• محافظ القاهرة: جاري إزالة 13 عقارا «احترازيًا».. واتخاذ إجراءات صارمة لمنع البناء في المناطق المزالة منذ أمس الثلاثاء، جلس سكان منطقة الرزاز بمنشأة ناصر في حواري ضيقة مليئة بأثاثات المنازل العشوائية التي يتم إخلاؤها بامتداد الجبل، وذلك بعد أن تعرض الجبل إلى تشققات جسيمة هددت تلك العقارات، حيث قام الحي والأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة، وتحت إشراف أمني، بإخلاء 82 أسرة قاطنة بالمنطقة، وتم توفير مساكن آمنة لهم في حي الأسمرات. قال عبدالنبي، أحد سكان شارع المدارس بمنطقة الرزار، ل«الشروق»، إن العقارات التي عزمت الدولة على إزالتها منذ حدوث التشققات الجبلية لم تتعرض لأي أذى عندما سقطت صخرة ضخمة الاثنين الماضي أو عندما حدثت التشققات أمس الثلاثاء، خاصة أن المسافة التي تبعدها العقارات عن الجبل أكثر من 500 متر. وأضاف عبدالنبي أنه تم الحصر على مدار ساعة ونصف فقط، وذلك الأمر تسبب في عدم حصر عدد كبير من الأسر في العقارات وعدم اعتراف الحي ومحافظة القاهرة بهم، قائلًا: «الحي ظلم ناس كتير»، وعندما سأل أحد أفراد لجنة الحصر، رد قائلاً«مايهمنيش المواطن اللي مش موجود في سكنه، والحصر على اللي موجود»؛ مما تسبب في تسليم شقة بالأسمرات لصاحب العقار فقط وتجاهل 8 أسر آخرين، ولا زالوا موجودين بالشارع حتى الآن. وأكد عمار زين العابدين، أن الجبل بعيد بمسافة كبيرة عن المنازل، حيث إن خلف تلك العقارات 4 آخرين تم هدمهم على مراحل، لافتًا إلى أنه لم يتم تسليم شقق الأسمرات للسكان الذين تم حصرهم إلا بعد سداد 4600 جنيه، بالإضافة إلى 350 جنيها إيجار للشقة بالأسمرات. وأشار زين العابدين إلى أنه سدد المبلغ من أقاربه، لافتا إلى أنه تم إلقاء القبض على واحد من أعمامه لرغبته في عدم الخروج من المنزل، حيث أرسل إلى رئيس حي منشأة ناصر للتفاهم وتوضيح الأمر، وتم القبض عليه بتهمة "إزعاج السلطات". «ناس ساكنة في منطقة عشوائية هيبقى معاهم 5 آلاف جنيه في بيوتهم إزاي؟!»؛ قالتها نعمة عبدالعزيز، عندما تم إخراجها من منزلها بعد تأكيدها عدة مرات أنها لا تملك المبلغ الذي تطالب محافظة القاهرة بسداده للانتقال إلى الأسمرات، مؤكدة أنها ستظل في الشارع لأنها تعول طفلين وليس لديها مصدر دخل ثابت. ولفتت نعمة إلى أن سقوط الصخور لم يوثر على العقارات التي تم هدمها أو التي سيتم هدمها، مضيفة أن العقار الذي تقطن به يضم 3 أسر، وعند سداد المبلغ سيتم تسليم شقتين فقط، مشيرة إلى أنها باتت على أريكة في الشارع ولا تعلم مصيرها الأيام القادمة. «عشنا 40 سنة في عشش وسط العقارب، والحكومة جاية تفتكرنا بعد ما بنينا بيوت!» أضافت أم حسام، معربة بذلك عن غضبها بسبب "هدم عقارات غير متضرر ولم يمسسها خدش"؛ على حد وصفها، مؤكدة أن الانهيار الذي حدث سيتبعه انهيار آخر خلال أيام، لافتة إلى أنهم اعتادوا على ذلك، خاصة أنه من الممكن أن يتم "ترميم الجبل" بدلًا من تشريد أسر كاملة بالشارع. ومن جانبه، قال محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال، إن أجهزة المحافظة واللجنة العلمية الجيولوجية المشكلة بمعرفة المحافظة تتابع التغيرات التي تحدث في المنطقة الجبلية بالرزاز، وملاحظتها لظهور تشققات بالجبل ساعد على سرعة نقل الأسر احترازيا تحسبا لسقوط أي أجزاء من الجبل قد تؤدي لوقوع ضحايا، مؤكدا أن الدولة تضمن حقوق المواطنين في السكن الآمن وتسعى جاهدة لتحقيق تطلعاتهم في الحياة الكريمة. وأشار المحافظ إلى أن الحكومة مستمرة في تطوير العشوائيات غير الآمنة بشكل نهائي من أجل الحفاظ على أرواح جميع المواطنين، لافتًا إلى أن أجهزة حي منشأة ناصر مستمرة في إزالة العقارات ال13 التي تقرر إزالتها احترازيا، مشددًا على أنه تم اتخاذ إجراءات صارمة لمنع البناء في المناطق المزالة مرة أخرى، وأن أي محاولة ستواجه بالحسم الفوري.