تراجعت استثمارات الشركات الصينية في صفقات الاستحواذ على الشركات الأوروبية خلال العام الماضي مقارنة بالعام السابق. وبحسب الدراسة التي أعدها معهد ميركس الألماني وشركة الخدمات الاستشارية "روديوم جروب" الأمريكية فإن الاستثمارات الأجنبية المباشرة للصين في دول الاتحاد الأوروبي وعددها 28 دولة تراجعت خلال العام الماضي بنسبة 40% سنويا إلى 17.3 مليار يورو (19.6 مليار دولار). ورغم تراجع الاستثمار الصيني في أوروبا، سجلت ألمانيا زيادة في تدفق الاستثمارات الصينية المباشرة إليها، حيث زادت هذه الاستثمارات بمقدار 300 مليون يورو سنويا إلى 2.1 مليار يورو. وشهد العام الماضي استحواذ شركة "تيانشينج" الصينية للأدوية على منافستها الألمانية "بيوتست" وشركة "نينجبو جيفنج" الصينية على شركة مكونات السيارات الألمانية "جرامر". وكانت الإجراءات الصينية للحد من خروج رؤوس الأموال في العام الماضي والتي جعلت من الصعب على الشركات تمويل أنشطتها في الخارج من أسباب تراجع الاستثمارات الصينية في أوروبا. وفي الوقت نفسه لاحظت الدراسة وجود نقص في السيولة النقدية لدى الشركات الصينية بشكل عام، بحسب ما كتبه "تيلو هانيمان" و"أجاثا كراتس" و"ميكو هوتاري" معدو الدراسة. وفي الوقت نفسه فإن تشديد الضوابط الأوروبية للاستثمارات الأجنبية قام بدور متزايد في الحد من صفقات الاستحواذ الصينية وتأخير أو منع بعض الاستثمارات الصينية، ومن المتوقع تشديد هذه الضوابط في الفترة المقبلة. يأتي ذلك فيما يتزايد قلق الحكومة الألمانية من الاستثمارات الصينية في القطاعات التكنولوجية الحساسة والبنية التحتية الحيوية وهو ما أدى إلى تأجيل أو حتى إجهاض بعض صفقات الاستحواذ الصينية على شركات ألمانية، كما حدث في محاولة الاستحواذ على شركة "لايفليد" للصناعات الهندسية والميكانيكية و"50 هيرتز" لنقل الكهرباء. وفي الوقت نفسه تم رصد بيع شركات صينية لاستثمارات كبيرة تابعة لها في أوروبا خلال العام الماضي لأول مرة، حيث قدر معدو الدراسة قيمة الاستثمارات الصينية في أوروبا والتي تم بيعها بما يصل إلى 3 مليارات يورو.