حذر باحثون من الولاياتالمتحدة من تزايد انتشار الطحالب في البحيرات على مستوى العالم. وحسب فريق الباحثين تحت إشراف "جيف هو" من مؤسسة كارنيجي للعلوم، في دراستهم التي نشروا نتائجها في العدد الحالي من مجلة "نيتشر" العلمية فإن تحليلا للبحيرات على مدى ثلاثة عقود على مستوى العالم أظهر أن بقع الطحالب النشطة ارتفع على مستوى العالم بواقع الثلثين تقريبا (68%)، وانخفضت في 8% من البحيرات فقط. ويعود انتشار هذه البقع الطحلبية إلى النمو المتزايد للطحالب أو ما يعرف بالبكتريا الخضراء، والتي تلون سطح الماء باللون الأخضر أو الأزرق أو الأحمر. وتعتبر درجات الحرارة والأمطار وتوفر العناصر الغذائية من أسباب نمو الطحالب. تنتج بعض الطحالب مواد سامة يمكن أن تنطوي على مخاطر للإنسان والحيوان. تزايدت التقارير بشأن الطحالب السامة بشكل مأسوي خلال الخمسين سنة الماضية، ولكن من غير الواضح، حسب الباحثين، ما إذا كان ذلك يعكس تزايدا حقيقيا في الطحالب، وما إذا كان يمثل ظاهرة كونية. ولمعرفة ذلك قام الباحثون بتحليل بيانات تم تجميعها باستخدام الأقمار الصناعية، تعود للفترة بين عامي 1984 و2012، جميعها خاصة بفصل الصيف. ركز الباحثون خلال تحليل هذه البيانات على 71 بحيرة، بمساحة 100 كيلومتر مربع على الأقل، في 33 دولة و ست قارات، كان من بينها مياه وحيدة فقط من وسط أوروبا، وهي بحيرة بالاتون العذبة في المجر. وتبين للباحثين تزايد كثافة مساحات الطحالب في 48 من هذه البحيرات خلال الفترة المذكورة، وانخفاضها في ست بحيرات، من بينها بحيرة بالاتون. وخلص الباحثون من خلال الدراسة إلى أن هذا التزايد ينسحب على جميع العالم ويطال مختلف أنواع البحيرات، وقالوا إن نتيجة الدراسة تتعارض مع من يرون أن التقارير الكثيرة بشأن تزايد الطحالب سببها فقط تزايد الاهتمام بهذه الظاهرة. ورغم أن الباحثين لم يدرسوا خلال بحثهم أسباب تزايد بقع الطحالب، إلا أنهم يؤكدون أن البحيرات التي تراجعت فيها بقع الطحالب تقع غالبا في مناطق لم يظهر فيها التغير المناخي بقوة ملحوظة، ما جعلهم يرجحون أن احترار الأرض يزيد هذه الظاهرة. قال الباحثون إن بقع الطحالب السامة تؤثر على مخزون مياه الشرب وعلى الزراعة والصيد وأوقات الفراغ والسياحة. وحسب الباحثين فإن هذه الطحالب تتسبب في خسائر تقدر بنحو أربعة مليارات دولار سنويا.