كشف قيادى من شباب جماعة الإخوان المسلمين عن عدة مفاجآت يعتزمون تفجيرها فى مؤتمر إلكترونى ينوون عقده خلال الأيام القليلة القادمة. وقال القيادى الشاب القريب من المجموعة، التى تعكف على إعادة صياغة وضع الجماعة الحالى من كل النواحى، ل«الشروق» إن «هناك مجموعة من الرؤى والمطالب التى تم مناقشتها بمشاركة مجموعة من المفكرين والباحثين السياسيين من داخل الجماعة وخارجها لعمل ما سموه التأسيس الجديد للجماعة»، موضحا أن الجماعة «تقف اليوم على مفترق طرق بين شيخوخة تهيمن على أفكارها ووسائلها وبين مطاردة وإرهاب ومحاولات للإقصاء من قبل النظام الذى يراها أكبر خطر على وجوده. «فكرة التنظيم الشامل الذى يمارس كل مجالات العمل، فكرة لم تعد تلائم العصر، بل أصبحت عائقا أساسيا أمام تقدم الحركة ولذلك نؤكد أهمية مبدأ شمولية الفكرة والرسالة ولكن دون شمولية الممارسة والتنفيذ، ونأمل أن ننتقل بهيكلنا المترهل من حالة الجمود إلى حالة الفاعلية عبر إرساء مبدأ التخصصية واللامركزية فى كل مجالات العمل التى تمارسها الدعوة. أضاف القيادى الشاب. وأكد الشباب أن الدعوة دفعت الثمن غاليا بسبب شمولية الممارسة ،وأشاروا إلى أنهم يدفعون استحقاقات العمل السياسى على كل المسارات الأخرى، فيتعطل العمل الخيرى والاجتماعى والإرشادى والتربوى. ووفقا لمجموعة الشباب فإن «مبدأ التمييز بين السياسى والدعوى هو شرط أساسى يمهد لدمج الجماعة كقوة شرعية فى حال التحول الديمقراطى»، مشيرين إلى أن هذا التمييز لا يعنى العلمنة بل يعنى التخصصية. ويطالب شباب الإخوان ببناء خطاب سياسى اجتهادى «يميز بين الثابت (العقيدة والنص القطعى)، والمتغير (الاجتهاد البشرى)، أى يقدم حلولا للواقع المعايش ومشكلات الناس ويبعد عن الشعارات الإيدلوجية والهتافات الفضفاضة التى لا تحمل رؤى واقعية، مطالبين الجماعة بتقديم خطاب حزب سياسى وليس خطاب جماعة دينية». كما تطالب مجموعة الشباب بحسم مسألة الهوية السياسية ورؤية الجماعة للدولة الحديثة وتحديد ما إذا كانوا مع دولة أممية أم وطنية، وكذلك حسم مسألة المواطنة والتصالح مع المجتمع. وعلى الصعيد الداخلى للجماعة يطالب الشباب بنظام لوائح داخلية جديد تصل به إلى تطبيق المؤسسية المنهجية بحيث لا يخلط فى ذلك بين المعانى التربوية والمعنوية وبين وجوب الشفافية وبناء الثقة على أسس موضوعية وليس على أسس عاطفية فحسب وكذلك بناء منظومة تربوية جديدة ليست معنية بالبناء الدينى والأخلاقى فقط بل يجب أن تحتوى الجوانب المدنية والعصرية المهمة لاستكمال بناء الشخصية المتوازنة. كما تدعو مجموعة الشباب إلى مراجعة أفكار الجماعة وتصفيتها من بعض الأفكار الوهابية الدخيلة التى لحقت بها خلال الفترة الأخيرة لتظل الحركة رمز الوسطية والاعتدال. وتطالب مجموعة الشباب الإخوانية بضرورة وجود نظام انتخابى جديد «منطقى وعملى، يتيح تمثيل الكفاءات والشباب والمساءلة والرقابة ويعتمد على برامج للمرشحين ومعايير عملية للانتخاب والترشيح، وكذا الخروج من فكرة السرية إلى علانية التنظيم والدعوة والاعتراف بتعدد الأفكار والاتجاهات داخل الجماعة وحفظ هذا التوازن وعدم إقصاء أى تيار داخل الحركة»، على حد تعبير القيادى الإخوانى الشاب. ومن بين المفاجآت التى كشف عنها الشباب هى مطالبتهم بفك الارتباط بأى تنظيمات أخرى خارج الوطن مع بقاء العلاقات الأخوية والمعنوية والروابط الفكرية.