اعتقلت السلطات في كازاخستان نحو 500 شخص في العاصمة نور سلطان، وفى أكبر مدنها ألماتي، وسط احتجاجات على الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد لاختيار أول رئيس جديد منذ ثلاثة عقود، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية عن وزارة الداخلية. وتعد الاحتجاجات نادرة في تلك الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، حيث لم يتم التسامح مع أنشطة المعارضة منذ حصول البلاد على الاستقلال من الاتحاد السوفييتي قبل ثلاثة عقود. وقال مسؤول بارز بوزارة الداخلية في تعليقات نقلتها وكالة أنباء "كازينفورم" الكازاخستانية إن نحو 19 ألف شرطي شاركوا في الحفاظ على النظام أثناء الانتخابات. وأظهر استطلاع للرأي جرى عقب إدلاء الناخبين بأصواتهم بفترة وجيزة ونشرته وسائل الإعلام الرسمية في كازاخستان فوز قاسم جومارت توكاييف بأغلبية ساحقة، حيث حصل على أكثر من 70 في المئة من الأصوات . وانطلقت الاحتجاجات ضد ما ينظر إليه باعتباره حكما بالوراثة في البلاد، ونقلت وكالة أنباء "كازينفورم" الرسمية عن مسؤول بارز بوزارة الداخلية قوله: "كانت هناك محاولات لتنظيم مظاهرات غير قانونية والإخلال بالأمن في مدينتي ألماتي ونور سلطان". ونُقل عن نائب وزير الداخلية الكازاخستاني مارات كوزاييف قوله: "تم إحضار حوالي 500 شخص إلى إدارات الشؤون الداخلية عل خلفية المشاركة في أعمال غير قانونية". وقد دعا مختار أبليازوف، وهو زعيم حركة معارضة سياسية محظورة يطلق عليها الاختيار الديمقراطي لكازاخستان، أنصاره إلى النزول للشوارع، بحسب مقطع فيديو نشره على صفحته على موقع إنستجرام لمشاركة الصور. وقال أبليازوف في مقطع الفيديو" الآلاف من المحتجين احتشدوا بالفعل" في ميدان رئيسي بألماتي. وحذر من أن هناك قوات شرطة في المنطقة، مضيفا" هم قليلون، ونحن كثيرون". ونشر مقطع فيديو آخر يظهر حشود من المتظاهرين يحاولون فتح أبواب مركبة شرطية لإخراج بعض الذين تم احتجازهم. وقالت وزارة الداخلية إن حركة المعارضة كانت وراء الاحتجاجات. وكان محللون قد قالوا قبل انطلاق الانتخابات إن الرئيس الانتقالي الحالي قاسم جومارت توكاييف، الذي يتمتع بعلاقات وثيقة مع الجارتين روسيا والصين، من شبه المؤكد أن يكون هو الفائز في الانتخابات. ويحظى الرئيس السابق للبرلمان، والذي تولى مناصب عليا في الحكومة لعقود، بتأييد الزعيم الوحيد في كازاخستان منذ الحقبة السوفيتية، نور سلطان نزارباييف البالغ من العمر 78 عامًا. وقال ديار أوتال، الزميل في مركز هارفارد ديفيس للدراسات الروسية والأورو-آسيوية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "يمكن للمرء وصفها بالكاد بأنها انتخابات". وذكر أوتال أنه: "في ظل حكم توكاييف من المرجح أن تظل البلاد استبدادية كما كانت في عهد نزارباييف". يشار إلى أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستقدم تقييمها للانتخابات في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين. تجدر الإشارة إلى أن نزارباييف، الذي استقال من منصبه في آذار/مارس، ما زال يتمتع بنفوذ ممتد في البلاد. حيث حظي بلقب "زعيم الأمة"، مما يمنحه دورا في أي تطورات سياسية مستقبلية. وبعد تعيينه رئيسا مؤقتا، ضغط توكاييف من أجل تمرير تشريع يقضي بتغيير اسم عاصمة البلاد من "أستانا" إلى "نور سلطان"، الاسم الأول لنزارباييف.