أعلنت الشرطة الألمانية عن تفاصيل جديدة حول المذبحة البشعة التي أودت بحياة 16 شخصا يوم الأربعاء داخل إحدى المدارس المتوسطة جنوب البلاد عندما فتح طالب سابق النار بشكل عشوائي على الطلاب فقتل تسعة منهم وثلاث معلمات وثلاثة من المارة أثناء هروبه. وذكرت مصادر الشرطة أن الجاني الذي يدعى تيم كيه - 17 عاما - انتحر على الأرجح بعد أن كانت قد أعلنت أنه قتل أثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الشرطة التي تعقبته في بلدة فيندلينجن القريبة من مكان الحادث في فينيندن شمال شرق مدينة شتوتجارت جنوب البلاد. وأضافت المصادر أن الشاب اقتحم مدرسة "ألبرت فيله" المتوسطة في التاسعة والنصف من صباح الأربعاء بتوقيت ألمانيا – الثامنة والنصف بتوقيت القاهرة -وأطلق النار عشوائيا داخل فصلين دراسيين وقتل على الفور تسعة طلبة تتراوح أعمارهم بين 14 و 15 عاما بالإضافة إلى ثلاث معلمات ثم هرب لمدة ثلاث ساعات وقتل خلالها بمسدسه ثلاثة من المارة من بينهم أحد موظفي مستشفى للأمراض النفسية وأصاب العديد من الأشخاص والطلبة بجروح مختلفة. وتمكن الشاب أثناء هروبه من إجبار قائد سيارة على التوقف وجلس في المقعد الخلفي ووصل إلى الطريق السريع على بعد 40 كيلومترا من مكان الحادث وتوجه سيرا على الأقدام إلى أحد معارض السيارات وحاول الاستيلاء على سيارة وقتل أحد موظفي المعرض وأحد العملاء وتمكن أيضا من إصابة اثنين من رجال الشرطة بجروح خطيرة قبل أن ينتحر بإطلاق الرصاص على رأسه. ويحيط الغموض بظروف وخلفيات الحادث نظرا لأن الجاني كان طالبا "عاديا" طبقا للتقارير المتوفرة حاليا. وأثناء المذبحة تمكنت معلمة من إنقاذ حياة العديد من الطلبة عندما اقتحم الشاب فصلها الدراسي وقتل نحو ثلاثة من الطلبة وخرج من الفصل ليضع خزانة رصاص جديدة في مسدسه وعندها أغلقت المعلمة الباب لتنقذ حياة باقي الطلبة. في الوقت نفسه قالت إحدى الطالبات أنها وزملائها انبطحوا لمدة 90 دقيقة على الأرض بعد أن حذرهم المعلم وأغلق باب الفصل والنوافذ وأضافت أن مناظر الرعب التي شاهدتها بعد ذلك تشبه الأفلام السينمائية. ويتساءل الخبراء حول إمكانية تأثر الجاني بالمذبحة التي وقعت أمس الثلاثاء في إحدى المدارس بولاية ألاباما الأمريكية والتي راح ضحيتها 11 شخصا. وتواجدت الشرطة بشكل مكثف بعد وقوع الحادث حيث حاولت العثور على الجاني وتأمين المارة وتلاميذ المدرسة في الوقت نفسه. وفرضت الشرطة طوقا أمنيا حول المدرسة التي يدرس بها نحو 580 طالبا وقامت بإجلاء الطلاب عنها. وقال شاهد عيان إن البلدة بالكامل تحولت لما يشبه الحصن العسكري ، وأضاف :"هناك حالة من الذهول التام". وقامت الشرطة بتفتيش منزل أسرة الجاني إذ تشير المعلومات الاولية إلى أن والدي الجاني يملكان أسلحة بطريقة مشروعة. من جهتها أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن فزعها وصدمتها الشديدة من الحادث. جاء هذا على لسان المتحدث باسم الحكومة الالمانية أولريش فيلهيلم الذي أكد تضامن ميركل وجميع وزراء الحكومة الالمانية مع أسر الضحايا. وأضاف المتحدث أن الحكومة الاتحادية في برلين عرضت على الشرطة وقوات الأمن المحلية في مكان الحادث تقديم كل سبل المساعدة الضرورية. كما أعرب الرئيس الألماني هورست كولر عن صدمته من الحادث وقال إنه تلقى هو وزوجته النبأ بفزع شديد معربا في الوقت نفسه عن تضامنه مع أسر الضحايا. وأضاف:"نشعر بالتضامن الشديد معكم في هذه الساعات العصيبة". كما طالبت وزيرة شئون الأسرة الألمانية أورسولا فون دير لاين بتحسين سبل الوقاية من مثل هذه الحوادث عن طريق "شراكة تربوية" بين المداس وأولياء الأمور بهدف تجنب وقوع مثل هذه الحوادث قدر الإمكان. من ناحية أخرى أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن بالغ حزنه وشعوره بالصدمة إزاء حادث إطلاق النار العشوائي في مدرسة ببلدة قريبة من مدينة شتوتجارت والتي أودت بحياة 15 شخصا على الأقل. وصرح شتاينماير اليوم على هامش تجمع انتخابي في مدينة كيل شمال ألمانيا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ.) "أشعر بالحزن العميق تجاه هذا الحادث". كما أعرب شتاينماير عن مواساته لأسر وأقارب الضحايا من المدرسين والطلاب وكل الذين راحوا ضحية هذا الحادث. غير أن شتاينماير رفض التعليق على مسألة تشديد الرقابة على الأبنية المدرسية. في الوقت نفسه أعرب مجلس أوروبا عن صدمته من الحادث حيث قال أمين عام المجلس تيري ديفيس اليوم في بروكسل:"أعرب عن تضامني مع الضحايا وأسرهم وذويهم في الحادث الذي وقع في بلدة فينيندن التي تبعد مسافة ساعة واحدة بالسيارة من المجلس الأوروبي". وأضاف ديفيس بالقول : "يجب أن نعمل على منع حدوث مثل هذه الحوادث في المستقبل". وأعاد هذا الحادث إلى الأذهان واقعة مشابهة في مدينة إرفورت الالمانية حيث اقتحم تلميذ سابق مدرسة جوتنبرج الثانوية في السادس والعشرين من أبريل 2002 وقتل 16 شخصا في غضون دقائق قليلة رميا بالرصاص ثم انتحر. كما جاء الحادث بعد ساعات قليلة من وقوع حادث مشابه في ولاية ألاباما الأمريكية ، حيث قام مسلح مجهول بقتل عشرة أشخاص في إطلاق نار عشوائي على المواطنين في منطقتين مختلفتين بجنوب الولاية ، قبل أن يطلق النار على نفسه وينتحر ، وذلك دون أن تتضح هويته أو دوافعه.