قديما كان الملعب الأوليمبي في المنزة معقلا للمنتخب التونسي وفريق الترجي، ولكن تغير الحال في السنوات الأولى من القرن الجاري، ليكون ملعب 7 نوفمبر أو الأوليمبي في رادس معقلا لزعيم الأندية التونسية. ظهر ملعب رادس إلى النور في نهائيات كأس الأمم الإفريقية عام 2004 وتوج بها منتخب نسور قرطاج للمرة الأولى والأخيرة بالفوز على نظيره المغربي 2-1. ورغم تحول هذا الملعب إلى أيقونة تفاؤل للأهلي وجماهيره بعدما شهد تتويجه بلقب دوري الأبطال مرتين بسيناريو إعجازي ضد الصفاقسي في نهائي 2006 وبعرض فني لا ينسى أمام الترجي في نهائي 2012 بخلاف تحقيق عدة انتصارات في مراحل مختلفة من البطولات القارية، إلا أن هذا الملعب لم يخل من الحالات المثيرة للجدل، وبات أشبه بمكان يسكنه الشيطان ليدفع الحكام لارتكاب أخطاء كارثية. ويستعرض الشروق في هذا التقرير سلسلة من الحالات المثيرة للجدل في ملعب رادس. في نهائي 2006، ارتكب الحكم البنيني، كوفي كودجا ومعاونوه أخطاء كارثية حرمت فريق الصفاقسي من فرص تهديف مؤكدة قبل أن يسجل أبو تريكة الهدف القاتل للأهلي في الدقيقة 92 لتطير البطولة من أحضان الصفاقسي إلى جدران النادي الأهلي. ودفع الفريق الأبيض والأسود فاتورة الانتقال إلى ملعب رادس طمعا في حضور جماهيري واحتفالات أكبر بعد التعادل ذهابا في القاهرة 1-1، خاصة أن معقله الأساسي "الطيب المهيري" سعته قليلة العدد.
استفاد الأهلي نسبيا من الموقعة الأولى، لكنه ذاق مرارة الظلم بعد 4 سنوات بفضيحة تحكيمية بطلها الغاني جوزيف لامبتي، الذي احتسب هدفا للنيجيري مايكل إينرامو مهاجم الترجي الذي هز شباك شريف إكرامي بلمسة يد واضحة، ولم يكتف بذلك بل طرد محمد بركات في قرار أيضا مثير للجدل. وكان هدف إينرامو كفيلا بتأهل الترجي لنهائي دوري الأبطال عام 2010 مستفيدا من قاعدة الهدف صاحب الأرض، حيث فاز الأهلي ذهابا 2-1 في ستاد القاهرة.
في مشوار الأهلي ببطولة الكونفدرالية عام 2015، خاض مباراتين في ملعب رادس، لم تخل من إثارة الأخطاء التحكيمية. التقى الأهلي مع الإفريقي في ملحق دور ال16، وتبادل الفريقان الفوز بنتيجة 2-1 قبل أن يحسم الأهلي التأهل بركلات الترجيح، إلا أن الحكم المغربي مهدي عبيد طرد محمد هاني ظهير أيمن الأهلي بعد مشاركته بديلا بثوان، رغم الاعتداء عليه بدون كرة من هشام بلقروي لاعب الإفريقي الذي نال أيضا بطاقة حمراء. أما في مرحلة المجموعات فقد فاز الأهلي على الترجي 1-0 في رادس بهدف لجون أنطوي، إلا أن الحكم حمادة نامبياندراز من مدغشقر حرم أنطوي من هدف آخر بداعي التسلل، إلا أن الإعادة أثبتت الخطأ الكبير لقرار الحكم ومساعديه. طرد محمد هاني هدف أنطوي الملغي
وفي نصف نهائي دوري الأبطال العام الماضي، عاد الترجي التونسي بخسارة ضد بريميرو أوجوستو 0-1 في أنجولا، وعقد أموره كثيرا في مباراة الإياب في رادس، حيث أدرك الفريق الأنجولي التعادل بنتيجة 3-3 في الدقيقة 79. إلا أن الحكم الزامبي جاني سيكازوي ألغى الهدف بداعي وجود مخالفة ضد حارس مرمى الترجي، الذي نجح فيما بعد بتسجيل هدف رابع صعد به للمباراة النهائية، إلا أن الاتحاد الإفريقي أصدر قرارا بإيقاف سيكازوي وخضوعه لتحقيق لم يسفر عن إدانته. اصطدم الترجي مجددا بالأهلي في نهائي مكرر، شهد جدلا تحكيميا كبيرا في مباراة الذهاب ببرج العرب التي انتهت لصالح الأحمر بنتيجة 3-1 نتيجة أخطاء الحكم المغربي مهدي عبيد مع تقنية الفيديو. أما إيابا في رادس فقد أدار اللقاء الحكم الإثيوبي باملاك تسيما، الذي أظهر للاعبي الأهلي لجوئه ل"فار" رغم تصريح مسؤولي كاف مؤخرا بأن تقنية الفيديو لم تكن موجودة في هذا اللقاء. هدف بريميرو أوجوستو انضم فريق الإسماعيلي لضحايا الكوارث التحكيمية في ملعب رادس، فقد خسر أمام الإفريقي بدور المجموعات لنسخة العام الجاري بهدف سجله العيادي من ركلة جزاء. إلا أن الإعادة التليفزيونية للعبة، أشارت إلى عدم دقة قرار الحكم السوداني محمد الفاضل.
أما المهزلة الأكبر في رادس، فكانت أمام أعين رئيس الاتحاد الإفريقي أحمد أحمد، خلال المباراة النهائية بين الترجي والوداد البيضاوي أمس الجمعة، والتي توقفت أكثر من ساعة قبل قرار الحكم الجامبي باكاري جاساما بإنهاء اللقاء بفوز الترجي 1-0 وتتويجه بطلا للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه. فقد ألغيت المباراة بسبب اعتراض لاعبي الوداد على عدم اللجوء لتقنية الفيديو - التي زعم مسؤولو الترجي أن بها عطل فني - وذلك للتأكد من صحة الهدف الذي سجله الفريق المغربي في الدقيقة 59، ثم رفض لاعبو الوداد ومدربهم التونسي فوزي البنزرتي استكمال اللقاء احتجاجا على الظلم التحكيمي وسط محاولات مستميتة من رئيس الكاف لإقناعهم، ولكنها باءت بالفشل.