اكتشف العلماء أقدم دليل يؤكد احتلال البشر مرتفعات كبيرة، حيث إنهم وجدوا ملجأ صخري مملوء بالعظام والأدوات على ارتفاع 11 ألف قدم فوق مستوى سطح البحر، منذ 47 ألف سنة مضت. وتتناقض تلك الدراسة التي نشرت في مجلة "science"، مع الرأي السائد منذ زمن طويل وهو أن المرتفعات العالية كانت آخر الأماكن التي استقر فيها البشر. واستندت هذه الفكرة إلى افتراضات أكثر منها على أدلة واضحة، وقال عالم الآثار والمؤلف الرئيسي للدراسة جوتز أوسيندورف، إن البشر هم أول من سكنوا المرتفعات. وعاش الصيادين على المرتفعات وتغذوا على الفئران العملاقة وشربوا من الأنهار الجليدية، واحتلوا المأوى الصخري، على نحو متقطع، لمدة لا تقل عن 16 ألف عام. وقال مارك ألدندرفر عالم الآثار في جامعة كاليفورنيا الذي لم يشارك في الدراسة، إن أسلافنا البشر ولدوا في أرض منخفضة، وانتقلوا في أخر المطاف إلى المرتفعات. وأضاف ألدندرفر أنه من الممكن السير على ارتفاع عال وقضاء بضعة أسابيع، لكن من الصعب العيش هناك بشكل دائم، خاصة إذا كنا نحاول إنشاء مجتمعات وتكوين أسر. ولكن في السنوات الأخيرة، كشف فريق من الباحثين العاملين في هضبة التبت بقارة أسيا، أن البشر سكنوا الجبال والهضاب منذ عشرات الآلاف من السنين، حيث وجدوا قطع آثرية يعود تاريخها إلى أكثر من 30 ألف عام. واكتشف فريق آخر عظام بالغة من العمر 160 ألف عاما، كما ظهر مع الوقت أدلة أقوى مثل أدوات حجرية بسيطة وجدت في مرتفعات إثيوبيا تبلغ من العمر مئات الآلاف من السنين. واندهش العلماء من الأدوات التي وجدوها؛ لأنها صنعت على الطراز المميز للعصر الحجري الأوسط، الذي استمر حوالي 300 ألف سنة، ووجدوا في ملجأ مكتشف عظام فئران الخلد العملاقة يبدوا أن السكان قد جلبوا الحيوانات إلى أنفاقهم وطهوهم وتركوا العظام. ورأى بعض الباحثين أن الارتفعات الشديدة تعتبر الملاذ الأخير للبشر، فيذهب إليها إذا أصبحت الأراضي المنخفضة المحيطة غير قابلة للحياة، ولكن يعارض آخرين هذا المسمى ويقولون إن في تلك الفترة كانت الأراضي قابلة للحياة مما يعني أنهم ذهبوا للجبال بإرادتهم.