أعلن العراق حظر التجول في العاصمة بغداد يوم الاثنين بينما قتل أربعة أشخاص وأصيب 277 آخرون في رابع يوم من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، في حين دعا أقوى داعم سابق للحكومة إلى انتخابات مبكرة. وقال التلفزيون العراقي إن قائد عمليات بغداد أصدر أمرا بحظر التجول من منتصف الليل إلى السادسة صباحا وذلك وحتى إشعار آخر، لكن المحتجين في ساحة التحرير بوسط العاصمة ما زالوا يرفعون راية التحدي. وذكر المتظاهرون أن حظر التجول يوفر غطاء لقوات الأمن كي تخلي الساحة، لكنهم أصروا على البقاء. وقال محتج ”لا .. سنبقى. لقد أعلنوا الآن حظر التجول. العقاب الشديد لن يفلح... سنبقى هنا للنهاية حتى ولو استشهد الآلاف“. وقتل ثلاثة أشخاص في بغداد يوم الاثنين وأصيب 224. وذكرت مصادر أمنية وطبية أن القتلى سقطوا بعد أن أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر على رؤوس المحتجين. وأفادت مصادر أمنية وطبية بأن شخصا رابعا قتل في مدينة كربلاء وأصيب 53، منهم ستة في حالة حرجة بعدما أطلقت الشرطة الذخيرة الحية لتفريق المحتجين. وقتل 235 شخصا إجمالا في الاضطرابات التي تعصف بالعراق هذا الشهر. في غضون ذلك، طالب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر رئيس الوزراء بالدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة تشرف عليها الأممالمتحدة دون مشاركة الأحزاب السياسية الحالية. وقال ”على الأخ عادل عبد المهدي الحضور تحت قبة البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة بإشراف أممي... دون مشاركة الأحزاب الحالية إلا من ارتضاه الشعب“. وأطلقت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع يوم الاثنين على طلاب بالمدارس والجامعات تحدوا تحذيرات رئيس الوزراء وشاركوا في الاحتجاجات. وقال متحدث باسم رئيس الوزراء عادل عبد المهدي يوم الأحد إن أي شخص سيعطل العمل أو الدراسة سيلقى عقابا شديدا. ويزداد موقف رئيس الوزراء صعوبة في مواجهة أكبر تحد له منذ توليه السلطة قبل نحو عام. وبدأت الاحتجاجات الحاشدة في بغداد ومدن أخرى في الجنوب، معقل الشيعة، على الصعوبات الاقتصادية في بداية الشهر الحالي واستؤنفت يوم الجمعة بعد توقف دام نحو أسبوعين. وتجمع آلاف المحتجين العراقيين في ساحة التحرير بوسط بغداد يوم الأحد في تحد لحملة أمنية راح ضحيتها العشرات خلال اليومين الماضيين ومداهمة نفذتها قوات الأمن أثناء الليل لتفريقهم. وكان المتظاهرون يخشون تكرار المداهمة ليل السبت لكن ذلك لم يحدث، واقتصر الأمر على إطلاق الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر. وبعد مقتل 74 شخصا على الأقل في مطلع الأسبوع توقف العنف بعدما لم تسجل حالات وفاة في بغداد أو أي مكان آخر أثناء الليل. وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي قوات الأمن تطلق يوم الاثنين الغاز المسيل للدموع على طلاب في أحد أحياء بغداد مع انتشار الاحتجاجات إلى جيوب أخرى بالعاصمة. وأظهر أحد التسجيلات مجموعة من الطالبات تركضن وتصرخن. وانضم الطلاب في خمس محافظات أخرى، معظمها في الجنوب، للاحتجاجات. وقال عباس محسن الحمزاوي الطالب بكلية الآثار ”خرجنا اليوم من أجل أن نطالب ونأخذ حقوقنا التي قد سلبت منذ عام 2003 بعدما سلمتنا الحكومة الأمريكية لمجموعة من اللصوص والسراق“. وأضاف ”خرجنا اليوم من أجل الحرية والكرامة والحياة الكريمة. ونطالب بإسقاط النظام وإيقاف العمل بالدستور وتشكيل حكومة طوارئ“. وعلى الرغم من الثروة النفطية الضخمة في البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يعيش الكثير من العراقيين في فقر أو لا يحصلون على ما يكفي من المياه النقية والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم. ويكافح العراق للتعافي بعد سنوات من الصراع في أعقاب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في عام 2003 والذي أطاح بحكم صدام حسين. ويلقي العراقيون اللوم على النخبة السياسية التي يقولون إن أفرادها خاضعون إما للولايات المتحدة أو لإيران، الحليفين الرئيسيين للعراق.