علماء أستراليون يبحثون عن كبسولات زمنية للغلاف الجوى فى جليد "أنتاركتيكا".. وبدء التنقيب فى 2021 يسعى علماء من شعبة أنتاركتيكا الأسترالية، التابعة لوزارة البيئة فى أستراليا، لاستكشاف الجليد المتراكم منذ ملايين السنين في أعماق القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا"، والذي يحمل معلومات مهمة حول ماضي الكوكب ويساعد فى التنبؤ بالتغير في المناخ. وكشف العلماء الأستراليون، أمس، النقاب عن حفار يستهدف الوصول إلى عمق 3 كيلومترات تحت سطح القارة المتجمدة، ويمكن لذلك الحفار المصنوع من الصلب المقاوم للصدأ والألومنيوم والتيتنيوم، تحمل درجة حرارة تصل إلى 55 درجة تحت الصفر، وفقا لصحيفة "جارديان" البريطانية. ومن المتوقع أن يبدأ الحفر في عام 2021 ويستمر لمدة 4 سنوات، وسيتم نقله بواسطة قاعدة (حمولة 500 طن) إلى موقع العمل على بعد 1200 كيلومتر من ساحل القارة القطبية الجنوبية. ووصف مدير شعبة أنتاركتيكا الأسترالية، كيم إليس، المشروع البحثى بأنه "مغامرة مثيرة وتحديا صعبا". وقال العالم الجيولوجي المتخصص فى التركيبات الجليدية، تاس فان أومين: "سنعمل خلال السنوات القليلة المقبلة على حل واحدة من أكبر المشكلات في علوم المناخ"، مضيفا: "سنرى في الجليد فقاعات صغيرة محاصرة بين رقاقات الثلج في الجليد المدفون، هذه الفقاعات الصغيرة عبارة عن كبسولات زمنية من الغلاف الجوى فى الماضي". وتابع: "نريد الحصول على هذا الجليد، وتحليل تلك الكبسولات الزمنية وفهم ما فعله ثاني أكسيد الكربون منذ ملايين السنين عندما كان المناخ يتغير". وأوضح الجيولوجى الأسترالى أنه "قبل نحو مليون عام تحولت الأرض من دورة للعصر الجليدي مدتها 40 ألف عام إلى دورة مدتها 100 عام، مشيرا إلى أن "جزيئات ثاني أكسيد الكربون ترتبط بهذا التغير وقد غيرت معدل تحول العصور الجليدية في الماضي". وتابع: "نحن بحاجة إلى فهم ما إذا كان ثاني أكسيد الكربون الموجود سيكون له تداعيات بعيدة المدى على الأرض في المستقبل". وفي عام 2014، تمكن علماء من استخرج عينة عمرها 800 ألف عام، كشفت عن علاقة ثاني أكسيد الكربون ودرجات الحرارة على الأرض. يشار إلى أن القارة القطبية الجنوبية "أنتاركتيكا" هي رابع قارات العالم السبعة، حجماً وأكثرها جفافاً وبرودةً والوحيدة من بينها التي لم تكن مأهولة بالبشر حتى القرن العشرين، فبالكاد يسكنها بضع مئات من الناس على مدار العام كلُّهم من العلماء والباحثين.