- التخزين وشحن الخزانات الجوفية والزراعة 3 خيارات للاستفادة من الأمطار - يجب الاعتماد على الطاقة الشمسية في تحلية البحر.. وقصر المياه المنتجة على استخدامات الشرب - يمكن استخدام الصرف الصحي في الزراعة ولكن بشروط قال الدكتور رجب رجب، الأستاذ بمركز دراسات البيئة والهيدرولوجيا بالمملكة المتحدة ونائب رئيس اللجنة الدولية للري والصرف، إن التغيرات المناخية تهدد مصر بموجات جفاف متعاقبة وطويلة، كما تجعلها عرضة لقلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة. واستعرض رجب، في حوار مقتضب مع «الشروق»، تجارب عدد من بلدان العالم في الاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية، ومنها: حصاد الأمطار، وإعادة استخدام الصرف الزراعي وصرف مصانع المنتجات الغذائية، والصرف الصحي المعالج. - بداية .. كيف تؤثر التغيرات المناخية على الموارد المائية المصرية؟ * التوقعات تشير إلى تعرض مصر ومنطقة البحر المتوسط إلى قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مع احتمال حدوث فترات جفاف متعاقبة وطويلة، ما يهدد المنطقة بشح المياه بما يستدعي استخدام المياه بالصورة الأمثل، وزراعة محاصيل مناسبة غير شرهة للمياه. - كيف يمكن الاستفادة من مياه الأمطار؟ * هناك تجارب مطبقة في العديد من دول المنطقة للاستفادة المثلى من مياه الأمطار، ففي المناطق الساحلية يجب حصاد هذه المياه بطريقة مفيدة والمحافظة عليها ويا حبذا لو تمكنا من تقليل الكمية المفقودة نتيجة للبخر في أثناء التخزين. وقد أنشأنا سدودا بالفعل في المناطق الساحلية الجبلية في تونس والمغرب وفي سوريا ولبنان لحصاد هذه المياه. وفي المناطق الداخلية، هناك وسائل أخرى منها ما تطبقه عمان، على سبيل المثال، من خلال ما يسمى ب"تحويل المسار" عن طريق تحويل مياه الأمطار إلى نقاط معينة تتسرب منها إلى الخزانات الجوفية. كذلك يمكن الاستفادة من مياه الأمطار في الزراعة من خلال تحويل مسار المياه وتوجيهها إلى المناطق المستهدف زراعتها. ويفضل هنا الاعتماد على الزراعة العضوية، التي تعتمد على تدوير مخلفات المحاصيل في الأرض، وهي تكنولوجيا تستهدف تقليل كمية البخر وفي نفس الوقت تعمل على الحفاظ على المياه تحت سطح الأرض لفترة أكبر. - وما هي الموارد غير التقليدية الأخرى الممكن الاستفادة منها؟ * يجب إعادة استخدام مياه المصارف الزراعية في ري المحاصيل وفقا لدرجة الملوحة، بما في ذلك المياه ذات الملوحة العالية؛ فهناك أنواع عديدة من المحاصيل المناسبة والتي حصرها المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي، ومنها: الأعلاف، وبعض المشتقات الطبية، ونباتات الزينة. كذلك يمكن إعادة استخدام مياه المصانع، وتحديدا مصانع المنتجات الغذائية والمعلبات، والتي عادة ما تبقى نظيفة وخالية من الملوثات، وقد نجحنا (اللجنة الدولية للري والزراعة) في إقناع الهند بإعادة استخدام مياه مصانع قصب السكر، وهناك تجارب مماثلة في جزيرة مورشيوس. - الحكومة المصرية اتخذت قرارات بالاعتماد على التحلية في تغذية المدن الساحلية.. فما هي الإجراءات المطلوبة لتقليل التكلفة الاقتصادية المرتفعة بالطبع؟ * هو قرار موفق وكان متوقعا مع استحالة وفاء مياه نهر النيل بالاحتياجات كافة في ظل الزيادة السكانية المضطردة. وقد انخفضت تكلفة تحلية المياه كثيرا عما كانت عليه في السنوات العشر الأخيرة، وبالنظر إلى الطاقة الكبيرة التي تحتاجها عملية التحلية فعلى الدولة المصرية الاعتماد في هذه المشروعات على الطاقة الشمسية. وبالطبع يجب استخدام هذه المياه في الشرب فقط، يجب قصر استخدام المياه المحلاة في الشرب فقط؛ لأنها ستصبح مكلفة جدا لو استخدمت في الزراعة. - في سياق الحديث عن الموارد غير التقليدية.. هناك من دعا أيضا إلى الاستفادة من مياه الصرف الصحي بعد معالجتها؟ * بالطبع، يمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعالج في الزراعة، وهناك تجارب مطبقة في عدد من البلدان للزراعة بالمياه المعالجة ابتدائيا فقط، وهنا ننصح باستخدام الري بالتنقيط مع تثبيت الشبكات على بعد 10 سنتيمتر من سطح الأرض؛ حتى لا يحدث تلامس بين هذه المياه والفلاح وفي نفس الوقت عدم انبعاث أية روائح. - هل تتحدث هنا عن محاصيل غذائية تلك المستخدمة في صناعة الأخشاب وغيرها؟ * أقصد المحاصيل الزراعية، فشبكات الري هنا تكون ملاصقة تقريبا لسطح الأرض فتذهب المياه إلى الجذور مباشرة دون ملامسة الأوراق أو الثمار. وسواء الرائحة أو أية ميكروبات تندثر بطريقة الري تلك تحت الأرض، وهي تجربة طبقناها بالفعل في مشروع ممول من السوق الأوروبية المشتركة وزرعنا طماطم وبطاطس وذرة بنموذج في منطقة بولونيا بشمالي إيطاليا.