خبراء: زيادة الاستثمار فى أدوات الدين وإشادة صندوق النقد أعطت «جرعات منشطة» للجنيه البنك الأهلى: التدفقات الدولارية وصلت لمليار خلال يناير.. وبنك مصر: 150 مليون دولار حصيلة الأمس فقط واصل الدولار تراجعه أمام الجنيه، لينخفض 4 قروش خلال تعاملات، أمس، فى البنك الأهلى المصرى و«العربى الإفريقى» وبنك مصر و«التجارى الدولى»؛ حيث سجل 17.61 للشراء و17.71 للبيع، وفى بنك الإسكندراية تراجع 10 قروش ليسجل 17.86 للبيع، و17.76 للشراء. وسجل الدولار أكبر تراجع يومى منذ عامين، بنحو 20 و21 قرشا للبيع والشراء على التوالى، وأعلن البنك المركزى عن أسعار صرف العملة الخضراء لدى القطاع المصرفى خلال تعاملات، أمس الأول الأحد، ليسجل سعر الدولار 17.75 جنيه للبيع و17.65 جنيه للشراء، مقابل 17.95 جنيه و17.86 جنيه قبل أيام. وأجمع عدد من المحللين، على أن التراجع الذى سجله الدولار أمام الجنيه، منذ أمس الأول، يعود لزيادة التدفقات الأجنبية خلال الفترة الماضية، وإشادة صندوق النقد الدولى بإجراءت الإصلاح الاقتصادى مع قرب صرف الشريحة الخامسة من قرض الصندوق، مع انتعاش قطاع السياحة، وكلها عوامل ساهمت فى زيادة قوة الجنيه أمام العملة الخضراء. قال هانى فرحات، رئيس قسم البحوث فى بنك استثمار «سى آى كابيتال»: إن الدفعة التى تلقاها الجنيه أمام الدولار تعود إلى انتشار الأخبار الإيجابية عن قرب صرف الشريحة الخامسة من قرض صندوف النقد الدولى، وإعلان وزارة المالية عن طرح سندات بالعملات الأجنبية، لافتا إلى الزيادة فى التدفقات الأجنبية خلال شهر يناير الحالى. وتعتزم وزارة المالية إصدار مجموعة من السندات الدولية المقومة بالدولار الأمريكى واليورو بأسواق المال العالمية خلال العام المالى 2018 2019؛ حيث أعلنت عن طرح أذون وسندات خزانة بقيمة إجمالية 5.181 مليار جنيه خلال يناير الحالى. وقال محمد الإتربى، رئيس مجلس إدارة بنك مصر، فى تصريحات ل«الشروق»: إن الحصيلة الدولارية للبنك بلغت 150 مليون دولار حتى منتصف التعاملات، وذلك بعد أول يوم للتعاملات بعد الانخفاض التى شهده سعر العملة. فيما قال مصرفى فى البنك الأهلى ل«رويترز»، إن «التدفقات الدولارية خلال يناير للبنك بلغت نحو مليار دولار ونحو 40 مليار دولار منذ تحرير سعر الصرف» فى نوفمبر 2016. وأضاف «قمنا بتمويل عمليات تجارية خلال الفترة من نوفمبر 2016 وحتى الآن بنحو 43 مليار دولار». وأوضحت سهر الدماطى، العضوة المنتدبة لصناديق ائتمان الاستثمار بشركة يونيون كابيتال للاستشارات المالية، أن هناك عدة عوامل أعطت «جرعات منشطة» للجنيه أمام الدولار، منها إشادة صندوق النقد بإجراءات الإصلاح الاقتصادى فى مصر، وتغير آلية البنك المركزى فى تحويل أموال المستثمرين الأجانب مما سهل من عملية انتقال العملة للبنوك مباشرة، فضلا عن التفقات من الاستثمار الأجنبى فى الأذون والسندات، والتى ارتفعت بنحو 1.5 مليار دولار خلال الشهر الماضى. وأضافت أن الجدارة الائتمانية لمصر، أعطت ثقة للمستثمرين الأجانب فى الفترة الماضية، فى مقابل تراجع أسعار الفائدة فى الأسواق الناشئة، فضلا عن انتعاش القطاع السياحى فى مصر. وأوضحت أن الطلب على الجنيه ارتفع مقابل الدولار، مع زيادة استثمار الأجانب وارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وترشيد الاستيراد والزيادة فى التصدير، مما ساهم فى هبوط سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وذلك تواكبا مع تصريحات محافظ البنك المركزى طارق عامر الأخيرة لوكالة «بلومبرج»، التى تشير إلى أن التغير فى أسعار العملة يرجع إلى العرض والطلب. وتوقعت الدماطى أن انتعاشة فى القطاعات الصناعية مع انخفاض تكلفة الإنتاج من المواد المستوردة وهو ما يعود بالإيجاب على المستهلك المصرى. كان طارق عامر محافظ البنك المركزى خلال مقابلة مع وكالة بلومبرج، الثلاثاء الماضى، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تحركا بشكل أكبر فى الفترة المقبلة، وذلك بعد إنهاء العمل بآلية ضمان تحويل أموال الأجانب. وأكد عامر خلال تصريحاته، أن المركزى ملتزم بضمان وجود سوق صرف حرة خاضعة لقوى العرض والطلب، مرجعا استقرار أسعار الصرف خلال الفترة الماضية إلى التحسن فى الحساب الحالى، بسبب زيادة التحويلات، والسياحة والصادرات، والتحسن فى التصنيف الائتمانى لمصر. وقالت رضوى السويفى، رئيسة قسم البحوث فى بنك الاستثمار فاروس: إن إلغاء البنك المركزى آلية تحويل المستثمرين الأجانب، ساهم فى زيادة قوة الجنيه أمام الدولار، وأعطى سعر الصرف مرونة أكثر. وتوقعت السويفى أن يشهد الدولار الفترة القادمة تذبذبا بين الصعود والهبوط، خاصة مع إعلان قطاع السياحة استهداف 15 مليون سائح العام الحالى، مما سيساهم فى التدفقات الدولارية.