نفت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية الإعلامية صحة اتهامات من جانب وزارة الخارجية الروسية بمحاولة الشبكة التدخل في الشؤون الداخلية لروسيا عبر تغطيتها الإعلامية للاحتجاجات في موسكو. وقال مدير "دويتشه فيله"، بيتر ليمبورج، في تصريحات لصحف شبكة "دويتشلاند" الألمانية الإعلامية الصادرة اليوم الجمعة: "هذا الاتهام عار من الصحة"، موضحا أن "دويتشه فيله" تغطي فقط المظاهرات، ولا تدعو مبدئيا للمشاركة فيها، وأضاف: "ندافع عن أنفسنا ضد اتهام الحكومة الروسية بمشاركتنا في مظاهرة، وبالتالي تبريرها لاعتقال أحد صحفيينا" وتأتي تصريحات ليمبورج على خلفية اعتقال مؤقت لمراسل "دويتشه فيله" خلال مظاهرة غير مصرح بها في موسكو في 27 يوليو الماضي. وأرسلت "دويتشه فيله" بعد ذلك مذكرة احتجاج لوزارة الخارجية الروسية، إلا أن الوزارة أكدت في ردها أن الشبكة تدعو إلى المشاركة في الاحتجاجات وأن مراسلها كان مشاركا فعالا في "ممارسات مخالفة للقانون". ونفت "دويتشه فيله" هذه الاتهامات. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن الجانب الروسي يحتفظ بحقه في تطبيق القوانين المحلية السارية في حال تكرار هذه الواقعة. وأبلغت الوزارة ذلك للقائمة بأعمال السفير الألماني في روسيا، بياته جريتسيكي، خلال اجتماع. يُذكر أن السلطات الروسية اعتقلت أكثر من ألفي شخص على نحو مؤقت خلال مظاهرات غير مصرح بها للمطالبة بانتخابات حرة ونزيهة للبرلمان المحلي لمدينة موسكو، والمقرر لها في 8 أيلول/سبتمبر المقبل. وقوبل التصدي العنيف للشرطة ضد المتظاهرين السلميين بانتقادات على المستوى الدولي، كما اتهم نشطاء روس الشرطة بارتكاب انتهاكات فادحة. وقال ليبمورج: "أتوقع حاليا أن يتمكن مراسلونا من مواصلة عملهم مثلما كان الحال في الماضي... تغطية وسائل الإعلام الكبيرة في روسيا تنحصر تقريبا على منظور الحكومة، بينما هناك تقويض متزايد للمنصات الأخرى ذات الرأي المختلف... لا يمكننا هنا التحدث بعد الآن عن حرية صحافة".