ارتداء الكمامة يمكن أن يساعدنا على منع انتشار فيروس كورونا، وذلك لأنها تمنع القطرات الصغيرة التي يتم إطلاقها عندما نتحدث أو نسعل أو نعطس من الوصول للأشخاص القريبين منا. ووفقًا للدكتور بيتروس ليفونيس رئيس قسم الطب النفسي في كلية طب روتجرز نيوجيرسي الامريكية، فإذا لم تتمكن القطرات من الخروج من الكمامة، فلن يتمكن الفيروس الموجود بداخلها من الخروج أيضًا. ومع ذلك قد توفر الكمامات فائدة أخرى غير احتواء الفيروس، حيث تشير دراسة جديدة إلى أنها قد تجعل الناس أكثر احتمالاً أن يبتعدوا عنك ويبقوا مسافة بينكما، وهذا ما يعرف باسم " التباعد الاجتماعي" الذي يعتبر أفضل وسيلة لمنع انتشار الفيروس. ويوصي مركز السيطرة على الأمراض الأمريكي بالاحتفاظ بما لا يقل عن 6 أقدام بينك وبين الآخرين، وفقاً لموقع (هيلث لاين) الامريكى. قرر الدكتور ماسيمو ماركيوري أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة بادوا في بادوفا بإيطاليا، اتخاذ جائحة كورونا كفرصة لدراسة كيف يتصرف الناس فعلاً عندما يتعلق الأمر بالمسافة البعيدة. ولقياس مدى تباعد الناس جسدياً، توصل إلى فكرة استخدام "حزام المسافات الاجتماعية"، الذي يتضمن بطاقة بيانات، وبطارية قابلة لإعادة الشحن، وأجهزة استشعار لقياس مدى قرب الآخرين. وارتدى ماركيوري وبعض زملائه الأحزمة حول خصورهم وهم يسيرون عبر مدينة البندقية والمناطق المحيطة بها، وقام بقياس أكثر من 12 ألف لقاء مع أشخاص آخرين. وما وجده ماركيوري كان دراميًا للغاية، فعندما لا يرتدون الكمامات كان يميل الناس إلى الاقتراب تمامًا منهم أحيانًا على مسافة قدم عندما يمرون بجانبهم، وعندما ارتدوا الكمامات تضاعفت المسافة تقريباً. مما يظهر أن ارتداء الكمامات يرسل تذكيرًا مرئيًا للآخرين للحفاظ على المسافة، ويقول ماركيوري إنه يعتقد أن هذا التأثير حدث لأن الناس هم كائنات اجتماعية بطبيعتها،وارتداء القناع يرسل تذكير مرئي بالمخاطر الموجودة إذا اقترب الناس منك. وتوافق سوزان ويلارد العميد المساعد للصحة العالمية والأستاذ في كلية التمريض بجامعة روتجرز الأمريكية، على ذلك، وقالت "هذا أمر منطقي..في كل يوم نحتاج إلى رسائل تذكير... والكمامة هو تذكير واحد يخبرك بالحذر ". وإذا كان ارتداء القناع يشجع الأشخاص أيضًا على الحفاظ على المسافة الجسدية، فهذا أمر إيجابي لأن التباعد الجسدي قد ساعد في التخفيف من جائحة كورونا.