رسم دالى هذه اللوحة عام 1931 فى أوج الحركة السيريالية وأكثر أعماله شهرة رسم دالى هذه اللوحة عام 1931 فى أوج الحركة السيريالية.. وتعتبر من أكثر أعماله شهرة سواء فى دائرة متذوقى الفن أو خارجها.. ربما لغرابتها الواضحة وسهولة قراءتها النسبية حتى بالنسبة لغير متذوقى الفن.. علاوة على أن موضوعها يمثل أكثر الألغاز الكونية غموضا وهو الزمن.. خاصة أنها فى زمنها كان العالم ما زال مأخوذا بما كشفه أينشتاين فى نظرية النسبية الخاصة عن العلاقة بين المكان والزمان ونسبية عنصر الزمن. على شاطئ صخرى لبحر تطل عليه الجبال تستوى مجموعة من الأشياء.. ظلال الأشياء تنبئنا بأن الشمس أعلى خط الأفق خارج إطار اللوحة يسار المشهد.. مقدمة اللوحة معظمها غارق فى الظل وكأنها تحت سفح جبل ضخم إلا أن ضوء الشمس يخترق ثناياه لينير أجزاء متفرقة هنا وهناك... فى المقدمة على اليسار صخرة مسواة على هيئة مكعب أو متوازى مستطيلات لا نستطيع أن نجزم أيهما غرست فيها شجرة جرداء.. وخلفهما بلاطة مستطيلة ملساء.. مسجى على الأرض مسخ لا نعرف كنهه ولكن نميز له أنفا ورموشا طويلة وقد لان جسمه فتكوم فوق نتوء صخرى.. ما يشدنا فى المشهد هو مجموعة من ثلاث ساعات لانت أجسامها كما لو كان معدنها قد تعرض لحرارة أذابته ولكنها لم تغير من شكله وقد توقفت عقاربها عند أزمنة مختلفة.. إحداها معلقة على فرع الشجرة والثانية على حد الصخرة المكعبة والثالثة على جسد ذلك المسخ.. على الساعة الثانية حطت ذبابة ألقت بظل شبيه بظل إنسان على سطحها. مقابل هذه المجموعة من الساعات اللينة ترقد فى مقدمة اللوحة ساعة برتقالية لم يصبها ما أصاب الأخريات فمعدنها ما زال متماسكا إلا أنها مغطاة بمجموعة من النمل يبدو أنه مشغول بمحاولة اختراقها وتفتيتها. المشهد سيريالى بامتياز.. بمكوناته الغريبة وألوانه البرتقالية والصفراء والزرقاء العجيبة التى تضع المتلقى فى حالة ما بين السبات واليقظة.. والحالة الرخوة للساعات والمسخ والذبابة والنمل وإن كانت كلها عناصر تعطى معنى التحلل وجبروت مرور الزمن إلا إنها فى ذات الوقت تؤكد الإحساس بحالة هلوسة وهذيان الأحلام.. ويؤكد دالى هذا بالعنوان الذى أعطاه للوحة وهو عن إصرار الذاكرة على استعادة المشاهد التى تتبدى فى الحلم فى المرحلة الضبابية ما بين السبات واليقظة.. وحتى إلى ما بعد المرور إلى حالة اليقظة. كان السيرياليون مفتونون بفرويد وعالم الأحلام وتغليب اللاوعى على الوعى وحالات الهذيان والهلوسة.. وكان دالى أستاذا لا يبارى فى هذا.. فى أفكاره وأسلوب حياته.. وكان كذلك أستاذا متمكنا فى فنه يملك عينا فوتوغرافية تلتقط أدق التفاصيل ويضعها على اللوحة بدقة وتمكن يثيران الدهشة. عندما سألوا دالى عن معنى الساعات الرخوة فى لوحته قال إنها كقرص من الجبن الكمامبير وقد ذاب تحت أشعة الشمس.. وهذا الرد يمثل قمة السيريالية.