لأجسادهن العليا دون ملابس. كان الأمر أكثر انتشاراً في بقية دول أوروبا، وحتى الآن وفق استطلاعات الرأي المختلفة، تعد فرنسا الأقل بين الدول الأوروبية في هذه الممارسة، حيث أفاد استطلاع أجراه مركز إيفوب أن أقل من 20 % من النساء الفرنسيات اللائي تقل أعمارهن عن 50 عامًا يتشمسن عاريات الصد خلال هذا العام، مقارنة مع 28 % منذ 10 سنوات، و 43 % في عام 1984، وشمل الاستبيان 5000 أوروبي من ضمنهم 1000 فرنسي. وهذا يجعل النساء الفرنسيات أقل استعدادًا للاستحمام عاريات الصدر من بعض الأوروبيات الآخريات، حيث تقول نصف النساء الإسبانيات إنهن يسبحن عاريات الصدر و34 % من الألمانيات. رغم هذه النسبة الأقل ضمن الدول الأوروبية، إلا أن الحصول على الاستلقاء دون ملابس علوية على الشاطيء أثار أزمة في فرنسا الأيام الماضية، حسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. حيث أثار طلب شرطيين لعدد من النساء المستلقيات على الشاطئ عاريات الصدر بارتداء ملابسهن موجة من الغضب بين الفرنسيين، على شاطيء سانت ماري لامير. لكن على خلاف موقف قوات الشرطة الفرنسية، كان وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان مدافعاً عن حق النساء في أخذ حمام شمسي على الشواطئ وهن عاريات الصدر. وكتب وزير الداخلية جيرالد دارمانين على حسابه الرسمي عبر منصة تويتر: "كان من الخطأ تحذير النساء بشأن ملابسهن، الحرية شيء ثمين، ومن الطبيعي أن يعترف المسؤولون بخطأهم".
C'est sans fondement qu'il a été reproché à deux femmes leur tenue sur la plage. La liberté est un bien précieux. Et il est normal que l'administration reconnaisse ses erreurs. #SainteMarielaMer https://t.co/eIWeOEBhBp — Gérald DARMANIN (@GDarmanin) August 25, 2020
وقالت فرقة الدرك المحلية في بيان على فيسبوك إن رجال الدرك الفرنسيين عندما كانوا يقومون بدوريات على شاطئ في بلدة "سانت ماري لا مير" المطلة على البحر الأبيض المتوسط، الأسبوع الماضي، طلبوا من مجموعة من النساء عاريات الصدر تغطية صدورهن بناءً على شكوى من إحدى العائلات، بعد أن اشتكت إحدهن بأن لديها طفلان معها، ولايرغبوا في أن يشهدوا ذلك. واعترف رجال الدرك بأن تصرفاتهم كانت "أخرق" مؤكدين أن الضباط أرادوا فقط تهدئة الوضع، وأصروا على عدم وجود أمر رسمي بحظر سباحة النساء عاريات الصدر في المدينة، وفقا لشبكة يورو نيوز. يذكر أنه لا يوجد قانون يمنع الاستجمام الشمسي بصدر عارٍ أو السباحة على الشواطئ في فرنسا، ما لم يكن هذا الفعل محظورًا بموجب قانون محلي محدد. وأكد المستشارون في سانت ماري لا مير أنه لا يوجد مثل هذا القانون، ولم يتم إعطاء الشرطة أي أوامر لوقف حمامات الشمس لعاريات الصدر. ويُنظر إلى هذه الممارسة أنها حق النساء في أخذ حمام شمس على الشواطئ عاريات الصدر أنها مساواة مع الرجل، وعلامة على المواقف التقدمية في فرنسا. ويعد الجدل حول الملابس المناسبة للشواطيء في فرنسا نقاش مستمر سواء حول النساء عاريات الصدر أو مرتديات البوركيني، فقد سبق وأعلن رئيس بلدية مدينة جرونوبل الفرنسية إغلاق حمّامي سباحة تابعين للبلدية، بعد خلاف حول ارتداء نساء لزي "البوركيني". وفرنسا التي تضم أكبر عدد من المسلمين في أوروبا كانت الدولة الأوروبية الأولى التي تحظر الحجاب الكامل في الأماكن العامة عام 2011، وأيّدت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الحظر عام 2014، رافضة الحجج بأن منع الحجاب الذي يغطي كامل الوجه انتهاك للحرية الدينية.