عاشت وفاء سيد الأم المثالية صاحبة المركز الثالث على مستوى الجمهورية من الدقهلية، والتي تبلغ من العمر 82 عاما حاصلة على الابتدائية - وهي ربة منزل أرملة منذ 39 عامًا - حياة صعبة تربي أبنائها دون ملل. وتروي وفاء، أن ابنتها الكبرى حاصلة على بكالوريوس طب قسم نساء وتوليد، والابن الثاني بكالوريوس علوم شرطية ودكتوراة في العلوم الشرطية. وكانت الأم، الابنة الكبرى على 7 إخوة، ورفضت الزواج، حتى تستطيع مساعدة أمها وأبيها، حيث تزوجت الأم في سن متأخر من رجل أرمل يعول 4 أبناء أكبرهم 11 عامًا، وتوفيت زوجته الأولى أثناء ولادة ابنتها الصغرى. وأضافت وفاء "زوجي كان يسافر ويتركني مع أولاده نظراً لظروف عمله وظلت أرعى أولاده ثلاث سنوات، حتى رزقني الله بابنتي الكبرى وبعدها بثلاث سنوات رزقت بالابن الثاني". ولافتت الأم المثالية إلى أنها فكرت بمشروع صغير لكي تزيد من دخل الأسرة، فقامت بصناعة الطباشير بقوالب يدوية، بجانب رعايتها للأبناء توسع المشروع واستعانت بعدد من نساء القرية الفقراء والأرامل لتساعدهم على الكسب والرزق. وتوفى الزوج إثر أزمة قلبية تاركا لها حملاً ثقيلاً (ابنتها الكبرى 5 سنوات، والأبن 4 شهور)، وبعد وفاة الزوج بأربعة شهور طلبت جدة أبناء الزوج، أن تضم أبناء ابنتها المتوفاة إليها، فقد أشفقت عليها من الحمل الثقيل لاسيما وأن معاش الزوج كان ضعيفًا جدًا لا يتجاوز 46 جنيه يوزع على الأبناء الستة. وأضافت وفاء، أنها في مشروعها بزيادة العمالة النسائية لأساعد أسرتي في تلبية احتياجاتهم، وكنت أرسل لأبناء زوجي جميع احتياجاتهم من مال وطعام، فكان هناك ترابط بين جميع الأبناء بالرغم من وفاة الأب". واستكملت الأم المثالية "أنها كانت ترعى ولديهاأ حيث تخرجت الابنة الكبرى وحصلت على بكالوريوس طب بشرى، وأصبحت عضوا في جمعية خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين". وتحكي وفاء "كنت أعمل ليلا ونهارا، حتى أستطيع مواجهة احتياجات الأبناء المعيشية بالرغم من صغر سني وقت وفاة زوجي"، مشيرة إلى أنها رفضت الزواج مرة أخرى وعكفت على تربية أبنائها.