قال الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، رغم أننا نتفق جميعًا على ضرورة النهوض بالتعليم المصري ونقرأ المقالات منذ سنوات عن أهمية العناية بالأجيال القادمة وضرورة ربط التعليم بسوق العمل وحتمية بناء الشخصية المصرية والاهتمام بالتربية قبل التعليم؛ إلا أننا نرى هجومًا شرسًا ومحاولات مستميته من البعض لإجهاض أي محاولات صادقة للنهوض بالتعليم المصري. وأكد شوقي، في تصريحات له عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، أن الدولة المصرية أولت اهتماما غير مسبوق بقضية بناء الإنسان المصري من خلال الاهتمام بالصحة والتعليم، وأعلنت عام 2019 عاما للتعليم ووفرت الدعم لتغيير مسار التعليم المصري كي نوفر لأبنائنا تعليما أفضل ولمصرنا مستقبلا أكثر إشراقا. وتابع شوقي أن هذه الأهداف القومية اصطدمت بمصالح عميقة وبيروقراطية مترسخة، وخوف تاريخي من أي تغيير (حتى لو كان إلى الأفضل) وقد مارس أعداء التطوير "من ذوي المصالح"، كل الحيل والأساليب للتضليل وتشويه كل جهد وكل فرد يعمل في هذا الملف، وأن أعداء التغيير يتواجدون في كل ركن بما في ذلك بعض المحسوبين على الوزارة نفسها، وقد استخدموا سلاح الإشاعات وتشويه الحقائق لإرهاب أولياء الأمور واستثارة خوفهم على ابنائهم عن طريق إشاعات ومعلومات مضللة ومغلوطة ليل نهار مستخدمين أسلحة مواقع التواصل الاجتماعي والاختفاء وراء ستار هذه الشبكات الافتراضية والفوضى الخلاقة الموجودة في عالم الإعلام الإلكتروني. وقال شوقي إننا نؤمن أن الغالبية العظمى يرغبون في التطوير وتحتاج إلى معلومات دقيقة شفافة بعيداً عن كل هذا التشويه والتضليل والذي خلط الحق بالباطل وإثارة حيرة الناس. وأكد شوقي أن الوزارة تعمل على عدة محاور للتطوير وهي المناهج الدراسية، ونظم التقييم وقياس المهارات، والمعلم، والمدارس، والإدارة، والتمويل وتنمية الموارد. وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن متابعة المشروعات الكبرى المتنوعة التي تقوم بها الوزارة منذ عام 2017 وهي بناء نظام التعليم المصري الجديد (تعليم 2) والذي تم تطبيقه فعلا منذ 22 سبتمبر 2018 على السنوات من KG1 و KG2 إلى الأول الابتدائي وسيشمل الثاني الابتدائي من سبتمبر 2019 وهكذا حتى يكتمل بناء المناهج المصرية الجديدة تمامًا في عام 2030. كما تتضمن تعديل نظام التعليم الثانوي للانتقال من ثقافة الحفظ والاسترجاع إلى ثقافة الفهم والتحليل، والإبداع عن طريق تغيير أسلوب الامتحانات والتقييم وقياس المهارات وما يستتبعه هذا التغيير من تغيير موازي في أساليب الاستذكار والتعلم. وأكد شوقي أن النظام الجديد (تعليم 2) مطبق حاليا على 3.2 مليون طفل مصري في جميع المدارس المصرية ويحقق نتائج ممتازة ويقوم مركز تطوير المناهج المصري بإعداد المناهج الجديدة التي سترى النور للصف الثاني الابتدائي الخريف المقبل. وتابع شوقي أن التعديل الذي بدأ تطبيقه أيضاً في سبتمبر الماضي على الصف الأول الثانوي وهو الخاص بتغيير نظام التقييم فقد فاز بالهجوم الأوفر من أعداء التغيير الذين لم يتوقفوا لحظة عن مهاجمته، نظرًا لما يمثله من خطر داهم على مافيا الدروس الخصوصية والامتحانات الشكلية والنجاح بلا تعلم من أجل مقعد غير مستحق في الجامعة. وأكد شوقي أن الهجوم بدأ بعنونة التطوير بعبارة "ثانوية التابلت" مما يعطي الإيحاء بأن التابلت والتكنولوجيا هي التطوير وهذا إفكٌ كبير وتشويه متعمد. واستطرد شوقي قائلا: "قلب وروح التطوير في المرحلة الثانوية يتمحور على الأسئلة الجديدة والتي تقيس مستويات الإلمام والتحصيل لنواتج التعلم ولا علاقة له على الإطلاق بالتكنولوجيا أو التابلت أو الشبكات، ونجاح التطوير هنا يتعلق بقدرات الطلاب على استيعاب الطريقة الجديدة في التعلم والتحصيل وليس في سيستم أو تابلت أو راوتر أو شبكات إنترنت وشبكات 4G". وأكد وزير التربية والتعليم أن هذا الخلط بين هدف التطوير الحقيقي وموضوع التكنولوجيا خطأ كبير ومتعمد لتشويه الموضوع وتصدير حالة من الهلع الغير مبرر عند الجميع، وبالتالي إجهاض المشروع كله حتى تهنأ السناتر بروادها "وتعود ريما لعاداتها القديمة " والبالية والمكلفة في ذات الوقت!. وأوضح شوقي أن اختزال كل جهود الدولة في نجاح أو سقوط تكنولوجيا الاتصالات والشبكات في امتحان النقل للصف الأول الثانوي هو "خط الهجوم الأول" لميليشيات إسقاط مشروع بناء الإنسان المصري، أما حقيقة الأمر هنا أن كل طالب في الصف الأول الثانوي سيدخل الامتحان الجديد في شكله ومضمونه، سواءً كان هذا إلكترونيا أم ورقيا، إذ أن أسلوب توصيل الامتحان وتصحيحه ليس هو التطوير وليس هو معيار نجاح أو فشل التطوير، هاتان قضيتان منفصلتان تماماً. وقال شوقي إن استثمار الدولة المصرية الهائل في البنية التحتية الرقمية للمدارس غير مسبوق وكذلك في المحتوى الرقمي الموازي للمناهج المصرية وإتاحة أجهزة تابلت للطلاب ما هو إلا مبادرة كريمة من الدولة كي تذوب الفروق الطبقية بين الطلاب ولا تكون عائقاً لطالب واحد أمام الحصول على فرصة متكافئة للتعلم الحقيقي، اننا نستخدم إمتحانات إلكترونية كي نتيح شفافية أكبر ونقضي على الغش الغير عادل والتسريب، ولكن لا ينبغي أن نعتبر أن نجاح هذه التقنيات هو نجاح التطوير. ونصح شوقي الطلاب بضرورة أن يفكروا في النماذج الاسترشادية للامتحانات الموجودة على موقع الوزارة وأن يحاولوا التمكن من مخرجات التعلم بدون حفظ إجابات نموذجية؛ إذ أن الامتحانات بنظام الكتاب المفتوح، مؤكدًا أن هناك عمل ضخم يقوم به مئات الآلاف في التربية والتعليم، لمساعدة الطلاب على التأقلم مع التطوير الذي سيصب في مصلحتهم.