بدأ الديمقراطيون في مجلس النواب الأمريكي يركزون خلال تحقيقاتهم بشأن فضيحة أوكرانيا على المحامي الشخصي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث طالب رؤساء ثلاث من لجان المجلس المحامي رودي جولياني، مساء يوم الاثنين، بالتوقيت المحلي، بتقديم وثائق خاصة بالتحقيقات، مستندين في ذلك إلى حق الاستدعاء الذي يكفله لهم القانون الأمريكي، ومهددين إياه بمقاضاته وفقا للقانون إذا لم يقدم هذه المواد في موعد أقصاه 15 أكتوبر الجاري. وجاء في الخطاب الذي وجهه الثلاثة لجولياني أنهم ينظرون في الوقت الحالي في اتهامات له بأنه ساعد الرئيس في إساءة استغلال منصبه. ترك جيولياني أمر استجابته لهذا الاستدعاء القانوني مفتوحا. تعتبر مطالبة جولياني بتقديم الوثائق جزءا من التحقيقات في إطار إجراءات عزل الرئيس الأمريكي المحتملة، حيث يتهم ترامب بأنه ضغط على الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خلال مكالمة هاتفية معه أواخر يوليو، من أجل العمل على بدء تحقيقات من شأنها أن تضر بخصمه الديمقراطي جو بايدن، وهو ما يراه الديمقراطيون الذين يسيطرون على مجلس النواب، محاولة الرئيس الجمهوري للتأثير على الانتخابات الرئاسية المزمعة في نوفمبر 2020. وينفي ترامب الاتهامات الموجهة إليه. انتقد جولياني عبر حسابه على موقع تويتر أمر الاستدعاء قائلا إنه وقع من ثلاثة ديمقراطيين، رؤساء لثلاث لجان في مجلس النوب، أصدروا حكمهم في القضية بالفعل. ورأى جولياني أن استدعاءه يطرح تساؤلات بشأن شرعيته وبشأن واجب الأمانة التي يحتمها القانون على المحامي تجاه موكله. كما استدعى الديمقراطيون، رؤساء اللجان الثلاث بمجلس النواب، ثلاثة من شركاء أعمال لجولياني. وكان الديمقراطيون قد طالبوا الأسبوع الماضي وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، بتقديم وثائق خاصة بالقضية، مهددين إياه باتخاذ الإجراءات الجنائية ضده في حالة رفضه تقديم هذه الوثائق، واستدعوه هو و دبلوماسيين آخرين. يتهم جيولياني بأنه أجرى بصفته مبعوثا خاصا لترامب مباحثات في أوكرانيا، بعيدا عن القنوات الرسمية المعنية، بهدف الدفع بتحقيقات ضد بايدن، حيث يتهم كل من ترامب وجولياني، النائب السابق للرئيس الأمريكي، بايدن، بأنه سعى أثناء توليه منصبه من أجل تبرئة النائب العام الأوكراني، من أجل حماية نجل بايدن أمام القضاء الأوكراني. وكان هانتر بايدن يعمل لدى إحدى شركات النفط، وكانت هناك تحقيقات ضده بتهمة القيام بصفقات مشبوهة. وينفي جو بايدن، الذي يسعى للحصول على تزكية حزبه الديمقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية أمام ترامب، هذه الاتهامات. جدد ترامب هجومه اليوم الثلاثاء على المسرب المجهول ، والذي تسبب في هذه الفضيحة من خلال الشكوى التي قدمها للهيئة المعنية بمراقبة أنشطة المخابرات الأمريكية، حيث اتهم ترامب مسرب المكالمة مجددا بأنه حصل على المعلومات من شخص آخر. ورفض المفتش العام لأجهزة الاستخبارات الأمريكية، ميشيل أتكينسون، ذلك في بيان نادر عن هيئته، أمس الثلاثاء، وقال إنه لم يتوصل على قناعة بأن مسرب المعلومات لم يقدم مزاعم غير مبررة أو حصل عليها من شخص آخر.
