انطلقت، اليوم الأحد، الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية السنغالية، لولاية رئاسية مدتها 5 سنوات، قابلة للتجديد لمرة واحدة، على أن تعقد جولة للإعادة في مارس إذا لزم الأمر. وفي إطار ذلك تصحبكم «الشروق» في جولة للتعرف على المرشحين ال5 المتنافسين على مقعد الرئاسة.. - خمسة مرشحين بأوزان مختلفة عقب استبعاد مرشحي المعارضة الثقيلين، خليفة صال، عمدة مدينة داكار المسجون بتهمة اختلاس أموال، وكريم واد، نجل الرئيس السابق، عبدالله واد، يتنافس في الجولة الأولى للانتخابات السنغالية خمسة مرشحين، هم: الرئيس المنتهية ولايته ماكي سال، والوزير ورجل الدولة السابق، إدريسا سك، أقوى المعارضين الحاليين، ووزير الخارجية الأسبق، ماديكي نيانج، والنائب البرلماني، عيسى صال، فضلًا عن المرشح الشاب المستقل، عثمان سوتكو، الذي يحظى بشعبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. - أقل عدد للمرشحين منذ 1988 صادق البرلمان السنغالي، في أبريل 2018، على قانون «التزكية الانتخابية» الذي أوجب حصول كل مرشح ما بين 53 إلى 65 ألف تزكية انتخابية، كشرط لقبول أوراق ترشحه، الأمر الذي حال بين وصول صغار المرشحين إلى أعتاب السباق الرئاسي، وأدى إلى تقليص عدد المقبولين، إلى 7 من أصل 87 مرشحًا، ثم شطب مرشحان لأسباب قانونية، على 5 مرشحين. واحتج معارضي الرئيس المنتهية ولايته، ماكي سال، على القرار الذين اعتبروه مخالفًا لقواعد الديموقراطية ويمهد الطريق أمام الرئيس لتجديد ولايته. - المجلس الدستوري يفسح الطريق دفع الظرف السياسي، في اتجاه مصلحة الرئيس المنتهية ولايته، المرشح ماكي سال، بعدما ألغى المجلس الدستوري ترشح معارضيْن ثقيلين سياسيًا، وهما خليفة صال، عمدة مدينة داكار المسجون بتهمة اختلاس أموال، وكريم واد، نجل الرئيس السابق، عبد الله واد، والوزير السنغالي السابق، والذي كان مرشح الحزب الديمقراطي السنغالي. 1- ماكي سال.. «المرشح الأوفر حظًا» ويعد ماكي سال، 58عامًا، الرئيس المنتهية ولايته، أبرز المرشحين الخمسة، وأثقلهم وزنًا، والذي يترأس ائتلاف «متحدون من أجل نفس الأمل». تقلد سال منذ عام 2000 عددا من الوظائف الحزبية فكان نائب الأمين العام للحزب الديمقراطي السنغالي، والأمين الوطني للمناجم والصناعة في الحزب، كما تولى مناصب حكومية منها وزارة الداخلية ووزارة المناجم، وأصبح رئيس وزراء بين 2004 و2007، ثم تبوأ منصب رئاسة الجمهورية بعدما فاز في جولة الإعادة في مارس 2012. - نقاط ضعف وانتقادات الرئيس الذي جاءت أبرز وعوده الانتخابية بتوفير نحو مليون فرصة عمل، يُصنف السنغال ضمن ال25 دولة الأكثر فقرًا عالميًا، كما واجهت حكومته احتجاجات على خلفية أزمات اقتصادية واجتماعية؛ جراء التفاوت والفجوات الاجتماعية بين مختلف الشرائح، كان أبرزها الإضراب الطلابي الذي شهدته جامعة سان لويس، شمال غربي السنغال، في مايو 2018؛ جراء تأخر منحهم، ما أدى إلى سقوط قتيل بين صفوف الطلاب. كما يتخوف معارضيه من إعادة انتاجه النظام العائلي، بعدما عين سال شقيقَه في منصب مستشار بالرئاسة، وأحد أقاربه مديرا لمجلس إحدى المؤسسات الكبيرة. - عنصر المفاجأة غير مستبعد وجراء العوامل الاقتصادية، لا يستبعد بعض المحللين خلو السباق الرئاسي من المفاجئات، خاصة مع وجود مرشحين، لا يمكن تجاهلهما، في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهت الرئيس سال، وهما مرشح الشباب، ورجل الدولة الذى حظى بدعم المرشحين المستبعدين. 2- إدريسا سك.. «رجل الدولة العائد من الخلف» يتميز الاقتصادي إدريسا سك، 59 عامًا، رئيس حزب «رومي»، وابن مدينة تييس، الذي شغل عدة مناصب حكومية، بكونه أبرز منافسي الرئيس المنتهية ولايته، ماكي سال. أمضى "سك" 40 عامًا من عمره في العمل السياسي، كما أنه مرشح سابق للرئاسة، وشغل منصب، رئيس الوزراء السنغالي بين العامين 2002 إلى 2004 . 1998: التحق ب«الحزب الديموقراطي السنغالي»، وقاد حملة عبد الله واد، الرئيس السابق عام 1998. 2000: قاد حملة الرئيس السابق عبدالله واد، للمرة الثانية. 2007: ترشح إدريسا سك للانتخابات الرئاسية عدة مرات، أولها، في العام2007، عن حزب«رومي». 2009: عاد للحزب الديموقراطي السنغالي. 2012: ترشح للانتخابات الرئاسية، وفاز ب8% فقط من الأصوات، ليأتي بذلك في المركز الثامن، ثم ساند ماكي صال، ودخل الائتلاف الرئاسي "بينو بوك ياكار"، ثم قاد حزبه الحكومة. 2013: تحول من حليف للرئيس النتهية ولايته ماكي صال إلى معارض شرس له. نقاط قوته تتثل في «صغار المرشحين» و«المريديين»، ويصفه البعض بالمنافس الجاد للرئيس منتهي الولاية ماكي سال، ويحظى بدعم المعارض المحبوس، وعمدة داكار، خليفة صال، كما نجح إدريسا سك في تحييد تكتل من المرشحين الصغار الخاسرين. يحظى سك بتأييد متبعي المريدية، إذ يلقى ترحيبًا في مدينة طوبى، قبلة المريدية، إذ ولد لأسرة تجانية، ثم انتمى للطريقة المريدية، وصار يستشهد في خطبه بكلام مؤسسها الشيخ أحمد بمبا، الأمر الذي يجعله الأوفر حظًا لدى تابعيه. 3- عثمان سونكو.. «مرشح الشباب المستقل» يعد عثمان سونكو، الاقتصادي المعارض المستقل ذو ال44عامًا، مرشح المفاجأة، بعدما خالف التوقعات، وحصد ال53 ألف بطاقة كشرط للترشح، رغم كونه لاعب جديد على المسرح السياسي، فهو مفتش ضرائب ذو نشاط نقابي. وتحظى معارضة الشاب سونكو، ذو المصطلحات اللاذعة ضد الرئيس المنتهية ولايته، ماكي سال، بتأييد الشباب، خاصة في ظل الانتقادات الاقتصادية للرئيس. في 2017 ألف الشاب سونكو، الكتاب الشهير «النفط والغاز..تاريخ من السلب» الذى اتهم فيه الرئيس ماكي سال، بالتفريط في الثروات لصالح الغرب. كما أقاله الرئيس سال من منصبه كمسئول في إدارة الضرائب بتهمة «خرق السرية»، جراء انتقاده السياسات الاقتصادية. - اتهامات للمرشح الشاب يتنقد عثمان النفوذ الفرنسي في السنغال، ويتهمه معارضيه بأنه «سلفيا» بل ويذهبون لوصفه ب «مرشح داعش»، لكن مؤيديه ينفون عنه هذه الاتهامات، إذ يحظى بعلاقة وثيقة مع شباب المريدية، في طوبى. 4- ماديكه نيانج.. المنشق الأكبر سنًا انشق المرشح الأكبر سنًا، البالغ من العمر65 عامًا، ماديكيه نيانج، عن الحزب الديمقراطي السنغالي، بعدما رفض زعيم الحزب، عبدالله واد، ترشحه عن الحزب، ليكون بعد ذلك ائتلاف ماديكيه حتى يتمكن من خوض السباق الرئاسي، ولكن فرصة ماديكيه، الذي شغل منصب وزير الخارجية بين العامين 2006 وحتى 2009 ، ضعيفة لكونه لايحظى بشعبية كبيرة، كما أن ولاء الحزب الديموقراطي أثناء التصويت لن يكون مضمونًا بالنسبة له، في ظل وجود مرشحين أثقل على الساحة السياسية. 5- الحاج عيسى صال.. «المرشح ديني» أما عيسى صال، 63 عامًا، هو مرشح حزب الوحدة والتجمع، أحد الأحزاب السياسية السنغالية الأكثر تجذرًا في الريف السنغالي، ما يعني أنه على اتصال وثيق بالكثير من القوى الناخبة، وله قاعدة مؤيدين في صفوف "دائرة المسترشدين والمسترشدات" وهي جماعة صوفية تجانية ذات حضور سياسي معارض منذ تسعينات القرن الماضي.