رأت صحيفة نيويورك تايمز أن التوترات في العلاقات البريطانية-الأمريكية قد وصلت إلى مرحلة محورية في المنافسة على منصب رئيس الوزراء البريطاني أمس عندما نشب خلاف بين المتنافسين على هذا المنصب بشأن هجوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصفته الصحيفة بغير المنطقي على السفير البريطاني لدى الولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة، في مقال أوردته في موقعها على الانترنت اليوم الأربعاء، إن التبادلات الحادة التي تمت في مناظرة تليفزيونية تلقي الضوء على التوترات في العلاقات بين الدولتين في توقيت حساس بالنسبة لبريطانيا التي أوشكت على الخروج من الاتحاد الأوروبي أو ما يعرف بالبريكست. وكان الأمل يحدو مؤيدي بريكست لتعزيز علاقات اقتصادية أكثر قربا مع الولاياتالمتحدة فور إنهاء البريطانيين لعملية الانفصال التي تأخرت لوقت طويل. وأضافت الصحيفة أن الجدل قد أثير في الوقت الذي يختار حزب المحافظين زعيما جديدا والذي من المقرر أن يصبح رئيسا للوزراء هذا الشهر. وكان الشقاق مع ترامب قد بلغ ذروته في القضية المحورية وهي بريكست خلال الاشتباكات التي وصفتها الصحيفة بأنها تعود لسوء الحالة المزاجية. وكان ترامب قد هاجم بشدة السفير البريطاني لدى الولاياتالمتحدة كيم داروش، على خلفية وثائق داخلية مسربة وصف فيها السفير ترامب بآراء لاذعة. وفي المقابل وصف ترامب السفير بأنه "غبي للغاية" كما هاجم رئيسة الوزراء الحالية تريسا ماي عندما أكدت مجددا دعم الحكومة البريطانية "الكامل" لداروش حيث وصفها ترامب "بالحمقاء". ونقلت نيويورك تايمز عن جيرمي هانت وهو أحد المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء وصفه تعليقات ترامب -خلال مناظرة تليفزيونية- بأنها "غير مقبولة". وتعهد هانت -متجاهلا تهديدات ترامب بتجميد أعمال السفير البريطاني في واشنطن- بالابقاء على داروش في منصبة لحين رحيله المقرر في يناير القادم وتحدى منافسه بوريس جونسون للقيام بنفس الأمر. وفي المقابل رفض جونسون -المرشح الأوفر لنيل منصب رئيس الوزراء - القيام بتلك الخطوة. وقد وجه القدر الأقل من الانتقادات لترامب وقلل من أهمية النزاع، مشيرا إلى علاقاته الجيدة بالبيت الأبيض. ومضت الصحيفة الأمريكية في تقريرها تقول إن غضب ترامب وإعلانه أنه لن يعمل مجددا مع دراوش يلقيان الضوء على الخلافات بين الدولتين اللتين من المفترض أن "علاقتهما الخاصة" تمكنهما من تسوية خلافاتهما النادرة وراء الكواليس.