خيم الحزن على العاصمة تونس اليوم الجمعة، مع نقل جثمان الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي من المستشفى العسكري حيث وافته المنية أمس الخميس عن سن 92 عاما، إلى قصر قرطاج الرئاسي. نقل الجثمان داخل عربة عسكرية في موكب نقله التلفزيون الرسمي وأمنه الجيش وقوات الشرطة وكان من ضمنه سياسيون ووزراء وشخصيات وطنية. وأمام المستشفى تجمع مواطنون ورددوا النشيد الوطني كما وقف مواطنون في بعض مفترق الطرق على طول الطريق حيث سار الموكب على مسافة تناهز سبعة كيلومترات نحو القصر الرئاسي بضاحية قرطاج. وأعلنت الحكومة أمس الحداد الوطني لمدة اسبوع. ويوارى جثمان الرئيس الراحل الذي تولى السلطة عام 2014 في أول انتخابات رئاسية ديمقراطية ونزيهة في تاريخ تونس، يوم غد السبت في جنازة وطنية بحضور وفود أجنبية وعدد من زعماء ورؤساء الدول. ويسود الهدوء منذ أمس الخميس الشوارع الرئيسية بالعاصمة فيما خيم الحزن على ملامح الكثير من المواطنين في المقاهي والمساحات العامة. وانتشرت دوريات أمنية في عدة مناطق حساسة وفي مفترق الطرق لكن الحياة كانت تسير في مجملها شكل طبيعي. وقال المؤرخ الجامعي والمحلل السياسي خالد عبيد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ "نجح السبسي في أن ينتزع تعاطف التونسيين ليس على أساس الرئيس فقط ولكن على أساس منزلة الأب. هو الأب الجامع لجميع التونسيين". وأضاف عبيد "التونسي لديه عادة الاجلال لعظمة الموت ونسيان كل الخلافات داخل العائلة فما بالك في علاقة الشعب بالرئيس الأب". وصدرت الصحف التونسية اليوم الجمعة في بطبعة من دون ألوان تصدرتها صور السبسي وعناوين لتأبين الرئيس الراحل. واعتبرت صحيفة "المغرب" في افتتاحيتها السبسي "الشخصية السياسية الاكثر تأثيرا في المشهد التونسي" وأضافت "سيذكر له هذا التاريخ الذي سينصف الرجل لاحقا ويضعه في خانة زعماء الأمة". وأوضحت صحيفة "الصحافة" في مقال تحليلي أن "تداعيات غياب شخصية وفاقية مرموقة مثل السبسي، الذي مثل خلال العشرية الاخيرة عامل استقرار في الساحة السياسية التونسية، ستترك بلا شك فراغا كبيرا وتداعيات سلبية". ومن جهتها قالت صحيفة( الصباح) "التونسيون سيودعون غدا الرئيس، الباجي قائد السبسي، بعد أن كانوا حرموا من توديع الرئيس الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية، في فترة حكم الرئيس السابق قبل الثورة زين العابدين بن علي". وعلى خلاف المخاوف التي أبدتها وسائل الاعلام الدولية، شهدت تونس انتقالا سريعا وسلميا للسلطة في كنف الدستور بعد ساعات قليلة من وفاة السبسي. وقد تولى رئيس البرلمان محمد الناصر المنصب بعد أن أدى الولاء الدستوري على الا تتعدى فترة رئاسته المؤقتة 90 يوما. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أمس الخميس عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية إلى يوم 15 سبتمبر المقبل بدلا من يوم 17 نوفمبر. وفي مقابل ذلك لم يطرأ أي تغيير في موعد الانتخابات التشريعية المحدد لها يوم السادس من اكتوبر المقبل.