سيدات يروين ذكرياتهن الأليمة: العملية تسببت فى إصابتى بنزيف ل3 أيام.. ورفضت إجراءها لبناتى.. واستشارى فى الصحة النفسية: صدمة نفسية تتعرض لها الفتاة تفقدها الثقة بالنفس وتسبب عدم التوافق بين الزوجين رئيس «قومى المرأة»: نعتمد على قادة الفكر الدينى المتطور لتفنيد التبريرات الدينية للظاهرة ورئيسة «مجلس الطفولة والأمومة»: دعم القيادة السياسية له عظيم الأثر فى الاهتمام بحقوق المرأة «صدمة نفسية» تتعرض لها الفتاة، تفقدها الثقة بالنفس، وتشعرها بعدم الأمان».. بهذه الكلمات توضح استشارية الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوى نيفين عياد، الأضرار النفسية التى تتعرض لها الفتاة بعد خضوعها لعملية الختان، مؤكدة أن الجراحة تشعر الأنثى بالخوف والهلع، بسبب عدم التوافق بين الزوجين، حيث تصبح العلاقة الزوجية غير سوية، نتيجة الإحباط فى إتمام العلاقة الحميمية. وبالاعتماد على قادة الفكر الدينى المتطور، أطلقت حملة «شهر بدور»، بالتعاون بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة لتجوب المدن والقرى للتوعية من خطر ختان الاناث، وتبديد مقولة «إن للختان ضرورة دينية»، والتأكيد أن ما يتم قطعه من جسم الأنثى ليس زوائد بل أجزاء لها أهميتها بالجسد. وانطلاقا من نقطة الأضرار النفسية التى تتعرض لها لفتاة نتيجة تلك العملية التقت «الشروق» عددا من الفتيات اللاتى تعرضن للختان، وممثلين عن مجلسى الأمومة والطفولة لكشف خطة الدولة لمحاربة هذه الظاهرة. فى البداية أشارت استشارية الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوى، نيفين عياد، إلى الأضرار النفسية التى تصيب الفتاة من عملية الختان قائلة: «إن الصدمة النفسية التى تتعرض لها البنت بعد الختان، تجعلها تفتقد الثقة بالنفس، كما تشعر بالخزى والمهانة وتهتز ثقتها بنفسها، وهو ما يسبب لها شعورا بعدم الأمان. وأضافت أن البنت بعد الزواج، تشعر بالخوف، بسبب ما يقال بشأن ما قد يتسبب فيه الختان من عدم توافق الزوجين، لتصبح العلاقة بينهما غير سوية، نتيجة الإحباط الزوجى، وهو ما يشعرها بالانزعاج لعدم قدرتها على إسعاد الزوج، كما يشعر الزوج أنه غير قادر على إسعادها، فتكون النتيجة دخولهما فى مرحلة اكتئاب، مضيفة يتملك البنت، شعور دائم بالخوف، والقلق، مع فقدان الثقة فى ذاتها وفى الآخرين، نتيجة شعورها بعدم الاكتمال، بجانب معاناتها النفسية من الذكريات الأليمة. وعن تلك الذكريات الأليمة تقول ثريا عياد، 45 سنة: «عمرى ما هنسى ما فعلته أمى.. خدتنى وأنا عمرى 5 سنين لإجراء عملية الختان، فأصبت بحالة نزيف لقرابة ثلاثة أيام.. ولما كبرت سألت أمى قالتلى كان لازم أعمل العملية زى كل الأمهات عشان محدش يقول علينا حاجة»، مضيفة «أن زوجى رفض خضوع بناتى لتلك العملية لمعرفته بالأضرار النفسية والصحية لها». ورفضت نيفين ميلاد، 25 سنة إجراء عملية الختان لبناتها قائلة: «أنا كأم عمرى ما أفكر أعمل كده فى بنتى لأننا كبرنا وفهمنا وعرفنا رأيى الدكاترة ورأى الدين فى ذلك، مضيفة: «أن الناس تعتقد أن عمليه الختان تحافظ على عفة البنت وذلك الأمر يتوقف على التربية والأسرة السوية فقط». وأضافت: «أن تلك العملية تؤثر بالسلب على نفسيه البنت وتتذكرها طول حياتها، بالإضافة إلى الأمراض التى من الممكن أن تتنقل لها عن طريق الأدوات المستخدمة، بالإضافة إلى تأثر علاقه الفتاة بزوجها فيما بعد». من جانبها أكدت ليليان عاطف، 30 سنة «رفضها إجراء عملية الختان لبناتها قائلة: «ده مضر جدا ويؤثر بالسلب عليهن.. وزمان كانت تتم بجهل عشان البنت تكون معندهاش رغبه للجنس الآخر لكن مع تطور العلم اكتشفوا أن ده بيأثر على نفسية البنت ويؤثر كمان على العلاقه الزوجية»، موضحة أن زوجها تفهم المسألة بشكل كبير لوعيه بخطر تلك الجراحة على صحه الفتاة. ومن ناحيتها، أكدت رئيسة المجلس القومى للمرأة، مايا مرسى، أن قضية ختان الإناث تعد الأبرز فى قضايا العنف التى تواجهها المرأة، وأن مصر تنتهج سياسات تعمل على تحسين التعليم وتقديم الدعم للفتيات وتشجيع القوانين من خلال الاعتماد على قادة الفكر الدينى المتطور لتبديد مقولة إن ختان الإناث له ضرورة دينية بالإضافة إلى إطلاق حملات دعائية لذلك. وأوضحت مرسى، أن الحملة الإعلانية الإذاعية التى تم إطلاقها تتضمن مجموعة تنويهات إذاعية يتم بثها عبر 18 محطة إذاعية، حيث تتضمن التنويهات رسائل تهدف إلى التوعية بأضرار ختان الاناث، والعقوبات التى فرضها القانون لمرتكبى هذه الجريمة، لافتة إلى أن من أهم هذه الرسائل: «الختان عادة وليس عبادة، ختان البنات جريمة يعاقب عليها القانون المصرى.. وختان البنت مش عفة ولا ضمان لأخلاقها.. بناتنا أمانة لازم نحافظ عليها». وأشارت مرسى إلى دعم القيادة السياسية المتواصل لحماية وتمكين الطفلة والمرأة المصرية، والتزام الحكومة بإنفاذ التشريعات الوطنية والتعهدات الدولية وفق رؤية مصر الاستراتيجية»، مضيفة «نعمل بالفعل فى إطار من التشريعات الوافية ومنظومة من آليات الحماية القائمة والمفعلة ولكننا نرى أننا بحاجة إلى توعية مؤثرة على كل المستويات لكل أب وأم، وللشباب والشابات، والأطفال أنفسهم كى للتحرر من أسر عادة ختان الإناث التى ليس لها سند فى الدين أوالطب أو القانون». ومن جهتها، قالت رئيسة المجلس القومى للطفولة والأمومة عزة العشماوى، إنه بالرغم من التحديات التى تواجه عمل المجلس إلا أن دعم القيادة السياسية له عظيم الأثر فى الاهتمام بحقوق المرأة المصرية كما أنه أصبح الدافع الأكبر للإسراع بوتيرة التغيير من أجل حماية حقوق بناتنا من جميع أشكال العنف والإساءة». وأضافت العشماوى، أن تدشين اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة من المجلسين القومى للمرأة، والقومى للطفولة والأمومة، يعد آلية وطنية تعمل على تهيئة شراكة متجددة وقوية ومنسقة لتوحيد الجهود نحو القضاء على جريمة ختان الإناث، موضحة «أنه منذ الانعقاد الأول للجنة فى 20 مايو الماضى، ونحن فى حالة انعقاد مستمر». وتابعت: «أن اللجنة بدأت عملها بالفعل لتعزيز الحوار السياسى، وإنفاذ التشريعات المتعلقة بالقضاء على تلك الجريمة، وتفعيل البرامج التنموية المتكاملة لحماية الفتايات، وتمكينهن فى كل قرية ومركز ومدينة بالمحافظات، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وأكدت الإلتزام السياسى من الدولة تجاه قضايا الطفولة، وأنها على رأس أولويات الأجندة السياسية، من خلال تدابير تشريعية واستراتيجيات كالإطار الاستراتيجى للطفولة والأمومة 20182030، والإطار الاستراتيجى للقضاء على العنف ضد الأطفال وخطته التنفيذية، بالإضافة إلى الاستراتيجية الوطنية للمرأة 2030.