«غموض.. ارتباك.. علامات استفهام» تلك الكلمات تصف حالة درامية اعتاد الجمهور على العيش فيها خلال الموسم الرمضاني بفضل مسلسلات الإثارة والغموض التي أخذت في الانتشار موسم تلو الآخر. وقد يرجع سبب إعجاب الجمهور ومتابعته لتلك ال"تيمة الدرامية" لمشاركته في تفسير الأحداث وربطها ببعض للوصول إلى حل لغز المسلسل، فيصبح مشاهدا إيجابيا لا يكتفي بانتظار رؤية الفعل ورد الفعل خلال العمل الدرامي. وتكاد تكون السنوات العشر الأخيرة صاحبة نصيب الأسد في تلك النوعية من المسلسلات، ففي عام 2011، عُرض مسلسل "المواطن X" -بطولة يوسف الشريف وأمير كرارة ومحمود عبد المُغني وعمور يوسف- ويحكي قصة "أحمد قاسم" الذي يُقتل في ظروف غامضة وخلال الحلقات تظهر معلومات متضاربة حول حياته وسبب مقتله إلى أن تُكشف الحقيقة في الحلقة الأخيرة. وفي العام التالي ظهر مسلسل "فيرتيجو" ويبحث أبطاله -هند صبري ونضال شافعي وأحمد حاتم- عن قاتلي صديقة أحدهم وسط أحداث مختلفة ومخيفة، بجانب مسلسل "رقم مجهول" وقصة المحامي "علي" -يوسف الشريف- الذي يستقبل مكالمة هاتفيةمن رقم مجهول، يورطه في العديد من المشكلات في سبيل الحصول على مبلغ مالي ومساعدات في عمله، وظل المشاهد حائرا ومتفكرا في "من هو المتصل" وكيف نفذ كل مخططاته؛ ليكتشف في النهاية أن شقيق "علي" هو صاحب تلك المكالمات. وفي 2013، تناول مسلسل "اسم مؤقت" -بطولة يوسف الشريف- حكاية "يوسف" رجل الأعمال العائد إلى الوطن بعد سنوات من الغربة، لكنه يتعرض لحادث في الحلقة الأولى ويفقد ذاكرته وخلال محاولته التعرف على ماهيته يفاجئ هو والجمهور بظهور اسم جديد وحياة جديدة له مع كل محاولة، وانتهى المسلسل تاركا العديد من الأسئلة تور في ذهن المشاهد دون إجابة؛ ليستكمل "الشريف" الحدوتة عام 2016 من خلال مسلسل "القيصر" العميل المدرب على مواجهة الإرهابين والتعامل معهم فيُجند من قبل أحد الضباط الكبار لمساعدته في ضبط مجموعة مسلحة وإفشال مخططهم. وشهد عام 2014، عرض مسلسل "عد تنازلي" للفنان عمرو يوسف والفنانة كندة علوش، وخلاله يتورط "سليم" في ارتكاب عدة جرائم تسعى الشرطة لحلها ومعرفة أسبابها، ومسلسل "الصياد" للمتخصص في تلك النوعية الدرامية يوسف الشريف، وفيه يجد المشاهد نفسه أمام عدة جرائم قتل متشابهة في التفاصيل لكن دون تفسير لحدوثها فتطلب الشرطة مساعدة "سيف" الضابط السابق والذي أُصيب بال"العمى" إثر مواجهته للمشتبه به الأول في تلك الجرائم والذي يزعم أنه قتله قبل إصابته، ومع تتابع الأحداث يكتشف الجمهور أن "سيف" هو القاتل الحقيقي ويرتكب جرائمه انتقاما لمقتل زوجته وابنته على يد مجموعة من الضباط. وكان مسلسل "العهد" محاولة جديدة لدراما التشويق، طُرحت عام 2015، وتابع فيه الجمهور محاولات مختلفة من أبطال القصة للسيطرة على الكفور الثلاثة التي تدور بها الحكاية، وسط صراعات وأحداث غامضة ومتشابكة. وخلال السنوات الثلاثة الأخيرة شاهدنا عدة تجارب درامية متنوعة، منها "الخروج" لظافر العابدين وشريف سلامة، الضابطان اللذان يبحثان عن المتهم بارتكاب عدد من جرائم القتل والخطف، وفي كل حلقة كان المتهم يترك لهما لغزا يسعيان لحله. ومسلسل "كفر دلهاب" -وهو آخر أعمال يوسف الشريف الدرامية حتى الآن- الذي يحكي لنا قصة كفر يعاني أهله من وجود لعنة وظهور أشباح لأُناس قتلوا غدرا، ومع تتابع الأحداث نكتشف أن الطبيب سعد، هو من يقف وراء كل الأحداث الغريبة، وأنه تحالف مع الشيطان "دلهاب" لينتقم من قاتلي والدته. وغير ذلك من التجارب الدرامية مثل "30 يوما" الذي يُقحم بطله في سلسلة من الأحداث المُعقدة والغريبة بواسطة مريض نفسي يتعقبه، و"قابيل" ويتناول جريمة خطف فتاة في ظروف غامضة ومتشابكة، و"زودياك" وفيه يقع مجموعة من الشباب ضحية للعنة فرعونية قديمة تقتل من يتعرض لها بحسب برجه الفلكي، ويسعون خلال الحلقات ﻹيقاف تلك اللعنة.