اعتاد الشاب الإفريقى، نونو جوبى، الصيد الجائر للحيوانات فى الحياة البرية سابقًا، وبخاصة الظباء، وذلك بشكل احترافى مخطط لم يتوصل إليه أحد، قبل أن ينقلب حاله الآن، ليصبح حارسًا لتلك الحيوانات ويسعى لنشر الوعى بخصوص خطورة الصيد الجائر، وفقًا لما نشره موقع"إفريقيا نيوز". فبعد أن علم "جوبى" بانقراض العديد من الحيوانات، نتيجة لصيد أكثر من 1000 وحيد القرن بجنوب إفريقيا منذ عام 2017، بعد اشتباكات دارت بين الصائدين والأهالى، خلفت مقتل أكثر من 270 شخصًا في محافظة كوازولو ناتال، قرر التوقف عن ممارسة الصيد الجائر والعمل كحارس بإحدى حدائق جنوب إفريقيا، بغية إنقاذ الحياة البرية هناك. يعتمد جوبى فى الحراسة على خبرته الواسعة التى اكتسبها من ممارسته للصيد الجائر فترة شبابه، فهو يعلم الآن بمرتكبى عمليات الصيد الجائر، وطرق تنفيذه والتصدي لجميع أشكاله، كما يعرف الأدغال بشكل وثيق ويستخدمها كمهارة إضافية لحماية الحياة البرية والحيوانات، بما في ذلك وحيد القرن. يؤمن جوبى الآن بأن علميات الحفظ المنتشرة فى جنوب إفريقيا فى الآونة الأخيرة، هى هدفه الحقيقى وشغفه الذى لطالما حيا من أجله، وفى سبيل تحقيق هذا الهدف اعتاد جوبى الانتقال بين الأدغال حافى القدمين منذ عامين، فهو يعلق حذائه جانبًا، حتى يكون أقرب إلى الطبيعة. يقول جوبي: "ارتداء الأحذية، تجعل الأقدام أكثر نعومة، ثم تصبح أضعف وأضعف ولا تقوى على التحمل أو الركد لمسافات طويلة، ولكن بمجرد التوقف عن ارتدائها، لا يفقد المرء قوة جزء مهم بالجسم ولكنه يفوز كل الفوز". ويضيف: "أريد أن أشعر أنني أكثر اتصالًا بتلك المخلوقات، أريد مشاركة حيوان وحيد القرن خطواته وأحساسه فى ملامسة قدماه الأدغال والحشائش". ويخصص جوبى الآن كل وقته لزيادة الوعي بقضايا الحفظ البيئى بين تلاميذ المدارس والمجتمعات التي تعيش بالقرب من الحديقة، وذلك من خلال شرح خبراته السابقة لهم كلما سنحت الفرصة، إضافة إلى الزوار الأجانب من مختلف البلدان وخاصة الأنجليوفون، إلا أنه يحزن كثيرًا لعدم إتاحة تلك الزيارة للسكان المحليين. ويرى جوبى أن الأمر ليس عادلًا بالنسبة لسكان جنوب إفريقيا فى عدم امتلاكهم الفرصة لرؤية ما الحياة بداخل الحديقة، نتيجة توقع السلطات جهلهم بماهية الحيوانات أساسًا وكيفية التعامل معهم، فى ظل هذا الظروف بجنوب إفريقيا. يقول: "اعتدت سابقًا أن أكون صيادًا، لكنني الآن أخصائي بيئي وهدفى حماية البرية"، ومن أجل ذلك استطاع جوبى بالفعل، وبالتنسيق مع إدارة المدرسة والحديقة، تكوين أول مجموعة مدرسية لزيارة الحديقة برفقته، وتوعيتهم بشكل مباشر لتأثيرات الصيد الجائرعلى الحياة البرية بإفريقيا. وعن أحلامه المستقبلية، يسعى الآن جوبى تحقيق أمنيته، حيث يقول: "أمنيتي هي أن أتعلم الكثير عنهم لأنني لم أدرك ذلك سابقًا، وأريد دراسة العلوم من أجل حماية للحياة البرية بشكل علمى إلى جانب الخبرة التى اكتسبتها". الجدير بالذكر أن جميع حراس الحفظ البيئى، يسيرون الآن على خط المواجهة في الحرب ضد الصيد الجائر، ويأملون بشدة فى زيادة الوعي بالحفظ البيئى، كمحاولة لوقف هذه المذبحة ووقف الاستنزاف الملحوظ فى أعداد الحيوانات حول العالم وبخاصة وحيد القرن.