يعد حمام موسى بمدينة الطور، من أهم مناطق السياحة العلاجية بجنوب سيناء، ويحظى بأولوية للبرامج السياحية الوافدة للمحافظة؛ لحرص السائحين من مختلف جنسيات العالم على زيارته والاستمتاع بمياهه الكبريتية التي تشفي العديد من الأمراض الجلدية والروماتيزم. في هذا الصدد، قال الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الآثرية والنشر العلمي بوجه بحري وسيناء، إن أسرة محمد علي اهتمت بتطوير المناطق السياحية بسيناء، موضحًا أن الملك عباس الأول، زار سيناء وأمر ببناء حمام فوق النبع الكبريتي الذي يوجد بمدينة الطور. وأضاف أن عباس أمر بتمهيد الطريق بداية من دير سانت كاترين إلى قمة جبل موسى، فضلًا عن شروعه في بناء قصرًا على جبل تلعة غرب جبل موسى، كما أنه أنشأ طريق لتمر به السيارات من الطور لهذا القصر ولكنه توفى قبل الانتهاء من المشروع. وأضاف ريحان، أن أسرة محمد علي، شيدت العديد من المنشآت بطور سيناء، منها محجر للحجاج أسسه سعيد بن محمد على عام 1858، وفي عهد محمد توفيق بن إسماعيل، تحول طريق الحج المصري القديم من طريق البر إلى طريق البحر الأحمر لجدة، مشيرًا إلى أن عباس حلمي الثاني، أبحر إلى مدينة الطور عام 1898؛ لزيارة محجرها وجامعها وحمام موسى، بالإضافة إلى زيارته برًا بلاد العريش حتى وصل إلى عمود الحدود عند رفح. وتابع، أن سيناء تمتلك حمامات كبريتية أخرى، ومنها حمام فرعون علي بعد 110كيلو مترات من نفق الشهيد أحمد حمدي، موضحًا أنه يخرج من سفحه نبع كبريتي درجة حرارته 57 درجة مئوية، وفم النبع تسيل ماؤه للبحر، متابعًا أنه يقع قرب منحدر الجبل مغارًة كبيرًة، تتصل بمجرى النبع في بطن الجبل وينزل الطالبون للاستشفاء في البحر بعيدًا عن فم النبع؛ تجنبًا لحرارته ثم يقتربون من النبع تدريجيًا. وأوضح أن النبع يعالج العديد من أمراض العظام والجلدية. وصرح خبيرالآثار، بأن سيناء لديها مقومات العلاج بالرمال، الذي يتطلب إنشاء مراكز صحية للعلاج بالرمال بمدينة رأس سدر، بالإضافة إلى أن منطقة سانت كاترين تحتوي على 472 نوعًا من الأعشاب والنباتات الطبية، منهم 42 نوع من النباتات النادرة. ولفت إلى أن هذه الأعشاب، تحتاج إلى إنشاء معهد لبحوث النباتات الطبية بسانت كاترين، يستوعب باحثين من كليات الصيدلة والعلوم والزراعة، لخلق منظومة علمية متكاملة لدراسة البيئات الطبيعية للنباتات والمواد الفعالة المستخلصة منها.