* المخرج مهدى البرصاوى: السينما فى بلدى أصبحت تتمتع بالحرية.. وفيلمى يتناول قضية شائكة شاركنا فى 30 مهرجانا دوليا.. واختيار الفيلم لافتتاح مسابقة «آفاق السينما العربية» شرف كبير * الفنانة نجلاء بن عبدالله: قطعت عهدا على نفسى ألا أحضر مهرجان القاهرة السينمائى إلا بعمل لى شهدت فعاليات مسابقة «آفاق السينما العربية» بالدورة ال41 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، عرض الفيلم التونسى «بيك نعيش» للمخرج مهدى البرصاوى، وسط حضور جماهيرى كثيف بمسرح الاوبرا الكبير، فيما حضر من فريق العمل بالفيلم مع مخرجه البرصاوى كل من المنتج مهدى عطية، وبطلة العمل نجلاء بن عبدالله، كما حرص على حضور العرض الممثلة المصرية رانيا يوسف، والفنانة التونسية ساندى على، بالإضافة إلى المنتج محمد حفظى. وحظى الفيلم بحضور جماهيرى كبير أثناء إعادة عرضه بسينما زاوية، حيث نفدت تذاكره قبل العرض بساعات. وكان ل«الشروق» لقاء خاص مع مهدى البرصاوى ونجلاء بن عبدالله صناع فيلم «بيك نعيش»، الذى حصل على جائزتين أثناء عرضه العالمى الأول فى قسم آفاق بالدورة ال76 لمهرجان فينيسيا السينمائى بسبتمبر الماضى. وقال «البرصاوى» إن «بيك نعيش» هو أول تجربة له لفيلم روائى طويل، وسبقه 3 أفلام قصيرة شاركوا فى العديد من المهرجانات، وأن الفيلم شارك فى 30 مهرجانا عالميا، وهذا الأسبوع فقط يعرض الفيلم فى 9 مهرجانات دولية، والأسبوع المقبل سيعرض فى 12 مهرجانا، ولكنه فخور جدا باختيار فيلمه للمشاركة فى مسابقة «آفاق السينما العربية» ضمن مهرجان القاهرة السينمائى، وأنه لشرف كبير لصناعة ولبلدهم تونس باختياره لافتتاح هذه المسابقة. وأوضح «البرصاوى» أن «بيك نعيش» يناقش قضية شائكة فى المجتمع التونسى وهى عدم سماح القانون بالتبرع بأعضاء جسم الإنسان من خارج عائلة المريض، حيث تدور احداثه فى الفترة التى فى أواخر 2011، ويدور الفيلم حول «مريم» و«فارس» أثناء ذهابهم برحلة إلى جنوبتونس يتعرض ابنهما «عزيز» لطلق نارى عشوائى، ويذهبان به إلى أقرب مستشفى، وهى بمدينة «تطاوين» التى تبعد 500 كيلو عن العاصمة التونسية، وتختلف ثقافة أهلها عن ثقافة «مريم» و«فارس»، حيث إن أهل هذه القرية من طبقة رقيقة الحال على عكس الزوجين الميسورين، وأثناء قيام الأطباء بمعالجة ابنهما «عزيز» يكتشفون تهتكا بالكبد يتحتم زراعة كبد جديدة له لإنقاذ حياته، وتكشف الفحوصات سرا كبيرا أخفته «مريم» لسنوات عدة يتعلق بخيانتها ل«فارس» فى بداية زواجهما، وأن «عزيز» ليس ابنه، ولكن مشاعر الأبوة تطغى على «عزيز» الذى يقرر مساعدته على الشفاء، ويحاولوا إيجاد متبرع له بالطريقة القانونية، ليبقى بين امرين إما يبحث عن الأب الحقيقى ليطلب منه التبرع لابنه، او الاتصال بتاجر للأعضاء البشرية والذى يدخله إلى العالم السفلى للاتجار بالبشر. وقال «البرصاوى»، إنه لم يخف من ردود الفعل حول طرح تلك القضية لأن المجتمع التونسى تحرر بعد 2011، وأصبح متفتحا وواعيا أكثر، كما أنه أصبح هناك الكثير من الحريات، وأصبحت السينما التونسية تطرح جميع القضايا بدون أى تضييق، وأنه كان خائفا من رد فعل الجمهور المصرى، لأن ليس بالجمهور السهل ولديه ثقل وثقافة سينمائية كبيرة، وأنه دائما ما يترقب الكثير من فيلم الافتتاح، ولكنه سعيد جدا من ردود الفعل، ولأن الجمهور تفاعل مع أحداث الفيلم ومع الشخصيات، وقدر المجهود المبذول فيه، حيث على مدار 5 سنوات، منذ بداية الفكرة وحتى الانتهاء من المونتاج. وعبر مخرج «بيك نعيش» عن تفضيله لتقديم الأفلام الطويلة على القصير، لأنها تتيح وقتا أكبر لتطوير قصة الفيلم وإظهار المزيد من التفاصيل، وجعل تسلسل الأحداث أكثر دقة، وأن ليس لديه مانع من تقديم الأفلام التجارية، فلا يوجد فرق بين فيلم قصير أو طويل أو تجارى، فالفيلم يوصل حالة معينة أو قضية معينة لا يهم تصنيفه طالما يوصل الفكرة المرادة منه. وأكد «البرصاوى» أنه سيبدأ فورا فى كتابة فيلمه الجديد، فور الانتهاء من طرح «بيك نعيش» فى دور العرض، حيث إنه من المقرر عرض الفيلم بالسينمات فى 20 دولة. وقالت الممثلة التونسية نجلاء بن عبدالله، إنها تحمست للمشاركة بالفيلم، بسبب الكتابة الجيدة للسيناريو وحماس البرصاوى وإيمانه به، كما أن دورها بالفيلم ثرى بالمشاعر والأحاسيس التى تخرج أفضل ما فى الممثل. وأوضحت أن الفيلم سيعرض تجاريا بتونس فى يناير المقبل، وأنها كانت خائفة من رد فعل الجمهور العربى، والمصرى والتونسى بالأخص، لأن الجمهور هنا لا يرحم فإذا لم يعجبه الفيلم ينتقده ودائما ما تلحظ عيناه الخطأ، وهو جمهور دمعته ليست سهلة ولا ضحكته سهلة، ولكن ردود الفعل التى رأتها من الجمهور المصرى طمأنتها فهو جمهور ذواق ويعرف كيف يقيم ما يراه. وعبرت نجلاء عن سعادتها الغامرة باختيار «بيك نعيش» ليشارك فى مهرجان القاهرة؛ فهو شرف كبير لأى فنان أن يشارك فيلمه بمهرجان بحجم مهرجان القاهرة، مؤكدة أنها كانت قد قطعت عهد على نفسها ألا تأتى إلى مصر إلا ولها فيلم بالمهرجان، مبدية إعجابها بالمهرجان وبتنظيمه، وبحفاوة استقبال إدارة المهرجان لهم.