استقر بالمتحف المصري الكبير، أمس الأول، التابوت الأوسط للملك الشاب توت عنخ آمون، وذلك لأول مرة منذ 97 عامًا يخرج فيها التابوت من المقبرة بالبر الغربي بمحافظة الأقصر لترميمه، وعرضة بجانب مقتنياته، باستثناء المومياء الخاصة بالملك والذي طالب العديد من الأثريين بوجودها مع المقتنيات بالمتحف. كان «توت عنخ آمون» أو الفرعون الذهبي كما ذاعت شهرته عالمياً هو أحد ملوك الأسرة الثامنة عشر من الدولة الحديثة، وهو من أشهر الملوك الفراعنة بسبب اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل وكذلك بسبب وفاته في ريعان شبابه مما يعد لغزاً يثير فضول الكثيرين. دفن توت عنخ آمون في مقبرته الشهيرة رقم «62» بوادي الملوك، والتي تم اكتشافها في نوفمبر 1922 بمعرفة عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم كله. وتبلغ أبعاد غرفة دفن الملك حوالي 6 م × 4م، وبها التابوت الأصلي المستطيل الشكل المصنوع من حجر الكوارتزيت، وتزين أركانه المعبودات الحاميات الأربعة ناشرة أجنحتها لحماية التابوت وما به، وكان هذا التابوت يضم بداخله ثلاثة توابيت تتخذ شكل الملك في الوضع الأوزيري. التابوت من الذهب الخالص «وزنه 4‚110 كجم» على شكل مومياء، عثر عليه بداخل التابوت الأوسط، وكان ملفوفا بكتان يغطي التابوت بالكامل عدا الوجه وهو موجود الآن بالمتحف المصري بالتحرير، وعند فتح التابوت ظهر القناع الذهبي الشهير للملك الشاب حول رأس المومياء. وقالت وزارة الآثار، إن نقل التابوت في المقام الأول لحمايته من عوامل التلف التي تعرض لها بالمقبرة، وكذلك لعرضه مع التابوتين الآخرين في نسيج مترابط وسيناريو متناغم في المتحف المصري الكبير عند افتتاحه.