في ربيع عام 2011 ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، مقتل أكثر الرجال المطلوبين في العالم، أسامة بن لادن زعيم القاعدة، وقال أوباما في خطابه: "لقد مر ما يقرب من 10 سنوات على هذا اليوم المشرق في شهر سبتمبر الذى أصبح مظلمًا بسبب أسوأ هجوم على الشعب الأمريكي في تاريخنا". وبعد مرور عام على ذلك، وفى الانتخابات الأمريكية لعام 2012 تم انتقاد أوباما ونائبه جو بايدن لاستغلالهما هذه العملية العسكرية للقوات الخاصة في إعلان حملة انتخابه. ووفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية،كانت ظروف إعلان ترامب بقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة عسكرية أمريكية في سوريا تشبه إلى حد كبير إعلان أوباما قتل بن لادن، ولكن كانت هناك بعض الاختلافات، أولًا: لم يتحالف ترامب مع باكستان بل مع تركيا، ثانيًا: لقد قُتل بن لادن برصاص قوات البحرية، بينما فجر البغدادي نفسه بينما كان الجنود يطلقون النار. وهذا الشبه يؤدى إلى الاعتقاد بأن ترامب سيستخدم موت زعيم داعش لتعزيز فرص إعادة انتخابه في انتخابات 2020، تمامًا كما فعل أوباما، وبالفعل، أصدر البيت الأبيض صورة ترامب يراقب بوجهه الصارم مع كبار جنرالاته العملية العسكرية. وقال ترامب صباح الأحد من غرفة الاستقبال الدبلوماسي بالبيت الأبيض: "الولاياتالمتحدة بحثت عن البغدادي لسنوات عديدة، لقد كان القبض على البغدادي أو قتله أولوية الأمن القومي العليا لإدارتي". وأضاف: "البغدادي ظل هاربًا منذ سنوات عديدة ، قبل وقت طويل من تولي منصبي، لكن بناءً على توجيهي، بصفتي القائد الأعلى للولايات المتحدة، قضينا على خلافته، بنسبة 100% ، في مارس من هذا العام". وقال: "الليلة الماضية كانت ليلة عظيمة للولايات المتحدة والعالم". لا شك أن مقتل البغدادي سيساعد ترامب في إعادة انتخابه، لأن الموقف الصارم الذي يتخذه الجيش في مكافحة الإرهاب هو أمر يستهوي الكثير من الأميركيين، خاصةً الموقف الذي يؤدي إلى وفاة رجل قامت منظمته بإعدام أربعة رهائن أمريكيين ونشرت الرعب على الإنترنت. وفي إشارة إلى العدد الكبير من الإنجيليين الذين صوتوا لصالحه في عام 2016، كان ترامب حريصًا في كلمته ليشير إلى أن داعش كانت مسؤولة عن مقتل أعداد كبيرة من المسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في الشرق الأوسط. وفي محاولة لتهدئة الغضب الذي يشعر به الجمهوريون من قراره السابق بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا والتخلي عن حلفائها الأكراد، أشاد ترامب بدور الأكراد السوريين في المساعدة في تحديد موقع البغدادي، كما أشاد بحكومات روسياوسورياوتركيا والعراق، وقالت موسكو يوم الاثنين إن العملية ستكون رصيدا لترامب. لكن الأمر الأقل وضوحًا، هو مقدار المساعدة التي سيقدمها موت البغدادي لترامب عام 2020، فقد نشر مجمع البيانات السياسية واستطلاعات الرأي Real Clear Politics، أن درجة تأييد ترامب هى 41 نقطة فقط، وهي نسبة منخفضة بشكل خطير بالنسبة لرئيس يسعى لإعادة انتخابه العام القادم.