يملك حيوان السلندون الصغير صلة قرابة بالقنفذ المعروف، ولكن الأول أشد خطورة وبطشا من الثاني؛ إذ يكاد يكون الثديي الوحيد الذي تحوي أنيابه غددا من السم القاتل. ونقلا عن "نيو يورك تايمز" تفاصيل دراسة أعدها فريق تحت إشراف بروفيسور من جامعة ليفربول ونشرت بمجلة الأكاديمية الوطنية البريطانية للعلوم، وعن صعوبة إيجاد الحيوان شديد التهديد بالإنقراض يقول "نيكولاس كسول"، خبير السموم بكلية الطب الإستوائي والمشرف على الدراسة، "إن الفريق بذل جهدا كبيرا لإيجاد حيوانين من السولدون لإجراء التجارب". ولمعرفة تكوين سم السولدون وكيفية تطوره تم تعقب حيوانين منه أحدهما في حديقة "زولوجيكال" بالدومينيكان، والآخر من الحيوانات الموجودة تحت الأسر، وكما سيتم مقارنة لعاب السولدون بلعاب أقربائه من القنافذ والشامات وحيوان زباب للتأكد من إمكانية وجود سم آخر لدى أقربائه. وتم العثور بلعاب السولدون على بروتين الكالكرينس، وهو المكون الأساسي لسمه وحقنه لفأر التجربة احتفظ الفأر بمعدل تنفسه الطبيعي، بينما بدأ ضغط دمه بالانخفاض تباعا، ما يعني أن السولدون يستخدم سمه عادة لإيقاع ضحيته قبل أن يجهز عليها. ويضيف البروفيسور نيكولاس، أنه بمقارنة لعاب السولدون مع أقربائه تبين أن حيوان الزباب أيضا يحوي سما مكونا من الكالكرين، بينما لا يحوي لعاب القنافذ والشامات أي سموم. ويتابع أنه من الواضح أن أجداد تلك الحيوانات كانوا يملكون الغدد السمية، ولكن بانفصال حيوانات الفصيلة حافظت بعضها كالسولدون على سميتها، بينما فقدت أخرى القدرة على تكوين السم. ويوضح البحث أن بروتين الكالكرين موجود في لعاب معظم الثدييات، ولكن كون السولدون تمكن من تطويره كسم قاتل هو أمر مذهل، ويظهر كيف بإمكان الثدييات على امتداد أجيال متباعدة تطوير خاصية سمية. وللتأكد من أن السولدون لا يزال يستخدم سمه للإفتراس تابع الفريق خريطة توزيع، وانتشار الحيوانات بمواطن السولدون فى أمريكا الجنوبية ليكتشف الفريق أنه بال5 قرون الماضية تعرضت بعض الحيوانات من الزواحف والطيور للإنقراض بطريقة غامضة في مواطن السولدون، ما يعنى أنه لا يزال يستخدم سمومه للقضاء على فرائسه.