اجتازت الحكومة الإيطالية الجديدة آخر عقبة لها قبل أن تتولى رسميًا مقاليد السلطة في البلاد، بعد تشكلها من ائتلاف حركة خمس نجوم والاشتراكيين الديمقراطيين، حيث حصلت الحكومة برئاسة السياسي المستقل جوزيبي كونتي، على تزكية مجلس الشيوخ الإيطالي، بأغلبية 169 صوتًا مقابل 133 معارضًا وخمسة أعضاء امتنعوا عن التصويت. وكان مجلس الوزراء بقيادة كونتي قد أدى اليمين الدستورية الخميس الماضي. وانهارت الحكومة السابقة، التي كان يتولى رئاستها أيضا جوزيبي كونتي، وكانت تتألف من حركة خمس نجوم وحزب الرابطة اليميني، في أغسطس الماضي. وأصرت حركة خمس نجوم خلال مفاوضات تشكيل الحكومة على أن يتولى السياسي المستقل، جوزيبي، رئاسة الحكومة. وتوجه ممثلون عن حزب الرابطة لكونتي بهتاف "خائن، خائن" أثناء دخوله قاعة مجلس الشيوخ. واتهم رئيس حزب الرابطة، ماتيو سالفيني، أثناء النقاش الذي سبق اعتماد الحكومة من قبل مجلس الشيوخ ، جوزيبي كونتي بأنه لا يستند إلى أغلبية الشعب وقال إن الخوف من الانتخابات المبكرة هو وحده الذي يبقي على الحكومة الجديدة متماسكة. وكان سالفيني قد تسبب في انهيار الائتلاف الحكومي السابق، بعد مطالبته بإجراء انتخابات جديدة في ظل النتائج الجيدة التي حققها حزبه اليميني في استطلاعات الرأي. من جانبه وجه كونتي الاتهام إلى سالفيني بأنه هو الذي تسبب في الأزمة "بسبب غطرسته ومعلوماته الضحلة عن القانون الدستوري". وكان كونتي قد حصل أمس الاثنين على تكليف واضح من مجلس النواب بقيادة الحكومة الجديدة، حيث صوت 343 نائبا بالموافقة على هذه الحكومة ورفضها 263 نائبا. وتعتبر الحكومة الجديدة أكثر ميلا لأوروبا من التحالف السابق المؤلف من حركة خمس نجوم وحزب الرابطة. ولكن لا تزال الموازنة تعتبر نقطة خلاف بين طرفي الائتلاف الحكومي الجديد، حيث يلزم ميثاق الاستقرار داخل دول منطقة العملة الأوروبية الموحدة، اليورو، إيطاليا بخفض نسبة ديونها إلى إجمالي ناتجها القومي، وذلك في ضوء حقيقة أن ديون إيطاليا تبلغ نحو 133% من إجمالي ناتجها القومي. ولكن الحكومة السابقة كانت منفتحة كثيرا على الاستدانة دون أن تحقق النمو الاقتصادي المنشود من وراء الديون المبالغ فيها. طالب كونتي في مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء بإصلاح ميثاق الاستقرار بهدف ضمان تحقيق تنمية مستدامة لإيطاليا، حسبما يرى. كما طالب كونتي، أستاذ القانون السابق، قطاع الاقتصاد في بلاده بالاستجابة لحكومته في هذا الطريق، ولكنه عارض أن يسود إيطاليا "مناخ من السيطرة الاقتصادية". وطالب كونتي أوروبا بمزيد من الاستثمارات في أفريقيا، وقال: "ليس من المقبول أن تستثمر أوروبا في أفريقيا أقل بكثير مما تستثمره في الصين".