*اسم العائلة يحملنى مسئولية كبيرة.. وعشت مع جدى أجمل 9 سنوات. *العمل مع عمرو دياب جاء بمحض المصادفة.. والعشق المهجور لم تحصل على حقها إعلاميًا.. *نادر عباسى صاحب فضل كبير على.. وسعيد بمشوارى مع عمرو مصطفى. عندما يكون هناك إجماع من قبل كبار الفنانيين حول نبوغ فنان شاب مازال فى بداية الطريق، فهذا أمر يدعو للتفاؤل بأن مستقبل الموسيقى والغناء مبشر. فى حديث عبر الهاتف مع عوض الرومى شقيق المطربة الكبيرة ماجدة الرومى وجدته يؤكد أن هناك فنانا شابا موهوبا وهو مستقبل الموسيقى فى مصر، وهو الموزع الموسيقى أحمد الموجى الذى تعاون مع السيدة ماجدة الرومى فى كتابة المقدمة الموسيقية لحفلاتها الأخيرة من موسيقى حليم الرومى، وهناك تعاون آخر فى اعمال غنائية جديدة قادمة، إلى جانب ذلك أكد لى عوض أنه يحاول إقناع بالحضور إلى بيروت. لم يكن كلام عوض الرومى فقط هو ما لفت نظرى لكننى وجدت المايسترو العالمى نادر عباسى يتحدث معى عنه بشكل يدعو إلى ضرورة أن ألتقى بأحمد الموجى للتعرف على موهبته عن قرب، واكتشفت أن هناك اعمالا كثيرة لهذا الفنان حظيت بنجاحات فنية وجماهيرية، أيضا لاحظت أننى أمام فنان يدرس خطواته قبل أن يخطوها، وعندما علمت ان جده لأمه الموسيقار الكبير محمد الموجى، أيقنت ان الموهبة لم تأت من فراغ هناك جينات موروثة من الجد والجيل الثانى من عائلة الموجى الذى يضم يحيى الموجى والموجى الصغير وبعض العازفين من ابناء العائلة الكبيرة. حول جده الموسيقار محمد الموجى، وكيف جاء عمله مع الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى وايضا عمرو دياب.. أجرت «الشروق» حوارا مع الموسيقى الشاب أحمد الموجى فى محاوله لكشف هوية الموزع الموسيقى.. وإلى نص الحوار... فى البداية سألته هل للعائلة دخل فى حب الموسيقى؟ حب الموسيقى بدأ وأنا فى العاشرة من عمرى دون تخطيط من العائلة، يمكن ان نقول هناك جينات وراثية ورثتها، ولكن لا أنكر فضلهم على، فعندما علموا بشغفى بها نموا الموهبة بداخلى، وبعد اكتمال دراستى الابتدائية والثانوية، التحقت بمعهد الموسيقى العربية عام 2004، وتخصصت فى النظريات والتأليف، وتخرجت عام 2009 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وبعد التخرج عملت موزع موسيقى، وعازف بيانو فى دار الأوبرا بفرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية. دائما ما يعتمد المطربون فى شهرتهم على الألقاب الفنية.. فهل اسم «الموجى» خدمك موسيقيا؟ الموسيقى من المجالات التى تعتمد بالدرجة الأولى على الموهبة الشخصية، وفى البداية كنت أود أن يتعرف الجمهور على من خلال موهبتى وليس من خلال اسمى، كما أن اسم الموجى شكل على ضغط كبير، ويحملنى مسئولية كبيرة ويجعلنى افكر مرارا قبل خوض أى تجربة جديدة، انا حامل تاريخ جيلين إما أن أستكمل مسيرتهم كما يجب وإما أن أترك المهنة. ولكنك حفيد الموسيقار الكبير محمد الموجى من ناحية الأم.. فمن أين جاء اللقب؟ لقب الموجى لم يكن فى تخطيطى من البداية، ولكن لظروف خاصة استدعتنى أن اغير اسمى من أحمد عادل إلى أحمد الموجى، فقد حدثت مفارقات كثيرة لتشابه اسمى مع الموزع الموسيقى المعروف. بجانب موهبتك فى التوزيع والتأليف الموسيقى.. من الذى اكتشف موهبتك فى مجال التوزيع الأوركسترالى؟ المايسترو نادر عباسى، ذهبت إليه فى البداية كى اتعلم منه قيادة الأوركسترا، اكتشف أن لدىّ موهبة التوزيع الأوركسترالى، وأننى لدى القدرة على التدوين الأوركسترالى وهى مختلفة كليا عن التدوين العادى لأننى هنا أقوم بفصل الآلات عن بعضها وأكتب أدوارها وهى عملية معقدة جدا، وقدمت فقرة موسيقية فى صاحبة السعادة، وأخرى فى برنامج مودى الإمام الذى أعجب بتوزيعاتى جدا ومن هنا نشأت صداقتنا. كيف وجدت العمل مع المايسترو نادر عباسى؟ هناك تناغم كبيرا بيننا، فهو شخصية مرنة فى التعامل، يطلق لى العنان والحرية الكاملة خلال عملنا معا. فقد قدمت معه عددا من الأعمال كمدون أوركسترالى منها دعاء الكروان، رد قلبى، القاهرة 30، الأيدى الناعمة وغيرها الكثير. هل تعاونك مع نادر عباسى سببا فى تعارفك على الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى؟ لقائى بالمايسترو نادر عباسى عرفنى على نفسى كموزع اوركسترالى وكمدون، ومن ثم عرفنى على الفنانة الكبيرة ماجدة الرومى، فقد أرسل لى تيمات لحنية من أعمال حليم الرومى وعملت لها معالجة موسيقية حتى تكون مقدمة موسيقية لجميع حفلات ماجدة. وأعجب جدا بشغلى، وكذلك عوض الرومى وقريبا سيكون هناك تعاون جديد بيننا. هل أنتابك القلق عند التعامل مع نجوم كبار بحجم ماجدة الرومي؟ كان الخوف يتملكنى فى البداية، واكتشفت انها من الحاجات اللى بترجع الإنسان خطوة للخلف، لذا قررت أن أتعامل مع اللحن بسلالة، وأجمله وأظهر أحسن ما فيه، دون الالتفات للاسم الذى اعمل معه. وهذا ما فعلته فى أعمال حليم الرومى فقد استمعت لكل ألحانه حتى أطلع على ثقافته الموسيقية وتأثره الفنى عن قرب، وأضيف عليها شخصيتى بشكل لا يتعارض مع ثقافته. وماذا عن كواليس اللقاء الأول بينك وبين الفنانة ماجدة الرومى؟ اللقاء الأول تم داخل البروفة التى كانت تحضر فيها لأغانى حفلها فى سفح الهرم عام 2015، تفاجأت حينها بأننا نحضر لها مقدمة موسيقية من أعمال حليم الرومى اهداء لها، وعندما استمعت إليها بكت من شدة إعجابها بها وهذا يكفينى. ومتى بدأت الاحتراف فى التوزيع الموسيقى؟ منذ 10 سنوات، كان عمرى وقتذاك 21 عاما، بدأتها بتتر مسلسل «6 ميدان التحرير» بطولة حسين الأمام، وانتصار وإخراج كاملة أبو ذكرى، والمسلسل ينتمى لفئة «الست كوم»، وبعد ذلك تعرفت على الفنان هيثم نبيل وشاركت معه فى ألبومين الأول بثلاث أغان، والثانى بخمس، وبعد ذلك تعرفت على الملحن عمرو مصطفى وعملت معه أهم الأغانى التى أحدثت نقلة نوعية فى مسيرتى، فقد قمت معه بتوزيع عدة أغان من ألحانه منها أغنية «ابن الشهيد» غناء الطفل سيف الله مجدى كلمات تامر حسين، وتوزيع أغنية «طوبة فوق طوبة» غناء آمال ماهر كلمات أيمن بهجت قمر، وقمت بتوزيع موسيقى التغطية التليفزيونية لفاعليات تنصيب الرئيس السيسى،و توزيع أغنية «مهما تعملوا» غناء عمرو مصطفى والمجموعة كلمات تامر حسين،، وتوزيع تتر المسلسل الإذاعى احلام شهرزاد بطولة يحيى الفخرانى غناء سميرة سعيد كلمات أيمن بهجت قمرو ألحان عمرو مصطفى، وموسيقى التغطية التليفزيونية لمراسم افتتاح قناة السويس، وتوزيع اغنية «تحيا مصر» غناء كورال الأطفال كلمات تامر حسينو ألحان عمرو مصطفى. العمل مع عمرو دياب محطة مهمة.. كيف جاء التعاون بينكم، وبم تقييم التجربة؟ العمل مع عمرو دياب جاء عن طريق المصادفة، فقد طلب منى الموزع نديم الشاعرى أن اضع لمساتى على الوتريات لأغنية «ملاك الحسن» وهى من كلمات تركى آل الشيخ، وعندما استمع عمرو للتوزيع أعجب به كثيرا وقال حينها إن «التاريخ يعيد نفسه»، فقد تعاون عمرو كثيرا فى أعماله مع الملحن حميد الشاعرى والموسيقار يحيى الموجى. وجاء اليوم ليتعاون فيه مع أشبالهم. تجربة عمرو محطة فارقة فى حياتى، فالعمل معه حلم لكثير من شباب جيلى. سجلك الفنى القصير يحفل بالعديد من المحطات الفنية المهمة.. أى منها صنع نجومية أحمد الموجى؟ افتخر بجميع محطاتى الفنية، فكل منهما أسهمت فى تكوينى الفنى وأثرت فى بشكل كبير، ولكن اعتز جدا بمشوارى مع الملحن عمرو مصطفى الذى قدمت معه عدد من الأغانى الناجحة التى سطرت من خلالها اسمى فى مجال الفن، وسعيد بتجربة العمل فى فرقة أحمد على الحجار، حيثُ عملت كعازف بيانو داخل الفرقة لمدة خمس سنوات تعلمت فيهم الكثير، وشاركت فى تلحين وتوزيع أغنية «نسمة صيف» غناء أحمد على الحجار وكلمات أحمد حداد، كما أعتز جدا بعملى مع المطربة الكبيرة ماجدة الرومى. كثير من المطربين قاموا فى بداية حياتهم بإحياء تراث أجدادهم وحققوا شهرة كبيرة من وراء ذلك أبرزهم إيمان البحر درويش.. فهل هناك نية فى اعادة توزيع أغانى جدك محمد الموجى؟ كم تمنيت ذلك، فهو حلم من أحلامى أن أوزع أغانى جدى، ولا أخفيك سرا، حاولت ولكننى شعرت أن الموضوع صعب، فكما قلت لك مسبقا فهى مسئولى كبيرة الخطأ فيها لا يغتفر لأننى حفيده، لذا فالموضوع محتاج دراسة وتركيز كبير من نوع خاص، حتى لا أخل بمعنى الجمل الموسيقية، وأحافظ على رونق أغانيه التى تخلد فى أذهان الجمهور حتى وقتنا هذا على الرغم من مرور قرن عليها. من السجل الفنى للموسيقار محمد الموجى.. ما الأغنية التى تحلم بإعادة توزيعها؟ العشق المهجور، لأنها لم تأخذ حقها إعلاميا، وفى الحقيقة عملت توزيع جديد وعرضتها على يحيى الموجى وأعجب بها جدا، لكنها لم تظهر للنور حتى الآن، لأننى كما قلت الموجى قامة فنية كبيرة الحانة فى حاجة لحرص شديد جدا فى التوزيع، فكبار الموزعين سواء اندريا رايدر أو على إسماعيل عندما قرروا إعادة توزيع ألحان جدى كان هناك حاجات يخشون من القرب منها، ويتركونها مثلما هى فى الجمل الموسيقية. هل لشهادة الموسيقار يحيى الموجى كافية لخروج العمل إلى النور؟ بالطبع شهادة يحيى الموجى كانت كفاية وكبيرة، وحمستنى أكثر، ولكن عدم خروج العمل إلى النور حتى الآن هو أننى أريد أن احضر لألبوم يضم عدة أعمال متنوعة وليست أغنية واحدة. ولماذا لم تفكر فى إقامة حفل موسيقى تعرض فيه أعمال جدك؟ لأننى لا أريد أن أقدم نفسى للجمهور كعازف فقط، وإنما كمؤلف وموزع موسيقى، فهذا الخطوة كثيرا ما تراودنى ولكنها مؤجلة حتى يكون لدى محتوى خاص بى اعرضه بجانب أعمال جدى محمد الموجى. تعاونت مع جيلين مختلفين كليا فى المقامات الموسيقية.. كيف جمعت بينهما؟ حقيقى فقد تعاونت مع الملحن عمرو مصطفى وهو مشهور بقالب موسيقى معين، يختلف عن اللون أو القالب الذى كان يستخدمه الفنان الكبير الراحل حليم الرومى، وماجدة الرومى، وهنا تكمن خبرة الموزع، فى عملى أحب أن أطلع على ثقافة الفنان قبل العمل معه كى استوعب نوع الموسيقى الذى يتأثر بها، لأن فى النهاية لابد أن أقدم الفنان بالشكل الصح. وهل وجدت فجوة موسيقية بين الجيلين؟ لا أفضل تسميته فجوة، فكل زمان وله جماله، وإنما اسميها تنوعا، ويجب أن نعترف سواء شئنا أم أبينا أنه لا شىء يبقى على حاله، فهناك تطور موسيقى واضح، ولابد منه مع ثقافة موسيقية. ولكن الألحان القديمة أكثر تأثيرا من الحديثة؟ يرجع هذا بسبب الحركة الانتقالية، فكل فترة تحتاج إلى وقت معين حتى يستوعب الجيل ثقافة التغيير الموسيقى الجديد، وأنا لست منحازا لجيل معين، ولكننى أنحاز فقط للحن الجيد أيا كان شكله أو زمانه. فنجاح أى أغنية يعتمد على عدة عوامل، يأتى فى طليعتها اللحن. وما سر تفشى الأغانى الهابطة على الساحة الفنية مقارنة بجيل الزمن الجميل؟ يرجع هذا بسبب الانترنت، فقد أصبحنا نعيش فى عالم مفتوح غير مقيد بأى شروط، والساحة أصبحت مفتوحة لكل واحد يريد أن يغنى، عكس جيل الكبار فقديما كانت هناك رقابة تقوم بفلترة الأعمال الجيدة، وتحكم على جودة الفنان من عدمه وبناء على ذلك تمنحه رخصة الغناء. هل عاصرت جدك الموسيقار محمد الموجى؟ نعم عاصرته تسع سنوات، فكان يصطحبنى معه وأنا صغير إلى مكتبه بوسط البلد الذى شهد ميلاد معظم ألحانه، وهو المكتب الذى التقى فيه بكبار المطربين.