أعلنت وزارة الآثار، اليوم، بدء أعمال مشروع ترميم سور مجرى العيون وتطوير المنطقة المحيطة به، حيث تفقد رئيس قطاع الأثار الإسلامية الدكتور جمال مصطفى، المنطقة الأثرية؛ للوقوف على الإجراءات المتبعة لتجهيز الموقع وبدء العمل به. وأوضح مصطفى، في تصريحات له، أن الأعمال بدأت من موقع مبنى مأخذ المياه الموجود بمنطقة فم الخليج المطلة على نهر النيل، وصيانة نماذج السواقي المقامة أعلى المبنى، حيث خصص هذا المبنى قديما لرفع المياه من بئر المأخد المتصل بنهر النيل إلى حوض التجميع بقناة المياه عبر قناطر سور مجرى العيون والممتدة من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة، لترفع المياه إلى خزانات التجمع داخل القلعة عن طريق دواليب نقل المياه. وأضاف أن أعمال الصيانة نفذها عدد من الفننين التابعين لمعهد الحرف الأثرية بقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، كما تم إزالة التعديات على السور والحرم الأثري وجار استكمال إزالتها بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية من داخل الوزارة والأحياء التابعة لمحافظة القاهرة. يذكر أن سور مجرى العيون والمعروف باسم قناطر المياه، أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى، ثم جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 712 ه - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة، ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة. وكان السلطان الناصر محمد بن قلاوون أعاد بناءها كاملة على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى، حيث تتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة. وبنى السور من الحجر النحيت، كما تجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر "العقود" المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفيسة لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.