تمر اليوم ذكرى ال68 لثورة 23 يوليو 1952، التي انطلقت لإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية وطرد الاحتلال البريطاني. وفي يوم 26 يوليو تنازل الملك فاروق عن حكم البلاد لابنه أحمد فؤاد الثاني، بعد تحرك الجيش وتحت ضغط الضباط الأحرار قادة الثورة، فأصبح ملكا للبلاد وعمره لم يكن يتجاوز وقتها خمسة شهور، وشكلت لجنة الوصاية على العرش وذلك إلى تاريخ إعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953. وبعد سنين من مغادرته للبلاد مع والده على متن يخت المحروسة إلى ايطاليا، رد الرئيس المصري محمد أنور السادات جوازات السفر المصرية له ولعائلته بعد أن نزعت عنهم الجنسية المصرية لفترة طويلة، وهكذا تمكن من زيارة مصر مرات عديدة، بل وسمح له السادات أن يحضر إلى القاهرة بصحبة زوجته لتضع مولودها الأول محمد علي على الأراضي المصرية، وفقاً لموقع يورو نيوز. كما وافق الرئيس عبد الفتاح السيسي على منحه جواز سفر مدون فيه "ملك سابق". فكيف كانت حياة الملك أحمد فؤاد بعد مغادرته مصر؟ لقد مضى أكثر من 60 عاماً منذ أن فقد أحمد فؤاد عرش مصر، لكنه لا يزال هو الملك لحاشيته، يعيش في جنيف في فيلا مزينة بأناقة مع أثاث خشبي وغرفة معيشة مصرية والعديد من صور أسلافه. والده الملك فاروق، الحاكم العاشر الذي ينحدر من سلالة محمد علي، حكم مصر والسودان من عام 1936 إلى عام 1952، وعندما قامت ثورة 23 يوليو تحت قيادة محمد نجيب، اضطر فاروق إلى التنازل عن العرش ووضع ابنه البالغ من العمر ستة أشهر مكانه. ولكن هذه الخطوة لم تنقذ الملكية التي تم إلغاؤها في غضون عام، وأُعلنت الجمهورية في 18 يونيو 1953، وفي العام التالي صعد الرئيس عبد الناصر إلى سلطة الحكم. وفي مقابلة له مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية عام 2011، يقول فؤاد "ليس لدي أي ذكرى على الإطلاق عن فترة حكمي". ويتابع "ولكن كمسلم، يجب أن أقبل مصيري. في مصر، كنت أعيش في قفص ذهبي، هنا أنا رجل حر". حياته في سويسرا بعد مغادرة القاهرة، ذهب الملك إلى إيطاليا ثم إلى سويسرا، حيث قضى جميع سنوات دراسته. ويتابع فؤاد قائلًا "عشت في كولي بالقرب من بحيرة جنيف مع أخواتي ومربية الأطفال". ويضيف "لقد التحقت بمدرسة عامة في قريتي، إلى جانب أبناء صانعي النبيذ المحليين، طلب والدي من أحد حراسه الشخصيين أن يراقبني، لذلك كنت أتبع هذا الرجل دائمًا في كل مكان وهو أمر مزعج حقًا، حيث أن المدرسة كانت قريبة من منزلنا ولم يكن هناك خطر". وبعد التحاقه بمدرسة متوسطة في لوزان ومدرسة لو روزي الدولية المرموقة، حصل على شهادة البكالوريا من المدرسة الثانوية وتابع دراسته في جامعة جنيف ثم انتقل إلى باريس. ومع وصول الرئيس عبد الناصر إلى السلطة، بدأت كتب التاريخ المصرية تصور فاروق كعبد للرفاهية والغناء، لكن فؤاد كان يشكك في هذه الصورة "عندما استقر في إيطاليا، لم يكن لدى والدي أي شيء، كان ملوك المملكة العربية السعودية هم الذين دعموه". حياته المهنية والاجتماعية كان على فؤاد أن يعمل من أجل كسب لقمة العيش، كما فعلت أخواته، حيث عملت فريال في مجال الفنادق، وفوزية وفادية كمترجمين. وفي فرنسا، بدأ فؤاد نشاطًا تجاريًا في مجال العقارات وعقد بعض الصفقات الجيدة، ثم تزوج من امرأة فرنسية جميلة أطلقت عليها وسائل الإعلام لقب "ملكة مصر". وصار لديه ثلاثة أطفال ونشأوا بعيدًا عن الأضواء، لكن المشاكل المهنية والطلاق أغرقوا فؤاد في كساد عميق، حيث سعى إلى الراحة في سويسرا، حيث انتقل قبل 15 عامًا. وعلى الرغم من هذه الحياة البسيطة لم ينس فؤاد مصر أبدًا، وبعد قيام ثورة يناير ورحيل الرئيس مبارك قال عنه فؤاد "لقد كان وحشيًا بعض الشيء، لكنني سعيد لأن شباب مصر كسروا جدار الخوف، كان هناك الكثير من الفساد، ولم يكن مبارك قادرًا على حل المشاكل الرهيبة التي تؤثر على مصر اليوم". ولا يزال لديه صورة في محفظته تظهره وهو طفل في أحضان والده، فقد كان يبلغ من العمر 13 عامًا فقط عندما توفي الملك فاروق "مسمومًا في ظروف مريبة" عام 1965.