أشارت تقارير إعلامية، الأربعاء الماضي، إلى ادعاء مبرمج صيني، مقيم بألمانيا، تطوير خوارزمية ذكاء اصطناعي للتعرف على الوجه، مكنته هو وبعض أصدقائه من الكشف عن هوية نحو 100 ألف سيدة، من خلال فيديوهات إباحية مجهولة عبر عدد من المواقع الجنسية، بعد مطابقتها مع صور الملايين من الحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، وتويتر، وإنستجرام). ونشر باحث بجامعة ستانفورد، في تغريدة له على موقع "تويتر"، الثلاثاء الماضي، ترجمات لما نشره المبرمج عبر الشبكة الاجتماعية الصينية "Weibo"؛ وفقا لما جاء في موقع "vice" النسخة الأمريكية، و"The Next Web" الهولندي. https://twitter.com/yiqinfu/status/1133215940936650754 وبحسب ما نشر عن المبرمج، فإن إنشاء أداة التعرف على الوجه استغرق نحو 6 أشهر، وتم استخدام أكثر من 100 تيرابايت من الفيديوهات التي تم تحميلها من المواقع الإباحية، حيث تمت مقارنتها مع صور الملف الشخصي للحسابات على المنصات الاجتماعية مثل: (فيسبوك، وإنستجرام، وتيك توك، وويبو) وغيرها، مضيفا أنه سيصدر "مخطط قاعدة البيانات" و"تفاصيل التقنية" الأسبوع المقبل، ولم يعلق أكثر من ذلك. ليست هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الذكاء الاصطناعي لتحديد الوجوه على المواقع الإباحية، ففي عام 2017 أعلن أحد المواقع الجنسية عن أنه يستخدم التقنية لتسهيل عثور المستخدمين على المحتوى الخاص بالمؤدين المفضلين لهم، من بين أكثر من 10 آلاف مؤدي إباحي عبر الموقع. وفي إجابته على سؤال أحد المعلقين عما إذا كان يعرف نوع الخطر القانوني الذي يمكن أن يكون فيه، ادعى المبرمج في إجابته أن كل شيء تم بشكل قانوني، لكونه لم يشارك أي بيانات أو قام بإتاحة قاعدة البيانات التي لديه للجمهور العام، إضافة إلى أن ممارسة الجنس قانوني في ألمانيا -حيث يعيش- مشيرا إلى أن ما دفعه لصناعة هذا البرنامج هو "أن يكون للأزواج الحق في معرفة شريكاتهم"، وهو ما أثار ضده موجه من السخط دفعته للادعاء بأنه يعتزم السماح للنساء وحدهن أو مع شركائهن بالتحقق مما إذا كانت لهن فيديوهات على مواقع إباحية؛ ليتمكنوا من إرسال طلب إزالة حقوق النشر. وبالرغم من أن ما نشره المبرمج الصيني قد يكون "خدعة"؛ لكونه لم ينشر أي دليل يؤيد صدق إدعائه -أكواد برمجية أو قواعد بيانات- إلا أن ما يدعيه ممكن "نظريًا" باستخدام التقنيات المتاحة للتعرف على الوجوه، حيث تقوم الشبكات الاجتماعية ومحركات البحث عن الصور بالتعرف بشكل آلي على الأشخاص الموجودين في الصور، وقد استخدمت حكومات تلك التقنية للتعرف على وجوه أفراد محددين وسط حشود من البشر. وفي حين أن هذه التكنولوجيا لديها القدرة على العثور على ضحايا الاتجار بالبشر وضحايا كل أشكال الاستغلال الجنسي، إلا أنها تعتبر في هذه الحالة سلاحا لإلحاق العار بالنساء وتجريدهن من خصوصيتهن؛ ما دفع بخبراء في الدراسات النسوية والذكاء الاصطناعي لمناقشة الآثار المحتملة لهذه التكنولوجيا، التي أثارت المخاوف بشأن سهولة الكشف عن البيانات الخاصة، وبداية سلسلة من عمليات الإساءة والابتزاز في الفضاء الإلكتروني، وهو ما قد ينتهي بإلحاق الضرر بمن تم ابتزازهم. وغرد أحد المستخدمين على "تويتر" تعقيبا على ما نشره الباحث من ترجمات، أنه لن يمر وقت طويل حتى يساء استخدام هذه التقنية من قبل المستخدمين للعثور على الأشخاص الذين يعرفونهم في الحياة الواقعية، بالإضافة إلى تطور مقاطع الفيديو المعدلة بتقنية "deepfake" يثبت أن المستقبل سيكون مكانا مروعا للمرأة. ووفقا لوكالة "فرانس برس"، أثارت تقنية التعرف على الوجه الجدل مؤخرًا، حيث حظرت سان فرانسيسكو استخدام تقنية التعرف على الوجه من قبل الشرطة والهيئات الحكومية؛ لتكون أول مدينة أمريكية تتخذ مثل هذه الخطوة مع تصاعد القلق بشأن انتهاك الخصوصية في عاصمة التكنولوجيا. وتستخدم السلطات الصينية نظاما واسعا من تقنية التعرف على الوجه؛ لتتبع أفراد أقلية الأويجور في جميع أنحاء البلاد، وذلك وفقاً لمقالة نشرتها مؤخرا صحيفة "نيويورك تايمز". وتعرضت بكين لانتقادات واسعة النطاق بسبب معاملتها الأويجور في منطقة شينجيانج الشمالية الغربية، حيث تفيد تقارير استشهدت بها لجنة تابعة للأمم المتحدة أن ما يصل إلى مليون شخص من أبناء هذه الأقلية الناطقة بالتركية وغالبيتهم مسلمون، وضعوا في معسكرات تحت المراقبة.