منذ قدوم أسامة الشيخ لرئاسة قطاع القنوات المتخصصة، ونحن ننتظر منه أن يؤسس قناة مصرية للطرب. نستطيع أن نلجأ إليها هربا مما تعرضه الفضائيات الغنائية، وما تعرضه قنواته المتخصصة من مستوى متدن، وهابط ليل نهار، تحت مسمى تطوير الشاشة المصرية. والذى نكتشف فى كل مرة أنه تغيير اللوجو «الشعار» فقط. قرار تعيين أسامة الشيخ كان فى نهاية أغسطس2007، ومنذ هذا التاريخ، وهو يضع خططا لبرامج، وتصورا لقنوات تم تنفيذها، آخرها قناة نايل كوميدى ذات المستوى المتواضع والهزيل فى كل شىء. لكننا لسنا بصدد تقييمها. لكن ليس من المعقول أو المقبول ألا يكون فى دولة الغناء والموسيقى قناة مصرية للطرب. نحن بلد أم كلثوم، ومنيرة المهدية، وعبدالحليم حافظ، ومحمد عبدالوهاب، وسيد درويش، والشيخ أبوالعلا محمد، ورياض السنباطى،، وبليغ حمدى، والموجى، والطويل، وعمار الشريعى، وحلمى بكر، وسلطان، ونجاة، وشادية، وليلى مراد، ومحمد رشدى، ومحمد قنديل، وكارم محمود، وعبدالعزيز محمود، وعبدالمطلب، ومحمد فوزى، ونحن البلد الذى استضاف فريد الأطرش، واسمهان وبعدهما فايزة أحمدة، ووردة. ومن جيل الوسط محمد الحلو، وعلى الحجاز، وهانى شاكر، ومحمد ثروت، ونادية مصطفى، ثم جيل أنغام، وغادة رجب، ثم ريهام عبدالحكيم وآمال ماهر، ومى فاروق، ومروة ناجى.. عشرات من الأصوات بل مئات تستطيع أن تثرى عشرات القنوات. والدليل أن قنوات الطرب العربية تعيش على تراثنا، وتعرضه ليل نهار، ونحن أصحاب كل هذا لا نملك ولو «فاترينة» صغيرة لعرض كنوزنا الغنائية. ولا أعرف هل السادة فى وزارة الإعلام لديهم قناعة بأن تراثنا الغنائى هزيل لهذه الدرجة، ولا يستحق منا أن نضعه فى قناة متخصصة. أعتقد أنه من العار علينا جميعا أن نصمت على هذا التجاهل المقصود. نحن لسنا دولة متخلفة فى الغناء، بل على العكس نحن انتشرنا فى الوطن العربى من المحيط إلى الخليج عن طريق كل هؤلاء العمالقة الذين ذكرت بعضهم. وأعتقد أن إنشاء قناة للطرب لن يكلفنا كثيرا، ومن الممكن أن تحل محل تلك القنوات الكثيرة المتخلفة التى تخرج من ماسبيرو، ومدينة الإنتاج الإعلامى. السيد وزير الإعلام أنس الفقى منذ جلوسه على مقعد الوزارة وهو ينحاز لعمرو دياب، وتامر حسنى، وحميد الشاعرى، وأعتقد أن أول احتفال عن أكتوبر فى عهده استعان بالشاعرى لعمل أوبريت غنائى عن المناسبة فى مهزلة حقيقية لن ننساها. لذلك عليه أن يعلن عن حسن نواياه تجاه تراثنا الغنائى، ويكفى ما حدث من إهمال له. عشرات الحفلات للسيدة أم كلثوم أهملت، ومثلها لحليم، وكل العمالقة. وبدورنا لن نستطيع أن نصمت طويلا على هذا التجاهل المقصود، وغير المبرر حتى الآن. وبالمناسبة فهذه القضية تشغل كل الموسيقيين فى مصر. والكل لديه قناعة بأن هناك إهمالا لرغبتهم. التطوير دائما يجب أن يكون مواكبا لرغبات الناس، وليس ضد إرادتهم.