أشاد الكاتب الصحفي سيد محمود، برواية «صافيني مرة»، للروائي نعيم صبري، قائلًا: «من المرات النادرة التي أقرأ فيها رواية فور وصولها، وأهاتف صاحبها لأخبره عن رأيي حولها»، مشيرًا إلى أن الرواية جعلته يشعر بالامتلاء، خاصة بما أضفته عليه من معرفة بمعناها الإنساني، موضحًا أن معايير العمل الناجح، تكمن في مدى قدرته على السماح للقارئ باتساع العالم أو ضيقه. وأضاف «محمود»، خلال حفل توقيع رواية «صافيني مرة»، في المركز الدولي للكتاب، مساء الأحد، إن الرواية تتضمن مساران، الأول؛ يخص "نبيل" بطل الرواية والخبرة التي يعيشها، والمسار الآخر هو المجتمع ذاته، لافتًا إلى أن انسحاب البطل في الرواية عن عالمه، كان موازيًا للحظة الانسحاب الكبرى في تاريخ وطنه، وهي لحظة هزيمة 1967، معتبرًا هذا الانسحاب إعلان هزيمة أو تصريح بالغياب، وهذا ما يمكن للقارئ استخلاصه من تسارع وتيرة الأحداث الأخيرة في الرواية، وكأن الروائي كان لدية رغبة شديدة في إسدال الستار. ولفت إلى أن أهم نقاط القوة في الرواية، هو استخدام المؤلف للغة سلسة وبسيطة بدون تكلف أو استعراض لعضلات لغوية، مشيرًا إلى إن أكثر ما أعجبه من مشاهد الرواية، كان مشهد البداية، حيث البطل الذي يرى العالم من الشرفة ويروي بعين طفل، مشيرًا إلى أن هذا المشهد على بساطته يظل مفتاح كبير للنظر إلى العالم. وأعتبر أن الوصفة السحرية في كتابات نعيم صبري، وما يميز مشروعه الإبداعي، هو الكتابة الواعية للتغير الاجتماعي، والتعبير عنها وكأنها متحف يضم مفردات وعوالم الحياة المصرية اليومية، مضيفًا أن ذلك هو ما يجعل روياته أقرب إلى وثيقة تاريخية، بما تحمله من حقائق، لافتًا إلى أن الكتابة بهذا الشكل، يُعد امتدادًا لمشروع الكاتب الراحل يحيى حقي. وأشار إلى أن عنوان الرواية «صافيني مرة»، كان تعبيرًا صادقًا وبليغًا عن أحداثها، حيث بدأت مع ظهور نجم عبد الحليم حافظ، والأغاني الوطنية له، ثم انتهت أحداثها مع وفاته، مشيرًا إلى أن صدقها الفني وعدام الادعاء فيها، هو ما أكسبها النجاح، قائلًا: «رواية لا تدعي أي شيء، ولهذا وجدت استقبالًا طيبًا، وقد تم التعبير عن ذلك في مقالات عديدة واراء القراء».