نقلت صحيفة "زمان" التركية، عن خبراء في مجال الطاقة قولهم إن تركيا لن تستطيع التخلي تمامًا عن استيراد الطاقة من الخارج، حيث أنها تعتمد حاليًا على الخارج في 95% من احتياجاتها، معتبرين أن التهويل الإعلامي لعملية الاكتشاف الأخيرة للغاز الطبيعي في البحر الأسود غير مبررة. وقال رئيس مجموعة دراسات الطاقة في غرفة مهندسي الماكينات في إسطنبول، أوغوز تُرك يلماز، إن استخراج الغاز الطبيعي من الحقل الجديد المعلن اكتشافه، سيحتاج إلى ما بين 5 و10 سنوات على الأقل من أجل مد الأنابيب لنقل الغاز، مشيرًا إلى أن الحقل يقع على بعد 170 كيلومترًا من الشاطئ. وأوضح أوغوز تُرك يلماز، أن تركيا تحتاج إلى 34 مليار متر مكعب سنويًا، لافتًا إلى أن هذا يعني أن الحقل الجديد يكفي احتياجات تركيا من الغاز لمدة 7-8 سنوات فقط. وقال تُرك يلماز: “لا يمكننا استخراج الغاز مباشرة. يجب أولًا بدء أعمال الحفر، في حالة التمكن من حفر بئر واحد، فإن مرحلة الإنتاج تستمر 20-30 سنة. هذا يعني أن تركيا ستنتج 16 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا، أي أنه يعادل 20-25% من احتياجات تركيا السنوية من الغاز الطبيعي”. وذكر خبير ومحلل الطاقة أوزجور جوربوز أن وكالة رويترز أعلنت قبل يومين أن حجم احتياطي الحقل يتجاوز 800 مليار متر مكعب وهو حجم ضخم فعلا، لكن الرئيس أردوغان أعلن أن احتياطي الحقل 320 مليار متر مكعب فقط. وأضاف: "حسب المعلن فإن استهلاك تركيا من الغاز في عام 2017 كان 53 مليار متر مكعب، وهذا يعني أن الاحتياطي المعلن رسميًا يكفي تركيا لنحو 6 سنوات فقط، بهذا الحجم لا يمكن لتركيا أن تكون دولة مصدرة للغاز بأي شكل من الأشكال". وأوضح جوربوز، أن هذا حجم الغاز المكتشف لا يتناسب مع المبالغة في التهويل الإعلامي له، وأن الغاز المكتشف قد يكون غير مجد اقتصاديًا، نتيجة ارتفاع تكلفة الإنتاج مقابل تراجع الأسعار عالميًا متأثرة بزيادة الإنتاج الأمريكي من الغاز. من جانبه، اعتبر محمد أويوتشو، رئيس شركة الاستشارات الاستراتيجية “Global Resources Corporation” صاحبة الاستثمارات في مشروعات الطاقة العالمية، إعلان الرئيس أردوغان، استخراج الغاز المكتشف في مياه البحر الأسود خلال ثلاث سنوات غير منطقي. وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة اكتشاف 320 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في البحر الأسود، وقال إنه سيتم استخراجه خلال ثلاث سنوات في عام 2023، مشيرا إلى أن تركيا عازمة على التحول إلى مصدر للنفط بدلا من مستورد له. ويربط الرئيس التركي رجب أردوغان، المشاريع الضخمة والأحداث العظيم بعام 2023 الذي تكمل فيه تركيا مئويتها الأولى منذ إعلانها كجمهورية، وفي هذا التاريخ ينتهي العمل بمعاهدة لوزان التي فرضت قيودا عديدة على تركيا.