«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفة احتجاجية ل(دكة) الأهلى
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 10 - 2009

لم تكن أزمة أمير عبدالحميد حارس الفريق الأول لكرة القدم بالنادى الأهلى العاصفة سوى مجرد إنذار عال الصوت يعلن ويحذر من وقوع المزيد من الانفجارات والأزمات المشابهة فى القريب العاجل، بعدما سجل المؤشر وصول عدد من لاعبى الفريق إلى قمة الاحتقان، بدليل أن أزمة أمير سبقها أزمة أخف وطأة كان بطلها المهاجم أسامة حسنى.
عقب انتهاء مران الأهلى الأخير قبل مواجهة المنصورة فى الأسبوع السابع فى الدورى، كانت الأجواء ساخنة، بل ملتهبة داخل غرفة اللاعبين مع إعلان قائمة ال 18 التى ستشد الرحال إلى المنصورة، وأبدا لم يكن أمير عبدالحميد هو الثأئر والغاضب الوحيد، بل إن القائمة ضمت عددا من اللاعبين، منهم من عقد العزم فعلا على الصدام مع الجهاز الفنى بقيادة حسام البدرى المدير الفنى، ولكن ما اهتزت الأرض داخل الغرف المغلقة على وقع زلزال أمير حتى توقف و تراجع بقية اللاعبين الغاضبين عن الإقدام على خطوات مماثلة، ولكن المؤكد أن التوقف جاء تحت مسمى «صامتون حتى إشعار آخر.
واللافت أن قائمة الغاضبين تضم 3 لاعبين هم كباتن الفريق، احمد بلال الكابتن الرسمى، وأسامة حسنى الكابتن الثانى، وأحمد السيد الكابتن الثالث، والثلاثى مجمد، والمفارقة أن الثلاثى ومعهم أمير من أبناء النادى.
ولأن المسئولين بالجهاز الفنى والإدارى يدركون أن هناك المزيد من أزمات النجوم فى الطريق للانفجار عاجلا أم آجلا، لم يكن غريبا أن يشدد هادى خشبة مدير الكرة على «فرمان» منع اللاعبين من الكلام، كإجراء دفاعى وقائى، فى الوقت الذى شدد فيه حسام البدرى من موقفه تجاه عقوبة أمير على أمل أن يكون العبرة والعظة لبقية اللاعبين.
وفى هذا التقرير تستعرض «الشروق» أزمة الحارس والكباتن الثلاثة المجمدين من خلال تحليل للموقف وفقا للشواهد الحالية، مع وضع عدد من المقارنات المنطقية.
ورغم قيمة اللاعبين الأربعة وكونهم من أبناء النادى، إلا أن هذه الاعتبارات لم يعد لها مكان تحت شمس الاحتراف، ولهذا فإن المسئولين وإدارة النادى بدأت فى التعامل مع متمردى الأهلى على طريقة أن أفضل وسيلة لإبطال مفعولها، الاستغناء عنهم.
أمير جانى.. ومجنى عليه
«بنينا سد واتهد.. وهانبى سد أشد» تلك هى اللافتة الشهيرة التى استقبل بها جمهور الأهلى ووسائل الإعلام التصعيد المفاجئ لأمير عبدالحميد ليكون الحارس الأول للأهلى فى أعقاب هروب الحضرى، هيأ الجميع نفسه لنجاح عملية الخلافة، إلا أمير الذى لم يهيئ نفسه على الأقل من الناحية النفسية، وارتكن على خلفيات حالات من التألق المتباعدة المسافات، وعلى خلفية حالات تعاطف كبيرة معه، ولكن أمير خسر الرهان سريعا بعد أن توهم أن لقب الحارس الأول بات محجوزا له وباسمه بغض النظر عن أدائه، على غرار ما حدث لكل حراس الأهلى السابقين وتحديدا منذ عهد شوبير نهاية بالحضرى.. وكان هذا هو الخطأ الأول الذى ارتكبه الحارس الأمير فى حق نفسه، وزاد من خطئه انشغاله بما يقوله الخبراء وتنشره الصحف عنه، وهو الأمر الذى أفقده تركيزه وجعله متفرغا لتصنيف الناس، ما بين مؤيد له، ومن يتمنى ويتبنى عودة الحضرى.
ولم يكن خروج أمير عبدالحميد على النص بهذا الشكل المفاجئ والصادم نتيجة ضغوط عصبية كبيرة تعصف به، بل كانت نتيجة طبيعية لشعوره بشىء من الغبن من قبل الجهاز الفنى للفريق، هذا الحارس جعل من نفسه، وجعله من حوله مجرما.
ولكن كيف جعل من نفسه مجرما؟
حالة انعدام الوزن التى تلت فترة توليه خلافة المرمى الأحمر، والتى توهم خلالها أنه قد آن الأوان لجنى حصاد سنوات الصبر الطويلة، وأن الجميع سيلتمس له العذر حين يخطئ وكفى أنه صبر السنين وهو ما حدث بالفعل حيث كان الجميع يتسابق للدفاع عنه عند الخطأ، ولكن عندما زاد كم وفداحة تلك الأخطاء خاصة عند مشاركة الأهلى فى بطولة كأس العالم للأندية، توقف الكثيرون عن التأييد المطلق، وقبلها كان هناك من يهمس مؤكدا حاجة الأهلى لحارس جديد، وجاء الفلسطينى رمزى صالح، والمؤكد أن الأهلى تعاقد معه لعله يكون سببا فى استعادة أمير لكامل لياقته الفنية والبدنية على غرار ما حدث مع شوبير عندما تعاقد الأهلى مع حارس ليسوتو تابان سوتو، وعلى غرار ما حدث مع الحضرى عندما تعاقد النادى مع نادر السيد، وإذا كان شوبير والحضرى كسبا رهان التحدى وعادا أقوى مما كانا، إلا أن أمير لم يفعل، وخسر الرهان، وأنهى موسمه الثانى كحارس ثان للأهلى بعد رمزى صالح، وكان الأمر يتوجب عليه أن يبادر هو بطلب الرحيل مع نهاية الموسم الماضى خاصة مع تصعيد الحارس احمد عادل عبدالمنعم، وانقلاب الكثيرين عليه سواء من داخل الجهاز الفنى أو من الجماهير والنقاد الرياضيين.. وهكذا أخطأ أمير مجددا فى حق نفسه بالاستمرار.. وجعل من نفسه مجرما.
ولأنه وافق على جعل نفسه مجرما بإصراره على البقاء رغم تراجعه ليكون الحارس الثانى مع نهاية الموسم الماضى، شجع هذا الأمر الجهاز الفنى لمنح الفرصة للحارس الثالث احمد عادل عبدالمنعم فى ظل حالة الاختفاء الطويلة والغامضة من قبل رمزى صالح والذى سقط اسمه من ذاكرة الكثيرين، ولكن هذا لا يعفى الجهاز الفنى للأهلى من تحمله نصف مسئولية ما حدث من صدام عنيف بين أمير ومدربه حسام البدرى المدير الفنى، لأن الفرصة كانت مواتية أمام الجهاز لإبعاد أمير دون التعرض لأى من الضغوط الإعلامية أو الجماهيرية، ولكن الجميع فوجئ بالجهاز الفنى يمنح الثقة مجددا فى أمير خلال فترة الإعداد للموسم الحالى والتى أقيمت فى ألمانيا وهى ما تجسدت بالاعتماد عليه فى دورتى «الزيتونة» فى ألمانيا، و«ويمبلى» فى انجلترا، ومع بداية الموسم كان أمير حارسا لمرمى الأهلى فى أولى مبارياته أمام حرس الحدود فى مباراة السوبر، وكان هذا بمثابة إعلان رسمى من الجهاز الفنى على أن أمير عاد ليكون الحارس الأول، قبل أن يخرج من الصورة بل يختفى منها تماما مع خوض الأهلى لأولى مبارياته فى الدورى وحتى الآن، وعلى مدار 7 مباريات متتالية كان أحمد عادل عبدالمنعم هو الحارس الأول.
وإذا كان مسئولو الأهلى لا يمانعون الآن فى رحيل أمير، فكان يجب عليهم أن يخرجوه من القائمة مع نهاية الموسم الماضى ليبحث فى هدوء وبعيدا عن الأزمات والتصادمات العنيفة على مرمى آخر يحرسه، ولكن أن يتم تجديد الثقة فيه ومع أول مباراة رسمية يتم إبعاده فهذا هو الخطأ الأكبر الذى ارتكبه الجميع فى الأهلى، وكان هذا هو السبب الحقيقى لأزمة 18 أكتوبر.. ومهما كانت تبعات هذه الأزمة وما سيسفر عنه التحقيق، فإن علاقة أمير بالأهلى انكسرت.. وفى الأهلى يقولون «اللى انكسر عمره ما يتصلح».
بلال.. ينتظر رصاصة الرحمة
سبحان مغير الأحول.. قبل 4 سنوات من الآن، كان الجميع فى الأهلى يتضرعون لله من اجل أن يوافق احمد بلال على تجديد عقده، حتى عندما سافر الأهلى إلى الدنمارك صيف عام 2005 لإقامة معسكره التدريبى كانت المهمة الوحيدة المكلف بها حسام البدرى وقت أن كان قائما بأعمال مدير الكرة هى إقناع بلال الذى كان اسمه وصورته ملء السمع والبصر وكان المهاجم الأول للفريق، بالتجديد، وظل بلال يراوغ ويتشرط ويتبغدد كمان، ولكنه فى النهاية فضل الرحيل للاحتراف فى تركيا، شريط تلك الذكرى بات يطارده بكثير من الحسرة الآن، ولكن لماذا الحسرة؟ لأن بلال الذى بات الآن كابتن الأهلى الرسمى أصبح هو من ينتظر على أحر من الجمر الضوء الأخضر من إدارة النادى لتجديد عقده بدون قيد أو شرط، وهو فى حقيقة الأمر ينتظر رصاصة الرحمة من قبل لجنة الكرة بالأهلى، وهى رصاصة الاستغناء عنه فى يناير المقبل.
تلك هى الحقيقة التى يعلمها بلال جيدا، يؤكد أن كل الشواهد حوله تشير وتدل على قرب رحيله، ولكن هذه المرة بيد عمرو وليس بيده، وهى الشواهد التى يواجهها بلال الآن بتحد أنه لن يموت إذا ما رحل عن الأهلى.. تحد يعلم هو نفسه قبل غيره إنه تحد كاذب.
والحقيقة الثانية أن كابتن الأهلى يقف موقف الضعيف هذه المرة وهو ينتظر حسم أمر تجديد عقده، بعد أن فقد أهم سلاحين كان يشهرهما وقت التفاوض باحثا عن أكبر قدر من الامتيازات المادية، وهما سلاحا الشعبية التى افتقدها بحكم غيابه الطويل عن الملاعب حتى إن اسمه سقط من ذاكرة الكثير من الجماهير ووسائل الإعلام، أما السلاح الثانى الذى افتقده هو التهديد بالانتقال للنادى الغريم الزمالك، بعد أن بطل مفعول هذا السلاح بابتعاده عن الملاعب، وانحسار نجومية «أحمد أجوال».
واللافت وتأكيدا لما ذهبنا إليه، أن اسم بلال سقط سهوا، وربما سقط عمدا من هادى خشبة مدير الكرة وهو يتحدث عن موقف اللاعبين الذين يتم بحث أمر تجديد عقودهم، والأكثر غرابة أن بلال بات حالة استثنائية حيث إنه اللاعب الأوحد الذى تم ربط أمر تجديد عقده بعودته للملاعب وإثبات ذاته من جديد، وهو الاستثناء الذى أيقن للجميع وقبلهم بلال أن رصاصة الرحمة، أو رصاصة الرحيل الإجبارى نافذة لا محالة، خاصة أن بلال رغم شفائه من الإصابة التى لحقت به فى فترة الإعداد بألمانيا يجد نفسه دائما وتحديدا من مباراة طلائع الجيش نهاية بمباراة المنصورة خارج الحسابات، ومل من الحديث مع البدرى ورفاقه، ومل أكثر من وعودهم له بالحصول على فرصته عما قريب.
وبلال هو اللاعب الوحيد من خماسى التجديد الذى لم يتم مفاتحته فى شأن مدة أو قيمة العقد، ويكتفى هادى خشبة بالجلوس معه بطريقة ودية بحكم الصداقة القوية التى تجمعهما.
ولأنه يتمسك بشعرة معاوية، ويخشى أن يكون هو من يطلق على نفسه رصاصة الرحمة، ويتم التعامل معه على أنه منتحر رفض بلال الدخول فى صدامات سواء مباشرة من نوعية صدامات أمير، أو غير مباشرة من نوعية صدامات زميله المهاجم أسامة حسنى.
والمؤكد أن بلال سيكون رهن الإشارة دائما إذا ما جاء دور التفاوض معه لتجديد عقده، وانتظار لهذا الموعد الذى قد لا يأتى سيظل بلال صامتا ومكتفيا بشرف كونه الكابتن رقم «17» فى تاريخ النادى الأهلى، ولكن إذا ما أطلقت عليه رصاصة الرحمة سيطلق هو من جانبه قبل أن يلفظ أنفاسه الأخير وابلا من الأحاديث النارية.
أسامة.. صمت حتى اشعار آخر
تحت شعار «مجبر أخاك لا بطل»، يقف أسامة حسنى مهاجم الأهلى المجمد الآن فى مقعد المتفرج وهو يرى نفسه مازال خارج الحسابات، وبات أسامة لا يملك حيلة من أمره بعدما صدرت إليه أوامر أو بمعنى أدق فرمانا من قبل كبار المسئولين بالنادى بالتزام الصمت التام، بعد الزوبعة التى أقامها مؤخرا مطلع الشهر الحالى بخروجه على النص للمرة الأولى فى تاريخه مهاجما الجهاز الفنى لفريقه بقيادة حسام البدرى المدير الفنى، وهو الخروج الذى جسده بحواره المطول مع «الشروق» والذى كانت له ردود أفعال واسعة النطاق، وإن تم كتمها والتعتيم عليها، واكتفى هادى خشبة مدير الكرة بإصدار فرمان فى حينه بمنع اللاعبين من الكلام، بعد أن حرك حديث أسامة ل «الشروق» المياه الراكدة فوق دكة بدلاء النادى الأهلى.
القرار الإدارى، جعل أسامة حسنى يتوقف عن الكلام على صفحات الجرائد وعبر الفضائيات، خاصة أن زوبعته لم تأت بثمارها ومازال خارج الحسابات، ولم يشارك فى 4 مباريات للفريق فى الدورى، وتوقف رصيده عند مشاركتيه على استحياء وفى الدقائق الأخيرة من مباراتى المحلة فى الأسبوع الأول وحرس الحدود فى الأسبوع الثالث وفى المرتين لعب فى آخر 5 دقائق بديلا للمهاجم الليبيرى الجديد فرانسيس دو فوركى.
وإذا كان أسامة التزم بفرمان الصمت الإجبارى، إلا أن هذا لم يخمد نار الغضب بداخله، ومازال يشكو الظلم الواقع عليه، ويتحدث عن مجاملات الجهاز الفنى لعدد من زملائه والتى يدفع ثمنها للمقربين منه.
وإذا كان البدرى ابتلع اتهامات أسامة حسنى فى صمت ودون أن يطارده بسوط العقوبات نظرا لوضع أسامة الاستثنائى، إلا أن المدير الفنى لم يخضع لما فسره البعض بالابتزاز من قبل أسامة، ومازال يضعه على الدكة، ولم يبال بتصريحات اللاعب بشأن الرحيل، والسكوت فى الأهلى معناه الرضا والموافقة.
وهمس مهاجم الأهلى المجمد أن سكوته الآن لن يطول، مؤكدا انه لم ولن يتراجع عن الرحيل فى اقرب فرصة، اى أن صمته الآن سيكون حتى اشعار آخر.
أحمد السيد.. التجديد مقابل التجميد
التجديد المشروط، أو التمرد.. وما بين الأمرين والخيارين يقف احمد السيد مدافع الأهلى المجمد فى حيرة من أمره، وإذا كان الكثيرون يتعجبون من موقف «قلب الأسد» هكذا يطلقون عليه المسالم جدا بشأن استبعاده دائما من القائمة الأساسية للاهلى بعد أن كان غيابه يحدث لأمور قهرية وللإيقاف فقط، إلا أن الدهشة سرعان ما تزول عندما يتم ربط أمر السكوت بأمر تجديد العقد.
وهذا هو الربط الصحيح والمنطقى، فليس من المنطقى أن يقبل لاعب أساسى كان يشارك فى 99.9 % فى مباريات فريقه، أن يغيب بدون سبب قهرى عن كل مباريات فريقه فى الدورى حتى الأهلى، فلم يشارك احمد ولو لدقيقة واحدة فى مباريات الأهلى السبع الماضية، وكان ظهوره الأول والأخير هذا الموسم فى مباراة حرس الحدود فى كأس السوبر التى أقيمت يوم 21 يوليو الماضى والتى طرد خلالها وتحديدا فى الدقيقة 36 من الشوط الأول للاعتداء على احمد عيد عبدالملك مهاجم الحرس.. وإذا كان البعض فسر غيابه بدعوى انه عقوبة من الجهاز الفنى عليه بعدما تكرر طرده، فإنه ليس من المعقول أن يعاقب الجهاز الفنى لاعبا باستبعاده فى كل المباريات.
ولأن احمد السيد يعلم جيدا أن افتعاله لأى أزمة فى هذا التوقيت مطالبا بحقه فى العودة للخط الدفاعى الأحمر قد يكلفه الابتعاد نهائيا عن النادى وليس التشكيل الاساسى فقط، فقد آثر الصمت، وإن كان صمته مقتصرا على وسائل الإعلام، مكتفيا بشكوى أمره لله وللمقربين إليه، حتى اشعار آخر على طريقة صمت زميليه أحمد بلال وأسامة حسنى.
واذا كان قلب الأسد رفع الراية البيضاء وقبل الاستسلام وارتضى بتجميده وربما حتى حسم امره، إلا ان احمد السيد اظهر أولى علامات الغضب عندما حددت لجنة الكرة مبلغ مليون جنيه فقط مقابل التجديد عن كل موسم، وهو الأمر الذى يرفضه اللاعب الذى يطالب بمساواته مع زملائه من خارج النادى والذين يجددون عقودهم الآن وفى مقدمتهم معتز اينو الذى كان أول من حسم امر تجديد عقده لمدة 3 مواسم مقبلة مقابل 3 ملايين و600 الف جنيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.