"الشروق تتجول في جروبات الاستجداء بحثا عن الأموال.. و"مباحث الخير" تكشف عمليات النصب والتسول أميمة كمال: المتسول يصل بكلماته المأسوية إلى الملايين فى وقت قياسى.. والوتيدي: مباحث الأموال العامة تطارهم بإغلاق الصفحات متسول من نوع خاص، لا يرتدى ملابس قديمة أو يزاحمك فى المواصلات أو يطاردك فى الشوارع، ولا يجلس فى مكان بعينه بل يجلس فى بيته وفي أماكن مختلفة أمام حاسوبه وهاتفه، ويصل إليك أينما كنت.. كلها صفات ارتبطت بالمتسول الإلكتروني الذي يحصل على الأموال من أهل الخير بكل العملات والوسيلة مجرد رسائل. فما هى حيل ذلك المتسول الإلكتروني الجديد ؟ وماذا قال ضحايا تلك الرسائل؟ وماذا يقول أصحاب الصفحات التى تعمل فى جمع تبرعات على مواقع التواصل الاجتماعي؟. بحسب روايات الضحايا، يتسلل المتسولون الجدد إلى المجموعات الإلكترونية من خلال طلبات التبرع للغارمات والمحتاجين، حيث يطلبون تحويل أموال على أرقام خاصة دون تحديد هوية الغارمات. وتقول إحدى الفتيات إنها سددت مبلغا لإحدى الغارمات عن طريق وسيط كي تساعدها على الخروج من السجن، وحين طلب منها الشخص صاحب طلي التبرع مرة ثانية تحويل أموال جديدة طلبت من هذالشخص المجهول معلومات عن الغارمة وأسرتها والمحامي الذي سينهى تلك القضية فكان الرد غير واضح، لتكتشف أن الهدف الأكبر هو إرسال أموال على رقم تليفون خاص. جولة سريعة ل"الشروق" داخل المجموعات الإلكترونية كشفت عن حيل المتسولين الجدد، حيث يلجأون إلى التظاهر بالإفلاس والسقوط في فخ الديون المتراكمة والالتزام بمسؤوليات اجتماعية كالصرف على الأبناء وتعليمهم وعلاجهم، فيقول شخص عبر حسابه: "أنا عليا دين قرض ولو مسددتهوش هتعرض للحبس ونفسي ألاقي فاعل خير يسدده مكاني". ورصدت "الشروق" رسالة تسول أخرى: "الحمد الله مؤمنة بالله والله أنا ماعندي زيت ولا سمنة ولاسكر ولا رز ومعايا ولد واحد عنده ثلاث سنوات لو تقدرتساعدني بلبس لابني أوتقدر تساعدني بشنطة رمضان ربنا يجزيك كل خير يارب". مباحث الخير انتشار ظاهرة المتسول الإلكتروني دفع مجموعات من الشباب للتصدي إلى تلك الممارسات من خلال مبادرة "مباحث الخير" التي كرست نشاطها لضبط علميات التسول والنصب من خلال الإنترنت. ويقول مؤسس جروب "مباحث الخير" محمد الدالى ل"الشروق" إنه كون مع أصدقائه خلال ال 3سنوات السابقة فريقا فى كافة المحافظات أطلق عليه مباحث الخير، حيث يقوم هؤلاء بفحص الحالات جيدا والتأكد من احتياجها للمساعدة، إذ كشفت عن العديد من عمليات التسول والنصب فى المحافظات حيث يظن المتسول إنه بعيد عن الأعين وسيحصل على الأموال عن طريق "موبى كاش" أو البريد. ونصح الدالي رواد التواصل الاجتماعي بالحذر الشديد من النصابين الجدد والتدقيق في حالات المحتاجين حتى لاتسقط في عمليات نصب واستجداء من أجل جمع الفلوس فقط، مشيرا إلى أنه اكتشف أن نسبة كبيرة من الأموال التي يخصصها الناس لأعمال الخير لا تصل إلى مستحقيها سواء عن طريق الجمعيات الخيرية أو التبرع المباشر. الدالي وأصدقاؤه ليسوا وحدهم في هذا المجال، فيوجد صفحة أخرى تحمل اسم "صحبة خير" تساهم في أنشطة الخير. المدرسة دينا جمال قائدة هذا الفريق تقول إنها تعمل فى مجال الخير منذ 8 سنوات وتمتلك شبكة كبيرة في محافظات مختلفة، لافتة إلى أن السوشيال ميديا ساعدتها بشكل كبير لجمع التبرعات وإيصال الخير إلى مستحقيه. تحكي جمال أنها تعرضت لبعض المتسولين إلكترونيا من خلال ادعاء المرض والفقر من أجل تجميع الأموال، مشيرة إلى أن جميع أعضاء صفحتها الخيرية يقومون بجمع معلومات كافية عن الحالة والحصول على كافة الأوراق الثبوتية لتنفيذ الأعمال الخيرية حتى تتمكن من الوصول إلى المحتاجين فقط وليس المتسولين . "التسول ظاهرة قديمة جدا وتتطور بتطور التكنولوجيا" بهذه الكلمات بدأت الدكتورة أميمة مصطفى كمال أستاذ علم النفس بجامعه القاهرة، حديثها عن التسول إلكترونيا بعد اقتحامها حياتنا الخاصة من خلال جهاز المحمول الذى وصل مستخدمه فى مصر لأعداد مخيفة، ويمكن للمتسول من خلال الإنترنت يصل بكلماته الحزينة أو الماساوية إلى ملايين الناس على مواقع التواصل الاجتماعى فى وقت قياسى وهو يجلس فى البيت. "لابد من أن يلتزم كل أدمن جروب بفحص الحالة أولا قبل أن يعرضها على الجروب الذى يتعدى الملايين ولابد ان تكون لدينا ثقافة الخيرالتى تعتبر الهدف الرئيسى لكل جروبات الخير" تضيف أميمة. الظاهرة ليست بعيدة عن قبضة مباحث الأموال العامة التي ضبطت فى الفترة الأخيرة عددا من قضايا الابتزاز والتسول لبعض المجرمين إلكترونيا هذا ما أكده ل"الشروق" اللواء عبد الله الوتيدى مدير مباحث الأموال العامة الأسبق. وأوضح أن الحملة على المتسولين إلكترونيا جاءت بناء على بلاغات تقدم بها مواطنون، لافتا إلى وجود أرقام عامة لمباحث الأموال العامة يمكن الإبلاغ عليها من أى محاولات تسول أو نصب او ابتزاز على الإنترنت . وأضاف أن عمليات الابتزاز والتسول التى ظهرت مؤخرا على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى قد جرمها القانون، وأن العقوبات المقرر في القانون تصل للحبس والغرامة المالية، وإغلاق الصفحات التى تروج للأمر وتبث الإعلانات. وطالب الوتيدى رواد مواقع التواصل الاجتماعى بإبلاغ الجهات المسؤولة منها مباحث الانترنت والجهاز القومى للاتصالات ومباحث الأموال العامة عن محاولات التسول والنصب على مواقع التواصل الاجتماعى بأسرع وقت لمحاربة الظاهرة إلكترونيا ومنع الإعلانات الوهمية التى تدغدغ مشاعر المواطنين على الإنترنت .