رئيس المجلس العسكرى الانتقالى يأمر بإطلاق سراح ضباط قاموا بحماية المتظاهرين.. وآلاف السودانيين يواصلون الاعتصام أمام مقر قيادة للجيش «تجمع المهنيين» يطالب بحكومة مدنية انتقالية والتحفظ على رموز النظام المتورطين فى جرائم صدّق الرئيس الجديد للمجلس العسكرى الانتقالى فى السودان، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمس، على الاستقالة التى تقدم بها مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانى الفريق أول صلاح قوش من إدارة الجهاز، فيما واصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم لليوم الثامن على التوالى، من أجل الضغط لتسليم السلطة لحكومة مدنية. وجاءت تلك التطورات عقب ساعات من استقالة وزير الدفاع الفريق أول عوض بن عوف من رئاسة المجلس العسكرى الانتقالى بعد يوم واحد فقط له فى المنصب، مع تزايد مطالب المحتجين بتغيير سياسى أسرع. وفى أول قرار له بعد تسلمه منصبه، أمر رئيس المجلس الانتقالى الجديد بإطلاق سراح جميع الضباط الذين حموا المتظاهرين، داعيا قوى إعلان الحرية والتغيير للاجتماع. وقبل وقت قصير من لقاء مقرر مع قادة المعارضة أمس، صدّق الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى الانتقالى، على الاستقالة التى تقدم بها مساء أمس الأول، الفريق أول مهندس صلاح عبدالله محمد صالح قوش مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانى، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية «سونا». وتأتى الاستقالة استجابة لتجمع المهنيين السودانيين وحلفائه فى قوى الحرية والتغيير الذين يرهنون فض الاعتصام وبحث ترتيبات الفترة الانتقالية بحزمة مطالب بينها إقالة قوش. ويسعى البرهان لعقد مباحثات مع قادة من أحزاب الأمة القومى والشيوعى والمؤتمر السودانى والناصرى والبعث، من أجل بحث «مسألة تشكيل الحكومة المقبلة»، وفقا لموقع «سكاى نيوز عربية» الإخبارى. ومساء أمس الأول، أعلن وزير الدفاع السودانى الفريق أول عوض بن عوف، تنحيه عن منصبه، رئيسا للمجلس العسكرى الانتقالى، بعد أقل من 24 ساعة على أدائه اليمين الدستورية. وقال بن عوف، فى كلمة بثها التلفزيون الرسمى، إنه اختار الفريق أول عبدالفتاح البرهان، خلفا له. كما أعلن إعفاء الفريق كمال عبدالمعروف الماحى، من منصبه نائبا لرئيس المجلس، دون أن يذكر بديلا له. وانطلقت احتفالات صاخبة فى شوارع الخرطوم ولوح آلاف المحتجين بالأعلام وأطلق البعض أبواق السيارات. وقال شهود إن مواطنين رددوا هتاف «سقط التانى!» فى إشارة إلى بن عوف. وقال الرشيد سعيد، المتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين الذى يقود الاحتجاجات، فى تصريح لوكالة رويترز إن «ما حدث هو خطوة فى الطريق الصحيح وهو رضوخ لرغبة الجماهير وقد اقتربنا من النصر». ودعا تجمع المهنيين السودانيين فى بيان إلى مزيد من المظاهرات، قائلا: «نواصل المشوار لاستكمال النصر لثورتنا الظافرة»، وتابع: «نؤكد أن ثورتنا مستمرة ولن تتراجع أو تحيد عن طريقها الماضى للتحقيق الكامل وغير المنقوص لمطالب شعبنا المشروعة والواضحة». وأشار التجمع إلى ثلاثة شروط لفض الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، وهى: «ضمان عملية النقل الفورى للسلطة إلى حكومة مدنية انتقالية عبر المجلس القيادى لقوى إعلان الحرية والتغيير، إلغاء أى قرارات تعسفية من قيادات لا تمثلها ولا تمثل الشعب، التحفظ على جميع رموز السلطة الماضية من المتورطين فى جرائم ضد الشعب». وأكد تجمع المهنيين أن المطالب المذكورة لا تقبل المساومة أو التلاعب وتنحى النظام القائم ونقل السلطة لحكومة مدنية انتقالية يجب أن يتم فورا. وردد المحتجون فى ساحة الاعتصام شعارات من قبيل: «سقطت تانى.. وتسقط ثالثا»، فى إشارة إلى سقوط الرئيس عمر البشير، ورئيس المجلس العسكرى عوض وبن عوف، وإمكانية إسقاط عبدالفتاح البرهان. فى سياق متصل، جدد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو «حميدتى»، أمس، تمسكه بعدم المشاركة فى المجلس العسكرى الانتقالى، مؤكدا أن مشاركته مرهونة بالاستجابة لمطالب الشعب. وقال حميدتى فى بيان نشر على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، عقب إعلان عبدالفتاح برهان رئيسا للمجلس العسكرى، «قررت عدم المشاركة فى المجلس العسكرى إلى حين الاستجابة لمتطلبات الشعب والبدء فيها». وطالب حميدتى بتشكيل مجلس انتقالى ويكون التمثيل فيه عسكريا، وحكومة مدنية يتم الاتفاق عليها مع جميع الأحزاب وتجمع المهنيين.ودعا إلى فتح باب الحوار، مع قيادات ورؤساء الاحزاب السياسية وتجمع المهنيين وقادة الشباب وقيادات منظمات المجتمع المدنى. كما طالب قائد قوات الدعم السريع ب«وضع برنامج واضح لفترة انتقالية لا تزيد عن ثلاثة إلى ستة شهور، يتم خلالها تنقيح الدستور» وتشكيل محاكم ونيابات عامة لمكافحة الفساد، وتنظيم انتخابات، وفق قانون يتفق عليه. وأشار حميدتى إلى أن تكون «مهمة المجلس الانتقالى التركيز على إنقاذ الوضع الاقتصادى وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين، والإشراف على لجنة صياغة تنقيح الدستور». فى غضون ذلك، ذكر متحدث باسم الشرطة، هشام على فى بيان صدر فى الساعات الأولى من صباح أمس أن ما لا يقل عن 16 شخصا قتلوا كما أصيب 20 آخرون يومى الخميس والجمعة الماضيين «بأعيرة نارية طائشة فى الاعتصامات والتجمهرات»، وفقا لوكالة رويترز. وأضاف المتحدث أن مبانى حكومية تعرضت لهجمات أيضا، مناشدا المواطنين المساعدة على حفظ الأمن والنظام العام.