انعقد ليل الأربعاء اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي على خلفية الغارة الجوية التي استهدفت مركزا لإيواء اللاجئين شرق طرابلس، سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى. التحركات اتجهت نحو إصدار بيان تنديد لكنه اصطدم برفض أمريكي. عرقلت الولاياتالمتحدة إصدار بيان لمجلس الأمن الدولي يدين ضربة جوية استهدفت مركزاً لاحتجاز المهاجرين في ليبيا وأوقعت 44 قتيلاً على الأقلّ، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية. خلال جلسة طارئة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي حول القصف الجوي الذي استهدف مركزا للاجئين في تاجوراء شرقي ليبيا، قدمت بريطانيا ليل الأربعاء/ الخميس (الرابع من يوليو 2019)، مشروع بيان يدين الضربة الجوية التي اتُّهم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر بشنّها. ودعا مشروع البيان إلى وقف إطلاق النار في ليبيا والعودة إلى طاولة الحوار. لكنّ دبلوماسيين أميركيين قالوا خلال الجلسة إنهم طلبوا ضوء أخضر من واشنطن للموافقة على النص، غير أن المحادثات انتهت من دون الحصول على موافقة الولاياتالمتحدة، بحسب ما قالت مصادر لوكالة فرانس برس. وقتل 44 شخصاً على الأقلّ وأصيب أكثر من 130 آخرين بجروح بالغة في ضربة جوية استهدفت ليل الثلاثاء-الأربعاء مركزاً لاحتجاز المهاجرين في تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة الليبية طرابلس، بحسب ما أعلنت الأممالمتحدة. وصرّح سفير البيرو لدى الأممالمتحدة والذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن أنّ النقاشات حول البيان لا تزال مستمرّة لكنّ دبلوماسيين في المجلس قالوا إنهم لا يتوقّعون أن تثمر. وأطلق حفتر، الرجل القوي في الشرق الليبي، في الرابع من أبريل هجوما للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها دوليا والمدعومة من عدة فصائل مسلّحة. ومواقف القوى الكبرى منقسمة حيال الحملة العسكرية التي يشنّها حفتر، وسط رفض أميركي وروسي لنداءات وقف إطلاق النار. ويدعو مشروع البيان المتحاربين الى "خفض التصعيد فوراً والالتزام بوقف إطلاق النار". وتبادلت حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات حفتر الاتهامات بشنّ الهجوم. ودانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الضربة الجوية "المشينة" لكنّها لم تدع إلى وقف لإطلاق النار. وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أعرب عن غضبه لاستهداف المركز داعيا إلى إجراء تحقيق مستقل. وقال غوتيريش إن الأممالمتحدة كانت قد قدمت معلومات عن إحداثيات مركز تاجوراء لاحتجاز المهاجرين شرق طرابلس إلى الأطراف المتحاربين لضمان سلامة المدنيين المتواجدين فيه.