تحل اليوم (24 سبتمبر) ذكرى ميلاد المطرب الشعبي "محمد طه"، والذي ملأ صوته أفلام كثيرة بالمواويل الشعبية. بدأ صوت محمد طه في الظهور من الموالد الشعبية في السيدة زينب والحسين، ومارس الزجل والغناء حتى أصبح صاحب أشهر الفرق الشعبية "الفرقة الشعبية للفنون الذهبية"، وكون شركة لتسجيل وتوزيع الأسطوانات باسم "ابن البلد". استطاع محمد طه التواجد بقوة في الأفلام من نهايات الخمسينيات وحتى وفاته، وكان يشارك بشخصيته الحقيقية بالغناء ومعه فرقته التي كونها بعد تحقيق نجاح كبير بالموال الشعبي، ومن الأفلام التي شارك فيها "السفيرة عزيزة" عام 1961، و"بنت الحتة" 1964، و"الزوج العازب" 1966، و"دعاء الكروان" 1959، و"ملك البترول" 1962، وكان آخر الأفلام التي شارك فيها عام 1991 "نص دستة مجانين". أثبت طه أهمية الموال في الغناء الشعبي وقيمته القوية، فأصبح صوت مصري أصيل وظهر ذلك حينما ضمه "زكريا الحجاوي" -أحد رواد الفن الشعبي- إلى فرقة "الفلاحين للفنون الشعبية" التي كلفته وزارة الثقافة بتشكيلها، وضمه الإذاعي "جلال معوض" لإحياء حفل أضواء المدينة في مدن عربية مختلفة مثل غزة الفلسطينية. أجرى الكاتب حسين قدري حوارا مع محمد طه للحديث عن مسيرته في الغناء، وعبر طه في الحوار المنشور في كتاب "حوارات حسين قدري" عن رؤيته لما قدمه خلا 20 عاما من غناء المواويل الشعبية قائلاً: "كفاية أوي إني قدرت أنقل موال وغناء القرية المصرية إلى المدينة المصرية، كما نقلت الموال من المدينة المصرية إلى أمريكا ثم بريطانيا، وكل دولة أزورها تتعرف على الموال المصري هو (إنجاز)". سافر الفنان محمد طه مع فرقته إلى العديد من الدول، ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي أول دولة زارها مع فرقته بعد الشهرة ليغني فيها كمطرب للموال الشعبي، وفق ما ذكر في حواره مع حسين قدري، وتجول مع فرقته في مدن شيكاغو وسان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وواشنطن ونيويورك، وكانت الرحلة بترتيب وطلب من إحدى الجمعيات الخيرية الأمريكية. كما زار المملكة المتحدة وغنى في لندن بصحبة فرقته التي لم يتركها قط خلال سفرياته المختلفة، وكان محمد طه يزجل الكلمات ويقوم بتلحينها وغناءها، فكان فنان شعبي شامل ولم يتخل خلال مسيرته عن زيه المعبر عن أغنياته "الطربوش" و"الجلباب".