يطرق الأخوان "بيتر" و"لين" فلاور، أحد الجذوع بعصا؛ لإعلام "بوم الحظائر" -المفيدة للبيئة- المتقبل للزائرين البشر بوجود ضيوف، ريثما يصعدان لمراقبة العش الصناعي الذي أعداه في مزرعتهما ضمن مبادرة لتحسين أعداده في ريف كينت البريطاني. وبحسب صحيفة "الجارديان"، عانت بوم الحظائر من تراجع رهيب في أعدادها بنحو 70%، خلال القرن ال20؛ بسبب تدمير الأشجار المعمرة والتوقف عن زراعة المحاصيل التي تجذب فئران الحقل. وعلى مدار الزمن، كانت بومة الحظائر ذات الوجه الشبيه بشكل قلب، صديقة الفلاح البريطاني، وكان الأهالي في بعض الأحيان يصنعون لها أعشاشًا على نوافذهم لإيوائها. وفي عام 1989، انخفض عدد بوم الحظائر ل4500 زوج فقط، ما حث الناشط كولن سوير على إطلاق مبادرته، وبحث حل لنقص ذلك الطائر، ليتوصل إلى أن بناء الأعشاش لتلك الطيور يعد أفضل من تخصيص محمية طبيعية لها. ونجحت مبادرة سوير في تشجيع الأهالي على بناء 20 ألف عش صناعي حول المملكة البريطانية بأكملها، بينما بنى سوير وحده 4000 عش إضافي. وكان هدف سوير، مضاعفة أعداد البوم في عام 2020، ولكن النجاح تخطى الهدف ليتضاعف عدد البوم 3 مرات ويصل إلى 12 ألف زوج. ويعد اعتماد بوم الحظائر في الوقت الحالي بشكل كبير على الأعشاش التي أعدها الإنسان، إذ تسكن 80% من بوم الحظائر في بريطانيا داخل الأعشاش الصناعية، التي إن زالت ستنقرض تلك البومات من المنطقة؛ بحسب سوير. وأدت إجراءات الإغلاق الخاصة بانتشار فيروس كورونا المستجد، إلى تحسين الظروف أكثر للبوم، إذ قللت الزحام المروري، وبالتالي انخفضت وفيات البوم دهسا، وكذلك حسنت قدرتها على الصيد في هدوء. ويقول لين فلاور، إن بوم الحظائر من أكثر الحيوانات ولاء لعشه، فالزوجين لا يخرج أي منهما من العش حتى تضع الأنثى بيضها، فيخرج الذكر للصيد، بينما تبقى هي قرابة شهرين ترعى الأفراخ.