بعد اجتماع وصفته مصادر بأنه «عاصف» بين أطراف من وزارتى الزراعة والتجارة وبين منتجى ومصنعى الألبان، انتهت لجنة تنمية وتطوير إنتاج وصناعة الألبان بوزارة الزراعة إلى زيادة السعر التوافقى لتسلم المصانع للألبان من المنتجين من 230 قرشا إلى 240 قرشا، اعتبارا من ستة أيام مضت بتاريخ 15 أكتوبر إلى 31 ديسمبر المقبل. فى حين رفض صفوان ثابت، عضو اللجنة ورئيس غرفة الصناعات الغذائية السابق، زيادة الأسعار مجددا وفقا لما تراه اللجنة بعد التاريخ المعلن عنه. وقالت وزارة الزراعة فى بيان صحفى إن الاجتماع انتهى إلى زيادة السعر بواقع 10 قروش على الكيلو جرام، على أن يعاد النظر فى هذا السعر بعد ذلك كل ثلاثة أشهر فى ضوء التغير فى النسبة اللبنية العلفية والعلاقة بين سعر المنتج وسعر المستهلك وسعر اللبن البودرة المستورد والسعر العالمى للبن الخام. وذكر البيان أنه نظرا لأن السعر التوافقى، الذى قبل المصنعون دفعه للمنتجين مازال أقل من السعر الذى يغطى تكاليف الإنتاج، ويسمح بهامش ربح مناسب يشجع على الاستمرار فى إنتاج اللبن النظيف، والتوسع فيه، أوصت اللجنة بتحمل الحكومة دعما للمنتجين قدره 50 قرشا للكيلو جرام وبميزانية نحو 45 مليون جنيه خلال ثلاثة أشهر، لمواجهة الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية وانخفاض أسعار اللبن البودرة المستورد على الإنتاج المحلى من الألبان. نتائج الاجتماع الرسمية قابلتها نتائج «موازية» أقر بها عبدالقادر الحراكى، رئيس اتحاد منتجى الألبان، وهى أن المصنعين لم يوافقوا على نتائج الاجتماع، رغم أن قرارات اللجنة ملزمة بموجب القانون، ولم يقبلوا بالفارق، ما دفع الدكتور سعد نصار (مستشار وزير الزراعة ورئيس اللجنة) بالتهديد بالانسحاب من الاجتماع مؤكدا على ضرورة الالتزام بالقانون، إلا أن صفوان ثابت، عضو اللجنة وممثل المصنعين، رفض الامتثال للقرار الذى يلزم المصنعين بتغيير الأسعار كل ثلاثة شهور فى ضوء التغيرات المحيطة بالعملية الإنتاجية. وأضاف أن الاتحاد سيعقد اجتماعا للجمعية العمومية اليوم لبحث تفعيل قرار اللجنة، مؤكدا أن المنتجين لديهم ردود فعل قد تكون مشابهة لما قام به منتجو فرنسا الجمعة الماضية، حيث سكبوا الألبان فى ميدان الشانزلزيه احتجاجا على عدم استلام المصنعين له بالأسعار التى يطلبونها. وقال إن المنتج يتكلف خسارة فادحة يعرف المصنعون جيدا مداها. فى حين أكد صفوان ثابت، رئيس غرفة الصناعات الغذائية السابق، ورئيس مجلس شركة «جهينة»، أن الغرفة تقدمت بتقرير مؤخرا أوضح أن أسعار الاتحاد الأوروبى فى البيع توازى 215 قرشا من المصنعين إلى المنتجين، فى حين يدفع الصناع الآن بزيادة 15 قرش عن الاتحاد الأوروبى. مضيفا: «بعد فرض الحكومة الزيادة سنلتزم بها»، رغم أنه كان مفترضا انخفاض السعر عشرة قروش بسبب دخولنا فصل الشتاء. وأضاف أن شركته (التى تملك نحو 40% من إنتاج السوق) لن ترفع الأسعار، ولن تخفض حصة استلام الألبان من المزارعين، وسيلتزم المصنعون بالأسعار لمدة شهرين فقط، رافضا الالتزام بها بعد هذا التاريخ، وسيتعامل مع الأسعار العالمية ارتفاعا وانخفاضا. وأضاف أن الشركة على استعداد لزيادة أسعار التوريد بشرط أن تمنع الحكومة دخول منتجات الألبان من دول الخليج، والتى تأتى مدعومة من الخارج. وقال حاتم صالح، رئيس شعبة الألبان بغرفة الصناعات الغذائية، إنه سيتم عقد اجتماع جديد لمعرفة إقرار الدعم الجديد من عدمه، موضحا أنه بعد هذه الزيادة أصبحت ألبان مصر من أعلى الأسعار فى العالم، فمتوسط سعر الأسعار العالمية يبلغ 210 قروش للكيلو فى أوروبا، سواء للبن الخام أو البودرة. وأكد أن هذه الزيادة من الممكن أن تنعكس على المنتج النهائى بالزيادة بالتبعية بنسبة حوالى 5% إضافة إلى أن الصناع سيعانون انخفاضا على طلب البيع، ولكن المصانع ستحاول تجنت هذه الزيادة حتى لا تفقد التنافس مع الألبان المستوردة، وحتى لا تفقد الحصة فى الداخل أو الخارج لافتا إلى أنه من المفترض أن يزيد إنتاج اللبن، ومن المفترض أن ينخفض السعر وليس العكس، بسبب دخول موسم الشتاء الذى تزيد فيه نسبة إدرار اللبن.