وجه عدد من محبي الأديب العالمي نجيب محفوظ، انتقادات إلى كل من وزارتي الآثار والثقافة، وذلك بعد تأجيل افتتاح "متحف نجيب محفوظ"، الذي كانت وزارة الثقافة قد أعلنت من قبل عن افتتاحه نهاية مارس 2019، زاعمين أن ذلك يرجع إلى حالة من "التخبط" بينهما. وفي هذا الصدد، كشف محمد حسن عبدالفتاح، مدير التوثيق الأثري والمشرف على توثيق المزارات الأثرية بوزارة الآثار، أن سبب تأخر افتتاح متحف نجيب محفوظ يرجع إلى العثور على كشف أثري جديد داخل تكية محمد أبو الدهب التي تم اختيارها لتكون متحفًا للأديب نجيب محفوظ، وهو عبارة عن مكان كان يستخدم لتخزين المياه أسفل التكية، حيث عثر عليه العاملون أثناء ترميم جدران وأرضيات التكية. وقال عبدالفتاح في تصريحات خاصة ل"الشروق" إن "المقاولون العرب" الشركة المنفذة لمشروع الترميم أوشكت على الانتهاء من تجهيزات المتحف المقرر افتتاحه بعدها قريبا. وأوضح عبدالفتاح أن افتتاح المتحف أصبح ضرورة ثقافية ملحة، خصوصا وأنه بحلول العام المقبل سيكون مر 30 عاما على حصول نجيب محفوظ على جائزة "نوبل" مشيرا إلى أن وزارة الآثار ستقيم احتفالا أدبيا كبيرا بهذه المناسبة في المتحف الذي سيفتتح خلال أشهر قليلة. وأشار إلى أن فكرة إنشاء "متحف نجيب محفوظ" طُرحت بعد رحيل الأديب مباشرة، حيث تعالت الأصوات التي طالبت بضرورة وجود متحف يضم مقتنياته الخاصة ويخلد ذكراه على مر العصور، وبالفعل استجاب لهذا الطلب الفنان الكبير فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق -آنذاك- وأصدر قرارًا وزاريًا يحمل رقم 804 لسنة 2006، باختيار "تكية أبو الدهب" -أثر رقم 68- لتكون متحفًا للأديب الراحل. وأضاف أن اختيار "تكية أبو الدهب" كمقر لمتحف نجيب محفوظ يرجع لقربها من المنزل الذي ولد فيه محفوظ بحي الجمالية في القاهرة، ولأن المكان يتوسط منطقة القاهرة التاريخية التي استوحى منها الأديب الراحل شخصيات وأماكن أغلب رواياته، بالإضافة إلى ما قدمه نجيب محفوظ من أعمال تجسد شخصيته لكاتب من أهم الأدباء العالميين الذين ذاع صيتهم في مجال الأدب الروائي العالمي، موضحا أن الكثير من كتابات محفوظ خالدة حتى وقتنا هذا؛ لذا وافقت وزارة الآثار، ممثلة في اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية، على تخصيص الدور الثاني والثالث ليكونا مقرا لمتحف الأديب نجيب محفوظ. ولفت إلى أن المتحف يضم بعضا من مقتنيات الأديب الشخصية، إلى جانب مكتبة تضم مؤلفات الراحل بالعربية وترجمتها بالإنجليزية، بالإضافة إلى مكتبة للإعارة الخارجية، وقاعة عرض سينمائي وقاعات لعقد الصالونات الثقافية، لافتا إلى أنه من المقرر أن يخصص فصول وقاعات لدراسة السيناريو "الكتابة الإبداعية"، وقاعة متعددة الأغراض لعقد الندوات والمؤتمرات، وقاعة جاليري، ومكتبة للتسجيلات الفنية، وقاعة سمعية بصرية، وكافيتريا مكشوفة. وتابع: أما الدور الأول يشتمل على: (فصل لدراسة السيناريو، وفصل لدراسة الكتابة الإبداعية، وقاعة المكتبة، وقاعة متعددة الأغراض "ندوات وعروض"، وقاعة جاليري، ومكتبة التسجيلات الفنية، والمجلة وسكرتارية التحرير، وإدارة الموقع الإلكتروني، وقاعة سمع بصرية، وكافتيريا مكشوفة، ومكتبة لكل ما كتب عن نجيب محفوظ بالأجنبية، ومكتبة لكل ما كتب عنه بالعربية، ومخازن للكتب، وأمن واستقبال، وخدمات "دورات مياه وأوفيس"). ولفت مدير التوثيق الأثري بوزارة الآثار إلى أن تكية محمد بك أبو الدهب في القاهرة التاريخية، تعد ثاني أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري، موضحا أن ما يميز هذا الأثر الكبير أنه يجمع ما بين جامع وتكية، وعلى الرغم من أن التكية لا يتواجد بها مئذنة أو منبر؛ إلا أن بها محراب للتعبد وإقامة الصلاة، وأيضًا إقامة حلقات لذكر الله. وأكمل عبدالفتاح حديثه ل"الشروق" قائلا: إن تكية محمد بك أبو الدهب تعد من أهم التكيات في ذلك العصر؛ حيث شيدت عام 1187 هجرية، لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية، على يد "محمد بك أبو الدهب"، وتتكون من 3 أدوار، وتم تخصيص الدورين الأرضي والأول للمتحف، بينما يظل الدور الثاني في حيازة وزارة الآثار، متابعا أن المتحف يضم قاعات مكتبية يصل عددها إلى 8، منها قاعة لكل ما كتب عن نجيب محفوظ، وقاعة للآداب بوجه عام؛ وذلك لمن يحب البحث والقراءة، كذلك هناك قاعة لروايات نجيب محفوظ التي تحولت إلى دراما وسينما، وكذلك البرامج واللقاءات التليفزيونية.