صُنفت أزمة ندرة المياه كواحدة من أكبر المخاطر المحتملة التي تهدد العالم، العقد القادم بحسب منتدى الاقتصاد العالمي للعام الجاري 2019، إذ تمثل المياه حجر الأساس في الوصول إلى الأمن الغذائي. وبينما تكافح الحكومة المصرية، على التوعية بتقليل استهلاك المياه في ظل ارتفاع الزيادة السكانية، دشن مجموعة من شباب الجامعة الأمريكية مبادرة تطوعية لدرء مخاطر نقص المياه ونشر ثقافة الحفاظ على المياه تحت اسم «Save Egypt's Water». انطلقت فكرة المبادرة في مارس 2018 مع تدشين الشاب إسلام طارق القلش، 29 عاما صفحة تحمل اسم «حافظوا على مياه مصر» تهدف لنشر الوعي بمخاطر نقص المياه بطريقة بسيطة، عبر نشر صورة تعلوها جملة صغيرة تلخص أحد مخاطر الإسراف في استهلاك المياه أو تدعو لتجنب إحد أخطاء الشائعة في الاستخدام المنزلي اليومي لها. كان لدى إسلام حماس كبير دفعه لتخصيص مشروع تخرجه من قسم هندسة الميكانيكا بالجامعة الأميريكية عام 2013 لعمل جهاز منزلي لإعادة تدوير المياه بتكلفة بسيطة، وكان يطمح في تنفيذه وتعميم استخدامه في مصر، ولصعوبة تنفيذ مشروعه اتجه إلى التفكير في حلول بديلة تمكنه من المساهمة في حل أزمة المياه بطريقة بسيطة، لذا أطلق صفحته الإلكترونية بمساعدة مجموعة من الشباب المؤمنين بالفكرة. انتقل نشاط «Save Egypt's Water» من الفضاء الإلكتروني إلى أرض الواقع بانضمام عدد من المتطوعين، ورويدًا رويدًا أصبحت تقوم بحملات توعية ممنهجة عبر زيارات دورية لطلاب المدارس والجامعات، فضلًا عن زيارتها لعدد من الشركات والمؤسسات الكبرى والملاعب حتى لفت نشاط أنظار بعض الجهات الإعلامية الشبابية فاستقبل المبادرة «راديو الخير» و«راديو انرجي»، ومجلة «Egypt feed» الالكترونية. وبامكانات بشرية بسيطة تمكنت مجموعة «Save Egypt's Water» في عامها الأول من زيارة 15 مدرسة وثلاث شركات، و5 مؤسسات عامة، فضلًا عن مشاركتهم في بعض الأنشطة الشبابية كتنظيم يوم للجري في شوارع القاهرة مع حمل لافتات تنصح بترشيد استهلاك المياة وتجنب بعض العادات الخاطئة في الاستهلاك اليومي لها. ومن خلال محتوى إعلامي بسيط تقدمه مجموعة «Save Egypt's Water» تكافح الجهل بمخاطر الإسراف في استهلاك المياه من خلال صفحات عبر منصات التواصل الاجتماعي «إنستجرام» و«فيس بوك» بتوفير نصائح دورية لتجنب عادات الاستهلاك الخاطئة في روشتة يومية. تضمنت الروشتة، اللجوء إلى القطع الموفرة لكلاً من صنبور الحمام والمطبخ والتي تعمل بتقنية التقطير والتي بدورها تعمل على تقليل نحو 70% من الاستهلاك اليومي للمياه، فاستخدامها مع صنبور المطبخ يقلل معدل استهلاكه من 16 لتر إلى 6 لترات في الدقيقة الواحدة، كما يقلل استخدامها مع الدش معدل استهلاكه من 24 إلى 9 لتر في الدقيقة، وبذلك تسهم في الحفاظ على المياه فضلًا عن تقليل فاتورة استهلاكها. وتشير الصفحة بشكل علمي مقدم بطريقة بسيطة تجنب العادات والممارسات التي تؤدي إلى هدر المياه بطريقة غير مباشرة كإهدار الطعام الذي يعد إهدارًا غير مباشر لكميات هائلة من المياه استخدمت في زراعته ثم في طهيه، والقيام بصيانة دورية لشبكة المياه المنزلية، فضلًا عن تقديمها نصائح لإعادة تدوير ال«grey water» بطرق منزلية بسيطة كإعادة استخدام مياه تنظيف أرضيات وأسطح المنزل في سقاية المزروعات المنزلية. تطمح «Save Egypt's Water»» في توسيع نشاطها على المدى البعيد حتى تتمكن من تقديم خدمات جوهرية ملموسة كتوصيل المياه إلى النجوع والقرى المصرية التي تعاني فقر المياه مجانًا عبر اتفاقيات مع بعض الشركات الخاصة، وتخطط لتقديم نشاط توعوي عبر زيارات للشواطئ أثناء الموسم الصيفي الجاري اعتبارًا من يوليو المقبل.