شددت مديرية أمن جنوبسيناء من إجراءاتها استعدادا لعقد الاجتماع السادس لوزراء داخلية دول جوار العراق والذى تستضيفه شرم الشيخ اليوم. وقامت السلطات الأمنية خلال اليومين الماضيين بترحيل مئات العاملين فى شرم الشيخ خاصة عمال البناء ممن لا يحملون بطاقة البحث الجنائى. وأنهت الوفود المشاركة فى المؤتمر اجتماعاتها التحضيرية بمدينة شرم الشيخ لإعداد أجندة الاجتماع والاقتراحات المقدمة من الدول الأعضاء والتى ستناقش فى الجلسات الرسمية والتى سيترأسها غدا وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى. وشددت مديرية أمن جنوبسيناء إجراءاتها على الركاب القادمين إلى محافظة جنوبسيناء منذ أمس الأول حيث تم التنبيه على جميع الأكمنة ابتداء من كمين عيون موسى وحتى كمين شرم الشيخ بضرورة فحص جميع القادمين إلى جنوبسيناء خلال فترة انعقاد المؤتمر. كما شهدت أكمنة طريق وسط سيناء الممتدة من نفق الشهيد أحمد حمدى وحتى طابا المصرية إجراءات أمنية مشددة، إذ تم تفتيش جميع القادمين والاطلاع على هويتهم الشخصية. وشهدت مدينة شرم الشيخ تكثيفا للإجراءات الأمنية من خلال زيادة عدد الأكمنة الثابتة والمتحركة فى شوارع المدينة، بالإضافة إلى عمل كمائن عند مداخل الأودية الجبلية والمدقات خاصة فى منطقتى الرويسات والخروم لمنع تسلل عناصر قد تخل بالأمن. وفى نفس السياق شنت مديرية أمن جنوبسيناء حملة موسعة و قد تم ترحيل مئات العاملين فى شرم الشيخ منذ أمس الأول خاصة عمال البناء ومن لا يحمل بطاقة البحث الجنائى تمهيدا للمؤتمر كما تم منع عدد كبير من العاملين من العبور إلى جنوبسيناء حيث تم منعهم من منطقة كمين عيون موسى مما ترتب عليه تكدسهم انتظارا لوسيلة مواصلات تنقلهم للعودة إلى محافظاتهم مرة أخرى. وكشفت مصادر أمنية ل«الشروق» أنه تم الاستعانة ببعض الضباط وعناصر الشرطة من القاهرة وبعض المحافظات المجاورة لتأمين المؤتمر. وأوضح أن العمالة التى تم ترحيلها هى عمالة موسمية خاصة فى مجال البناء ومنهم من لا يحمل كارت البحث الجنائى وبالتالى من السهل أن تختبئ أى عناصر إرهابية بين هؤلاء العمال. ونفى المصدر أن يكون المؤتمر قد تسبب فى تعطيل المشروعات السياحية التى ما زالت تحت الإنشاء من خلال ترحيل العاملين فيها، مشيرا إلى أن التنسيق تم بين مديرية أمن جنوبسيناء وبين أصحاب هذه المشروعات لضمان الأمن الكامل خلال المؤتمر وعدم تعطل العمل فى القرى السياحية الجديدة. وكانت الاجتماعات التحضيرية التى بدأت السبت الماضى قد تناولت مساهمات دول الجوار فى حماية وتدعيم أمن العراق، والإجراءات التى اتخذتها كل دولة فى سبيل تحقيق ذلك، بالإضافة إلى ما تم إنجازه من التوصيات التى انبثقت عن المؤتمرات السابقة، والتى قامت بها كل دولة على حدة، خاصة التوصيات الصادرة عن الاجتماع السابق الذى عقد فى الأردن العام الماضى إضافة إلى اقتراحات بعض الدول الأعضاء. يذكر أن اجتماعات دول جوار العراق بدأت عام 2004 بعد مرور نحو عام على سقوط العراق بيد القوات الأمريكية قبل حوالى ست سنوات، وظهر مصطلح دول جوار العراق بعد بداية حرب العراق وبداية استقرار المنطقة، وذلك للتنسيق فيما بينهم بسبب التغيرات الإقليمية التى حدثت بعد الحرب، وفيما بعد أصبحت أشبه بمنظمة لها اجتماعات دورية، وانضمت دول أخرى إلى الاجتماعات والمباحثات غير الدول الست المجاورة للعراق، وهى الأردن، وسوريا، والسعودية، والكويت، وإيران وتركيا، وقد انضمت مصر وجامعة الدول العربية، ثم انضمت العراق للمحادثات بعد تشكيل الحكومة.